رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

كهرباء مصر تضيء أوروبا

1017

اهتمام عالمى واسع، بالقمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، والتى عقدت فى العاصمة أثينا بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث برز هذا التحالف المتوسطى فى وقت مبكر من وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، فبعد نحو خمسة أشهر صاغت الأطراف الثلاثة آلية للتعاون، تحديدًا فى نوفمبر 2014، ومنذ ذلك الوقت حرصت الدول الثلاث على دورية انعقاد تلك القمة، فلم يمر عام واحد منذ القمة الأولى دون انعقادها. هذه الديمومة فى الانعقاد أضفت على التحالف نمطًا مؤسسيًا، يُبرز مستوى التوافق والتنسيق بين الدول الثلاث.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن آلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص أصبحت محفلا بالغ الأهمية لتدعيم التعاون بين الدول الثلاث، فى مختلف المجالات والتشاور فى شأن جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيدا بالتطور النوعى الذى شهده التعاون الثلاثى والذى تمثل فى التوقيع على اتفاق الربط الكهربائى بين الدول الثلاث، والذى يعد خطوة تمهيدية تقرب من الهدف الذى تطمح إليه فيما يتعلق بالربط الكهربائى مع بقية الدول الأوروبية.. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس، عقب القمة الثلاثية فى جولتها التاسعة والتى تأتى فى إطار آلية التعاون الثلاثى التى انطلقت عام 2014.

قضايا إقليمية

وقال الرئيس السيسي إن القمة بمثابة فرصة مواتية لمناقشة التطورات فى منطقة شرق البحر المتوسط والقضية القبرصية، مشددا على أن الدول الثلاث توافقت على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها وخروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا.

وأضاف الرئيس أن المناقشات فى القمة الثلاثية تطرقت أيضا إلى تطورات القضية الفلسطينية التى تعد جوهر الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود مصر لاحتواء التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومواصلة الجهود لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

وأشار الرئيس أيضا إلى أن المباحثات تطرقت إلى الأزمة السورية، حيث تم التأكيد على أهمية دعم مهمة المبعوث الأممى إلى سوريا من أجل التوصل إلى تسوية لتلك الأزمة تحافظ على سلامة ووحدة الأراضى السورية. ولفت الرئيس السيسى إلى أنه تمت مناقشة قضية الإرهاب والفكر المتطرف والتى تؤثر على استقرار الشعوب.

وأكد الرئيس السيسي أن القمة كانت بمثابة فرصة طيبة لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية؛ وبالأخص فى منطقة شرق المتوسط، مجددا دعم مصر لمساعى جمهورية قبرص، وكافة الأطراف الدولية المعنية من أجل إيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية استناداً لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة.

تطوير العلاقات

وقال الرئيس السيسي إن آلية التعاون الثلاثى أصبحت محفلا بالغ الأهمية لتبادل الرؤى حول سبل تحقيق مزيد من التطوير فى علاقات التعاون فيما بين دولنا وشعوبنا وتطويرها على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذا العسكرية والأمنية، فضلاً عن التشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يسهم فى تنسيق جهود الدول الثلاث لمواجهة التحديات الكبيرة التى يشهدها جوارنا الإقليمى المباشر أو الساحة الدولية ككل، مشيدا بالتعاون الإيجابى القائم بين الدول الثلاث حالياً لمواجهة وباء «كورونا»، مع ما تمثله تلك الجائحة من تهديد غير مسبوق على صحة مجتمعاتنا، وعلى جهودها لتحقيق التنمية وتحسين مستوى معيشتها.

وأكد أهمية الالتزام بالعمل على تنفيذ، وتكثيف المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثى فى كافة المجالات؛ وعلى رأسها قطاع الطاقة الواعد، مشيدا بالتطور النوعى الذى تمثل فى التوقيع على اتفاق ثلاثى مهم فى مجال الربط الكهربائي، استكمالاً لما تم منذ أيام قليلة من إبرام اتفاقيتيّن لربط الشبكة الكهربائية فى مصر مع كل من اليونان وقبرص على المستوى الثنائي، وهو ما يُعد خطوةً تمهيدية تقربنا من الهدف المشترك الذى تطمح إليه دولنا الثلاث؛ ألا وهو الربط الكهربائى مستقبلاً مع بقية أرجاء القارة الأوروبية.

وشدد على أهمية البناء على قوة الدفع هذه لإيجاد زخم مواز فيما يتعلق بمسعى إنشاء خط أنابيب بحرى لنقل الغاز الطبيعى من حقل «افروديت» القبرصى إلى محطتيّ الإسالة المصريتيّن بدمياط وادكو، تمهيداً لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان ومنها لاحقاً إلى كثير من دول شرق المتوسط، وربما كذلك لدول غرب البلقان ووسط أوروبا، الأمر الذى يتسق مع الطموحات الكبيرة التى ولدت مع تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط بوصفه كياناً يعول عليه من أجل حسن التخطيط لمشروعات التعاون الإقليمي، ولتعظيم استفادة الدول الأعضاء فى المنتدى وشعوب المنطقة عموماً من مخزون الغاز الطبيعى والثروات الهيدروكربونية فى البحر المتوسط، وبما يتسق مع قواعد القانون الدولى ذات الصلة، ويحترم سيادة الدول على أقاليمها ومواردها.

مقاربة حقوق الإنسان

وقال الرئيس السيسي إن اللقاء مع شركائنا اليونانيين والقبارصة كان فرصة ملائمة للتطرق مجددا للمنظور الشامل الذى تتبناه مصر فى مقاربتها لأبعاد قضايا حقوق الإنسان؛ بما فى ذلك ضرورة مراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتركيز على تحقيق نقلة نوعية فى جودة حياة الإنسان وتمكين الدول من توفير المناخ الآمن والمستقر الذى يمارس فيه المواطن كافة حقوقه المقررة بالدستور والقانون، مع ضرورة احترام خصوصية المجتمعات والشعوب، مشددا على أن تلك القناعات المصرية، تجلت فى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مؤخرا لتمثل نهجاً وإطاراً وطنياً شاملاً لتحرك الدولة المصرية على هذا الصعيد.

وأعرب الرئيس عن شكره لنظيره القبرصى ورئيس وزراء اليونان على التزامهما الصادق بتعزيز أواصر الصداقة القوية بين مجتمعاتنا والدول الثلاث، والحرص على الانطلاق بهذه الآلية إلى آفاق أرحب، مؤكدا على تطلُع مصر لاستضافة الاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثى خلال العام المقبل.

ربط كهربائي

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشترك بين مصر وقبرص واليونان، على هامش القمة الثلاثية فى جولتها التاسعة، والتى ناقشت أوجه التعاون بين الدول الثلاث فى إطار آلية التعاون الثلاثي، حيث تم التأكيد على نجاحها فى تكريس التشاور الدورى والتنسيق الوثيق حول الملفات الإقليمية والدولية التى تؤثر على كافة شعوب المنطقة، كما عكست كذلك التزاماً متبادلاً بترجمة التوافق السياسى إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع فى مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، فضلاً عما شهدته من تعاون مشترك خلال الآونة الأخيرة للتصدى للتحديات والأزمات الطارئة مثل حرائق الغابات، ومواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا.

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس السيسي ثمن التقدم المحرز فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع اليونان وقبرص، مؤكداً أهمية الانطلاق بالآلية إلى آفاق أرحب فى إطار الانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز ركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم بأسره، وبما يعكس الاهتمام بتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات والموارد التى تؤهل الدول الثلاث نحو تلبية تطلعات شعوبها فى المزيد من الرفاهية والرخاء.

وقال إن الزعماء الثلاثة تناولوا المشروعات القائمة والمقترحة للتعاون فى إطار آلية التعاون الثلاثى فى قطاعات الطاقة، الغاز، الكهرباء، والسياحة والنقل والزراعة وغيرها، مع التأكيد على وجود آفاق واعدة لتعزيز روابط التعاون بين الدول الثلاث فى عدد آخر من القطاعات الحيوية كالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي.

وأضاف المتحدث الرسمى أن القمة تطرقت إلى جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم فى هذا الصدد.

 العلاقات مع قبرص

وعلى هامش القمة، التقى الرئيس السيسي، بالعاصمة اليونانية أثينا، مع الرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس، وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتطور والتقارب المستمر فى العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص على مختلف الأصعدة، مؤكداً حرص مصر على مواصلة تفعيل أطر التعاون، سواء على المستوى الثنائى أو من خلال آلية التعاون الثلاثى التى تجمع بين مصر وقبرص واليونان، والتشاور المكثف بينهم تجاه مختلف القضايا والتطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بسبل مواجهة التحديات فى منطقة شرق المتوسط.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس القبرصى أعرب من جانبه عن تقدير بلاده لقوة ومتانة العلاقات بين البلدين، والتى تتطور بشكل مستمر على شتى الأصعدة، مؤكداً التطلع لتحقيق المزيد من الخطوات لترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى مع اليونان.

كما أعرب الرئيس القبرصى عن تقدير بلاده لدعم مصر للقضية القبرصية، وفقاً لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛ بما يعزز من أمن واستقرار المنطقة، مشيداً بالدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط، فضلاً عن جهودها فى إطار مكافحة الإرهاب والهجرة الشرعية.

وأضاف متحدث رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى عدد من مجالات التعاون، لاسيما فى ظل نتائج الزيارة الأخيرة للرئيس القبرصى للقاهرة فى سبتمبر 2021، والتى شهدت ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية إلى مستوى اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسى البلدين؛ بما يعكس مدى تميز تلك العلاقات ذات الطابع الاستراتيجي.

وأكد الجانبان أهمية متابعة نتائج اللجنة العليا المشتركة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلالها، عن طريق آلية للمتابعة والتقييم على مستوى الوزراء والخبراء المعنيين بالتعاون فى القطاعات المختلفة، خاصةً فى مجال الطاقة، والربط الكهربائي، مع التوافق بشأن أهمية إزالة أية عقبات تواجه الإسراع فى خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذى سيربط حقل «افروديت» القبرصى بمحطات الإسالة المصرية تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.

وتطرق اللقاء كذلك إلى آخر التطورات على الصعيد الإقليمى وجهود التوصل لتسوية سياسية للأزمات التى تعانى منها بعض دول المنطقة، خاصةً مستجدات الأزمة الليبية وقضية سد النهضة، فضلاً عن بحث تطورات القضية القبرصية، والأوضاع فى منطقة شرق المتوسط.

 العلاقات مع اليونان

كما التقى الرئيس السيسي مع مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على دعم وتعميق العلاقات المتميزة مع اليونان وتفعيل أطر التعاون القائمة بينهما، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثي.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن اللقاء تطرق إلى التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، لاسيما الدعم المتبادل داخل مختلف المنظمات الإقليمية والدولية على النحو الذى يعكس قوة ومتانة العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون للتغلب على تداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتطوير التعاون فى قطاعات السياحة والزراعة والاستزراع السمكي، إلى جانب مواصلة التعاون والتنسيق فى مجال الطاقة والغاز الطبيعي، لاسيما فيما يخص منتدى غاز شرق المتوسط.

9 جولات للقمة الثلاثية

القمة الأولى فى القاهرة نوفمبر 2014

أكد خلالها الزعماء الثلاثة المبادئ العامة للمشاركة الثلاثية التى تضمنت احترام القانون الدولى والأهداف والمبادئ التى يجسدها ميثاق الأمم المتحدة.

الثانية فى أبريل 2015 بقبرص

شهدت عملية ترسيم الحدود فى المياه الإقليمية، ومواجهة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب.

الثالثة فى ديسمبر 2015 باليونان

ناقشت استغلال الإمكانات الشرق متوسطية فى مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.

الرابعة فى 2016 بالقاهرة

اتفق الزعماء الثلاثة على علاج أزمة المهاجرين، والتحرك بسرعة لحماية البيئة، وتعزيز التعاون الاقتصادى.

الخامسة فى قبرص نوفمبر2017

شهدت القمة مناقشة العديد من التحديات التى تواجهها الدول الثلاث فى البحر المتوسط.

السادسة فى اليونان 2018

توافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة.

السابعة بالقاهرة 2019

الاتفاق على تعزيز الجهود الدولية فى مكافحة الإرهاب والتطرف.

الثامنة فى قبرص 2020

تم الاتفاق على تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجى بين الدول الثلاث.