رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

لماذا ليبيا وإثيوبيا الآن؟ (3)

790

عندما هتفت الحناجر في كافة الميادين «يسقط.. يسقط حكم المرشد»، كانت العناصر المسلحة من التنظيم الإرهابي تستعد للانقضاض على الجماهير الزاحفة لاسترداد الوطن.

لكن القوات المسلحة والشرطة كانت لهم بالمرصاد فحمت إرادة الشعب التي خرج الملايين من أبنائه في كافة المحافظات والميادين مطالبين برحيل مرسي وعصابته؛ ليسطر المصريون ملحمة وطنية لأقوى عملية استرداد للوطن من أيدي تنظيم إرهابي لا يعرف سوى لغة الدم.

استرد المصريون حرية الوطن في 3 يوليو 2013 ليعلن  قيادات التنظيم الإرهابي مسؤوليتهم عن تحرك  العناصر الإرهابية ضد الدولة المصرية، بحسب التصريح الشهير للإرهابي «محمد البلتاجي».

كانت ليبيا فى ذلك التوقيت تنتظر التحرك، للضغط على الدولة المصرية والاستعداد لاستقبال العناصر الهاربة من قيادة تنظيم الإخوان  عقب سقوط نظامهم.

فى ظل تلقى 90% من الكيانات الإرهابية بليبيا تمويلا ودعما من تركيا وقطر، وتتشكل تلك الكيانات من 4 أنواع بينها من ينتمى لتنظيم داعش، وبعضها ينتمى لجماعة الصادق الغريانى وآخرون ينتمون لجماعة الإخوان «عبدالحكيم بلحاج»، بينما البعض الآخر ينتمى لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وقام «على الصلابى» القيادى الإخوانى و«الصادق الغريانى»، بمد تلك التنظيمات الإرهابية بالأسلحة والتى عبرت المتوسط من تركيا تحت رعاية وحراسة ميلشيات عبد الحكيم بلحاج.

كان الهدف زيادة الضغط على الدولة المصرية من خلال إشغال الحدود الغربية فى الوقت الذى كانت فيه سيناء أكثر المحاور الاستراتيجية توترا.

نواصل استعراض ما حدث على الجبهة الليبية عقب إسقاط حكم المرشد فى مصر، فقد شهدت بعض مدن الشرق الليبى (بنغازى ودرنة على وجه الخصوص) الكثير من الاغتيالات التى استهدفت فى مجملها قيادات أمنية وعسكرية، وبعض المدنيين.

وكان الهدف إثارة الرعب بين المواطنين وزيادة أعداد الميليشيات المسلحة استعدادا للتحرك باتجاه الحدود المصرية حال وصول تعليمات  من قيادات التنظيم بذلك.

تعطل مشروع بناء الجيش والشرطة وظلت التشكيلات المسلحة تتحكم فى المناطق التى تتمركز فيها. كما سيطرت تلك الميليشيات الإرهابية على النفط فى بعض المناطق.

تحولت ليبيا إلى أكبر منطقة لتجارة الأسلحة فى المنطقة خاصة بين الميليشيات والقبائل، كما تحولت بعض المدن الشرقية إلى أكبر منطقة عبور للأسلحة والهجرة غير الشرعية.

مع انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لتولى رئاسة الدولة فى 2014 صدرت التعليمات  من التنظيم الدولى نقلها عبدالحكيم بلحاج إلى الصلابى عقب زيارة قام بها إلى تركيا وهى ضرورة الضغط على الدولة المصرية بشكل أكثر قوة  وضرورة نقل العناصر المسلحة إلى الصحراء الغربية المصرية.

فى يوليو 2014، تم تجهيز 15 سيارة دفع رباعى محملة بالأسلحة والعناصر الإرهابية تقدمت باتجاه الحدود المصرية إلا أن قوات حرس الحدود كانت لهم بالمرصاد وقامت القوات الجوية بتدمير العربات الـ 15 بأحد الدروب داخل الصحراء الغربية خلال تحركها باتجاه  الواحات. وكانت العملية بمثابة محاولة لجس النبض والتعرف على قدرة العناصر الإرهابية على اختراق الحدود المصرية.

وعقب العملية قامت العناصر الإرهابية القادمة من الوجه القبلى، بالالتقاء بالعناصر الإرهابية القادمة من ليبيا بقيادة هشام عشماوى، بالرد على العملية باستهداف كمين الفرافرة فى 19 يوليو 2014.

تم ملاحقة العناصر الإرهابية التى قامت بالعملية وفر عدد منهم إلى ليبيا مرة أخرى.

فى نفس التوقيت تم تجهيز قافلتين من سيارات الدفع الرباعى إحداهما استعدت لاختراق الحدود الغربية من اتجاه الشمال والأخرى من اتجاه الجنوب وذلك لتشتيت الأنظار حتى تتمكن من توصيل كميات من الأسلحة إلى العناصر الإرهابية لتنفيذ المزيد من العمليات على المحور الاستراتيجى الغربى. إلا أن عناصر المعلومات  كانت لهم بالمرصاد وتم متابعة خط سير القافلتين وتم تدميرهما بواسطة القوات الجوية التى تقوم بأعمال التمشيط  والمراقبة والمتابعة على مدار 24 يومًا.

كان التوجيه من تركيا عقب اجتماع لعدد من قيادات التنظيم الدولى فى أغسطس 2014 بضرورة زيادة العمليات وتم تكليف تنظيم ما يعرف بـ «المرابطين» المنشق عن تنظيم ولاية سيناء بعملية اختطاف وقتل «وليم هندرسون»، خبير البترول الأمريكى بشركة أباتشى، بعد اختطافه من قلب الصحراء الغربية، وذلك بهدف تقديم صورة بعدم استقرار الأوضاع  فى مصر مما يجعل الشركات الأجنبية توقف استثماراتها فى مصر وهو ما يهدد الاقتصاد المصرى.

فى عام  2015 زادت الأوضاع توترا فى ليبيا وقامت تركيا بدعم الميليشيات المسلحة فى مواجهة الجيش الوطنى الليبى فى الشرق  بهدف الضغط على مصر.

تكررت عمليات الدفع بالسيارات المحملة بالأسلحة والذخائر المتنوعة عبر الحدود الغربية من أجل تقديم الدعم للعناصر الإرهابية إلا أن القوات الجوية وقوات حرس الحدود كانت لهم بالمرصاد.

وفى أكتوبر من نفس العام تم قتل 20 من العناصر المسلحة والقبض على 22 آخرين فى صحراء أسيوط خلال عملية عسكرية لتطهير الظهير الصحراوى من الخلايا الإرهابية والعناصر الخارجة على القانون.

ونواصل في العدد القادم كشف لماذا  تم صناعة أزمة في المحور الاستراتيجي الجنوبي؟