محمود عبد الشكور
أخيرا شاهدنا فيلما كوميديا جيدا، أتحدث عن فيلم «قلب أمه» الذى كتب قصته الثنائى هشام ماجد وشيكو، عن فكرة تامر إبراهيم، وكتب له السيناريو والحوار ثنائى موهوب أقرأ اسميهما لأول مرة هما محمد محمدى وأحمد محيى، وأخرجه عمرو صلاح. الفيلم يقدم دراما كوميدية فانتازية بشكل محكم، رغم أن فكرة نقل قلب إلى شخص آخر، فيتغير سلوكه فى اتجاه صاحب القلب الأصلى، ليست جديدة، ولكن المعالجة الذكية منحت الفكرة طابعا ساخرا، ينشأ أساسا بسبب نقل قلب أم توفيت الى جسد مجرم عتيد وعنيف، وهكذا تتفجر المواقف الضاحكة نتيجة التناقض بين حنان الأم، والقسوة المطلوبة فى زعيم عصابة شرس، ولكن السيناريو لم تستغرقه التناقضات والإفيهات، رغم أنها جميعها مكتوبة بخفة ظل، ولكنه قام ببناء دراما بكل مفرداتها، من الرسم الجيد لكل الشخصيات، وضبط خطوط الصراع على مدار الفيلم، والوصول الى ذروة وحل، مع حرية معتبرة فى الخيال، وإخراج متفهم لطبيعة الفيلم الكوميدى، الذى تلعب الصورة والحركة والمونتاج فيه دورًا أساسيًا، بجانب الحوار، أثبت الفيلم حقا أن الضحك لا يتعارض مع الدراما، وأن الإفيهات يمكن أن تكون من خلال قصة وشخصيات وصراع، وأن جيل المضحكين الشبان يستطيعون تحقيق ذلك، فلا المعادلة مستحيلة، ولا هم أقل موهبة أو ذكاء، ولكنها مسألة بذل جهد مناسب ومطلوب.
تسير الحكاية بالتوازى بين مجدى تختوخ «شيكو»، المجرم الذى أصيب إصابة قاتلة فى إطار منافسة مع زعيم عصابة أخرى ويونس «هشام ماجد»، الشاب الذى يكتب أفلام رعب لا يشتريها أحد، والذى ماتت أمه، وتتقاطع مصائر تختوخ ويونس، بعد الرسم الجيد لشخصياتهما، عندما يتم نقل قلب أم يونس الى تختوخ إنقاذا لحياته، وهنا تتغير تصرفات تختوخ،فيحمل، تأثرا بقلب الأم، تعاطفا وحنانا لا مثيل له تجاه يونس، بل إنه يحل محل الأم حرفيا فى رعايته، وإطعامه، والسهر على راحته، ويسخر أفراد العصابة فى السهر على أحوال يونس، وينشأ الصراع بسبب رغبة منافس تختوخ فى أن يفوز بعملية تهريب كبيرة، بعد أن تراجع اهتمام تختوخ بشئون العصابة، كما ينشأ الصراع بسبب مطاردة ضابط شاب «محمود الليثى» لتختوخ للإيقاع به، وتجنيد الضابط ليونس لكى يساعده فى ذلك، وبينما يوجه الفيلم تحية لامعة لقلب الأم، الذى يصبح أفضل ما فى تختوخ، فإنه لا ينسى أن يجعل كلا من تختوخ ويونس يكتشفان جوانب أخرى فى نفسيهما، تتغير الشخصيات فى النهاية، بعد فواصل ممتعة تجعلنا نعتبر «قلب أمه» أفضل أفلام عيد الفطر الكوميدية، بل إنه أحد أفضل وأمتع أفلام العام 2018. هناك عناصر كثيرة مميزة كالسيناريو والإخراج والموسيقى والمونتاج، وبالتأكيد أداء كل الممثلين وعلى رأسهم هشام ماجد فى دور شاب يعانى من سيطرة أمه، حتى يعرف قيمتها بعد غيابها، وشيكو الذى أطلق الضحكات بسبب تناقض مظهره الضخم مع حنانه ورقته كأم بديلة، فأصبح تجسيدا مدهشا لعبارة يونس عندما وصفه بأنه «كأنه هارد غسان مطر ركّبوا عليه سوفت كريمة مختار»، وتميزت أيضا نور قدرى فى دور خطيبة يونس، ومحمود الليثى فى دور الضابط عاطف الشعلة الذى كان يطارد تختوخ. شكرا لصناع هذه الفيلم المتميز.

نجوم وفنون
« قلب أمه» أفضل أفلام العيد الكوميدية
By amrيوليو 18, 2018, 19:04 مالتعليقات على « قلب أمه» أفضل أفلام العيد الكوميدية مغلقة