الرئيسية متابعات بعد الحُكم على فتياته بتهمة الإتجار فى البشر.. “التيك توك” فى قفص الاتهام!
متابعاتمصرهام
بعد الحُكم على فتياته بتهمة الإتجار فى البشر.. “التيك توك” فى قفص الاتهام!
By amrيوليو 05, 2021, 19:15 م
2001
بعد أن أصدرت منصة القضاء العادلة حكمها على فتيات «التيك توك»، تحولت صفحات السوشيال ميديا إلى ساحات للجدال، بعضها يطالب بالبراءة والآخر يطالب بالإعدام وغابت الحيادية والموضوعية،
أما نحن فهدفنا تقديم الحقائق ونشر التوعية، لا نحاكم رواد التطبيقات أو المجتمع أو نعلق على أحكام القضاء ولكن نبحث عن حلول لهذه الظاهرة المزعجة للمجتمع، ونكشف حقائق مسكوت عنها اجتماعيا..
مروة علاء الدين
أحمد طنطاوى
فى البداية التقينا وليد حجاج، خبير أمن المعلومات وتأمين البيانات، الذى قال: إن أول نقطة لعلاج أى مشكلة هى الاعتراف بوجود المشكلة ولكن للأسف الشديد هؤلاء الفتيات يرين أنهن لم يرتكبن جرما ماديا لأنهن لم يقمن بالفعل المباشر وإنما قمن بهذا الفعل من خلال الانترنت وهذا طبعا منطق غير سليم والدليل أنهن عندما تم الإفراج عنهن بكفالة أول الأمر، عدن إلى ممارسة هذه الأمور مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن، ولم يعترفن بأنهن أخطأن.
الدعارة الإلكترونية
ويشرح حجاج أبعاد الكارثة الاجتماعية من منظور تقنى فيقول: يوجد نوعان من التطبيقات الأولى عبارة عن تطبيقات تجارية عادية والثانية هى التطبيقات سيئة السمعة أو ما يمكن وصفها بـ (الدعارة الإلكترونية) وهذه الأخيرة يوجد منها نوعان انتشرا مؤخرا، النوع الأول يعرض صور الفتيات فيختار المستخدم من يريد ويتم اللقاء بينهما عن طريق حضورها لمنزله او أى مكان متفق عليه، والنوع الثانى يكون اللقاء «أونلاين» بمعنى أن التطبيق يخبر المستخدم أنه سوف يدفع ١٠ دولارات مثلا فى صورة «كوينز» يشتريها من التطبيق وبالمقابل تفتح الفتاة كاميرا الفيديو بث مباشر «لايف» لفترة زمنية محددة، وفى حالة إعجاب الرجل بالفتاة فإنه يطلب أن يكون البث من خلال طلب خاص «برايفت ريكويست» بسعر أعلى.
وهكذا تتربح البنت، التى تجلب هؤلاء الفتيات إلى هذا التطبيق بأرباح كبيرة وضخمة ويعد هذا الأمر نوعا من أنواع المتاجرة بالبشر، كما أنه يساهم فى نشر الرذيلة والأفعال غير الأخلاقية ويؤدى إلى تدهور القيم الأخلاقية والاجتماعية، وللأسف بعضهن يستخدم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والمبرر هنا هو التربح المادى و «ركوب الترند»، وهذا الأمر غير مقبول، فلو أن أحد الأشخاص ذهب إلى مكان لتعاطى المخدرات والخمور وتناول كوبا من الشاى ثم ذهب إلى حال سبيله فهو فى هذه الحالة رغم أنه لم يرتكب شيئا خاطئا إلا أنه أوجد نفسه فى مكان «سيئ السمعة»، وتحديد ومعرفة البرامج والتطبيقات أصبح من السهل على أى شخص أن يتحقق منها فقط إذا أراد ذلك فعلا .
مصيبة «تيك توك»!
ويشير حجاج إلى صلب القضية قائلا: موقع «التيك توك» به مصيبة تكنولوجية قبل أن تكون به مصيبة أخلاقية وهو قدرته الكبيرة إلى الوصول لكل بيانات ومعلومات مستخدميه ويقوم باستغلالها وذلك بالوصول إلى خاصية الكليب بورد Clip Board ومعرفة محتواها وهناك تحذيرات كثيرة جدا من خبراء التكنولوجيا منتشرة على شبكة الإنترنت وصفحات السوشيال ميديا، ومالكو التطبيق لم ينكروا ذلك وبروره بأنهم يستخدمون هذه المعلومات الخاصة جدا للتأكد من أن المستخدم للحساب هو شخص حقيقى وهو بالقطع مبرر غير منطقى وهذا الأمر يجعل هناك مشكلة كبيرة قائمة على هذا التطبيق تتعلق بالخصوصية والأمان.
.
فطرة ربانية
وعن نظرة خبراء الصحة النفسية للظاهرة، يقول د. طه أبوحسين، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية، إن الانحرافات الأخلاقية، خاصة الجنسية منها تكون دوافعها ذاتية وترتبط بمراحل العمر المختلفة والتفاعلات الأخلاقية والشخص الذى تمت تربيته وتأسيسه بشكل سليم يكون بعيدا عن هذه الانحرافات بقدر كبير، أما من تم التفريط فى تربيته واستوى عنده الحلال والحرام أو المباح والممنوع ولم تظهر لديه الحدود الفاصلة بين الشىء الأخلاقى وغير الأخلاقى فهو عُرضة للانجراف بسهولة إلى مثل هذه الأمور، والدافع المادى للتربح من وراء الغريزة الجنسية استبعده فى نطاق غير المتزوجات فهو ينتشر أكثر بين المتزوجات وعموما فإن الفكرة الذاتية عند هؤلاء الفتيات من أنهن قادرات على خداع الرقابة الأبوية سريعا ما تنكشف لأن فطرة الله التى خلقها فى الإنسان وميزه بها عن الحيوان هى فطرة (التستر) والحياء، ومن يقبل فكرة التعرية هو إنسان غير سوى أو لديه اضطراب من نوع ما.
المتهم الخفى!
ويضيف د. طه أبو حسين: القاضى لديه منطق قانونى لإصدار الأحكام، والعالِم لديه منطق علمى، ويجب أن يلتقى ويتحد المنطقان لأن من وضع العقوبات وضعها لضمان عدم عودة الجانى إلى الجرم مرة ثانية، وكل جرم من الجرائم والتعديات له طاقة لتطبيق أحكامه وأى جريمة لها ثلاثة أطراف أولها المجرم، وثانيها الضحية أو الشخص المُعتدَى عليه، وثالثها هو الهدف من الجريمة، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا هل قمنا بتضييق الخناق على أسباب ومسببات هذه الجرائم؟ أم أننا فتحنا الباب على مصراعيه للإعلام والمسلسلات والبرامج لمغازلة الغرائز وإظهار الحياة الداخلية للأسرة المصرية بصورة سطحية أو سلبية أو منحلة وتركنا الإعلام دون محاسبة أو رقابة ليعبث بأذهان الشباب؟!.
الوقاية.. والعلاج
ويقول عاطف لبيب النجمى المحامى بالنقض ورئيس منظمة الدفاع العربى: الدولة فى أصل علاقتها بالمواطن هى «راعى» له وليست «جلادا» وعليها أن تمنع الجريمة قبل وقوعها إذا كان ذلك فى الإمكان. وفى قضية فتيات «التيك توك» اللائى قمن بنشر فيديوهات تثير الغرائز أو تشير بالألفاظ أو الإيحاءات إلى ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون، أرى أنه كان من الأفضل أن يكون لدينا لجان متخصصة تضم «أطباء نفسيين ورجال دين ورجال أمن مدربين ومتخصصين» ويتم استدعاء هؤلاء الفتيات لمرة واحدة فى جلسة توضيحية توعوية يتم فيها مراجعة ما تقوم به الفتاة لمنعها من الاستمرار بهذا الفعل المُجرّم، كانت كفيلة بمنع الجريمة قبل وقوعها، فالوقاية خير من العلاج.
ويضيف النجمى: فى كل دول العالم المتقدمة يوجد تحذير قبل الرادار لأن الهدف ليس ضبط المواطن متلبسا بارتكاب جريمة تجاوز السرعة، بل الهدف هو إبطاء السرعة فقط.
وظيفة الأب والأم
وتضيف د.إيمان عبدالله، أستاذ علم نفس اجتماعى وعلاج أسري: أنه مع كل انتهاك لحدود وقيم المجتمع الأخلاقية نجد متغيرات عديدة تجلب لنا سلوكيات انحرافية وتطل علينا من نوافذ عديدة مثل تطبيق «التيك توك» وغيره.. وتحول الأمر من ترفيه عبر التطبيق إلى اتجار بالبشر، وهو ما حدث مع الفتاتين، ومحاولة للكسب المادى بطرق غير شرعية، وأصبحت الأسرة هى الداعم لبناتها، أو زوج يدعم زوجته وينشران فيديوهات لهما دون أى خصوصية مقابل جنى المال، وأجد أن الحكم القضائى ليس قاسيا كما يدعى البعض، بل هو وقائى وضد الآفات والأمراض المتجمعية.
وتشير د. إيمان، إلى أن هذه التطبيقات والمشتغلين بها هم أرض خصبة ويد مُساعِدة للفساد والاتجار بالبشر وتطور للسلوك المنحرف، وللأسف يقلدهم الآخرون للوصول للثروة السريعة مهما كلفهم الأمر، ومن هنا لابد من طرح تلك الموضوعات أسريا لحماية أولادنا، وتعليمهم أنه من الخطأ نشر الخصوصيات أمام الكاميرا.
غياب الأهل
أما الدكتورة أسماء محمد نبيل، مدرس علم الاجتماع بقسم الفلسفة والاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، فتقول: نتيجة انتشار وباء كورونا والبقاء لوقت طويل فى المنزل عمدت بعض البنات القاصرات إلى الرقص لقتل الوقت مما شجع المتربصين والمجرمين على استخدام المقاطع للإساءة إلى هذه الفتيات القاصرات أو التحرش اللفظى بهن أو إرسال رسائل مسيئة تؤدى غالباً إلى إحداث أذى نفسى للشخص ولعائلته، وتتمثل خطورة ذلك فى عدة نقاط منها، إن نشر هذه المقاطع يعد جريمة فى غياب الأهل والمراقبة العائلية، فوسائل التواصل ومن ضمنها (التيك توك) هى أسرع وأسهل طريقة للتحرش بالفتيات، وقد تصل محاولات جذب الانتباه إلى المشاهد الفاضحة والتى تؤدى إلى قضايا مخلة بالشرف أو الدعوة إلى الفسق، لذا فمن الضرورى عدم سماح الأهل لأولادهم بعمل حسابات على هذا التطبيق.
وأخيرا تقول سارة عبد الحميد، استشارى العلاقات الأسرية والتربوية: إن قضية فتيات «التيك توك» شغلت الرأى العام كله بين مؤيد ومعارض، ولكن إذا نظرنا إلى الموضوع بكل زواياه سنجد أن هاتين الفتاتين مدانتان، فهل يُعقل أن يكون البحث عن المال بضياع أخلاق الفتيات؟، فنحن فى مجتمع شرقى وتحكمنا تعاليم الدين الإسلامى وتحكمنا قوانين من الشريعة الإسلامية، وليس من القيم المجتمعية التحدث مع رجال وشباب مقابل المال، كما أن تجنيد فتيات أخريات للحصول على الأموال وتكوين شبكات تحرض أو تدعو إلى الانحراف الأخلاقى هو أمر غير مقبول.