تقاريرمصر
شمال سيناء.. تطوير وتطهير وبناء
By amrديسمبر 26, 2022, 15:50 م
195
العريش – أحمد سنبل
دخلت محافظة شمال سيناء مرحلة جديدة من البناء والتعمير والتطوير، على كافة الأصعدة، وتنمية تشمل أعمال الرصف وتوسعة للطرق الرئيسية، رفع كفاءة شبكات الكهرباء والمياه، التوسع فى محطات التحلية لتزويد المحافظة بالمياه اللازمة لاستخدام المواطنين، والتوسع فى الرقعة الزراعية، فضلا عن دعم قطاعات الصناعة والتعليم والصحة، والأهم إحداث طفرة حقيقية على المستوى الأمني.
عادت مظاهر الحياة إلى طبيعتها فى كافة أرجاء المحافظة، حيث عاد الأمن وبدأت شرايين التنمية تصل إلى المحافظة، التى طالما عانت على مدار عقود من الإهمال على كافة المستويات، ليصبح ما يحدث على أرض سيناء شهادة نجاح جديدة للدولة والقيادة السياسية المصرية فى مكافحة الإرهاب، ودخول سيناء عصر التنمية الذى تعيشه كافة ربوع الجمهورية.
وأكد محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة أنه تم رفع كافة الحواجز الأمنية والمتاريس من كافة شوارع المحافظة، وهو ما يدل على عودة الأمن والأمان إلى مدينة العريش، مشيدًا بالتضحيات الكبيرة والجهد غير المحدود من قبل القوات المسلحة والشرطة الباسلة، حتى أصبح الإرهاب فى اندثار بصفة مستمرة.
وأوضح «شوشة» أن محافظة شمال سيناء تعمل بشكل متواز بين تحقيق الأمن والتنمية، مشيرا إلى أن التنمية تسبق الأمن بخطوات، لذلك تم العمل بمجال التنمية، والبنية الأساسية.
وأشار إلى أن أعمال التنمية بشمال سيناء تتم على عدة محاور، يأتى فى مقدمتها محور التنمية الزراعية، حيث تم العمل على حل أزمة ندرة المياه التى كانت تعانى منها المحافظة.
وأشار إلى أن طريق «القنطرة-العريش» يشهد أعمال رفع الكفاءة على طول الطريق حتى مدينة رفح، حيث تم الانتهاء من تطوير الطريق بداية من القنطرة حتى منطقة جلبانة، وغيرها من المناطق، وسيتم الانتهاء قريبا من رفع كفاءة الطريق، فضلا عن عدد من المحاور الرئيسية والشوارع بمدينة العريش.
وأشار محافظ شمال سيناء إلى أنه تم إنشاء سوق للجملة للتجار والمزارعين والذى دخل الخدمة يعمل بصورة منتظمة، فضلا عن أعمال التطوير فى المحور الدائري، والمحور الأوسطي.
كما يعد ميناء العريش واحدا من أبرز محطات التنمية فى شمال سيناء، حيث يشهد عملية تطوير واسعة تضم بناء رصيف جديد بطول 5.1 كيلو متر، حيث إن الرصيف القديم كان يبلغ طوله 242 مترا فقط، فضلا عن تعميق الميناء ليصل إلى 14 مترا بدلا من 7 أمتار فقط فى الوقت الراهن، بشكل يسمح بدخول سفن بحمولات تصل إلى 40 ألف طن، بما يسمح باستقبال سفن ذات حمولات وأعماق أكبر.
ويشهد الميناء أعمال التطوير تشمل الحوض الأول، وإنشاء حوض ثان بجانب تطوير الرصيف التجارى ضمن ثلاثة أرصفة أخرى أحدها رصيف يستقبل السفن ذات الأعماق الصغيرة بجانب جونة للصيد.
وفى إطار حرص الدولة المصرية على تسهيل الأوضاع على أهالى شمال سيناء، تم فتح أعمال الصيد بالميناء أمام الصيادين، فضلا عن إنشاء محطة وقود داخل الميناء لإمدادهم بالوقود اللازمة لتشغيل مراكب الصيد، مما يساهم فى زيادة الإنتاج وفتح الباب لهم للعمل من جديد.
يعد ميناء العريش البوابة الرئيسية لتصدير منتجات سيناء من الفحم والأسمنت والرمل الزجاجي، كما تم إنشاء حاجز أمواج بطول 1250 كم، وتنفذه إحدى شركات المقاولات المصرية.
وتضم أعمال التطوير إنشاء مناطق الإدارة والخدمات على مساحة 108 أمتار، وتشمل مبنى الشركات والتخليص الجمركي، مبنى الإسعاف، ومبنى هيئة الميناء، والإنقاذ البحري، استكمال منطقة الصوامع والتخزين، واستكمال الساحات والمخازن، ومنطقة حرة.
أعمال التطوير ستشمل أيضا بوابة الدخول الرئيسية لتحتوى على 10 حارات للسيارات، باركينج للسيارات، ميزان بيسكول، وكنترول ومراقبة.
من جانبه، أكد المهندس محمد السيد أحد المهندسين العاملين فى أعمال تطوير ميناء العريش من شركة المقاولون العرب، أنه لولا إعادة الأمن والأمان إلى سيناء كان من الصعب استكمال أعمال التطوير، مشيرًا إلى أن الأمور أصبحت متاحة للعمل والتطوير وسرعة التنفيذ فقط بعد القضاء على الإرهاب.
ويشهد قطاع التعليم فى محافظة شمال سيناء بكافة مراحله دعما غير محدود من الدولة، حيث استعادت كافة الأبنية التعليمية كامل كفاءتها وقدرتها بعد إعادة تطوير الشاملة، لتكون جاهزة لاستقبال أبناء المحافظة.
وتعد جامعة العريش وجامعة سيناء من أبرز مظاهر عودة الحياة لطبيعتها بشمال سيناء، حيث يشهدان حضورا مكثفا من الطلاب والطالبات.
وتشهد جامعة العريش تطويرا هائلا، حيث قال د. حسن الدمرداش رئيس الجامعة، إن الجامعة وفرت كل مقومات الراحة والهدوء للطلاب لتلقى دراستهم بكل سهولة ويسر، مشيرا إلى أن الجامعة تهدف فى المقام الأول تخريج طالب وطالبة مسلحين بالعلم قادرين على توجيه طاقاتهم لخدمة محافظة شمال سيناء على وجه الخصوص، ودولتهم المصرية بوجه عام.
وأوضح أن الجامعة تضم كليات التربية، والعلوم الزراعية البيئية، والتربية الرياضية بنين – بنات، والعلوم، والآداب، والاقتصاد المنزلي، والتجارة ، ورياض الأطفال، وكلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية، وكلية الطب البيطرى، وكلية الحاسبات والمعلومات.
وأشار إلى أن الجامعة تحرص على إنشاء أقسام تتناسب مع سوق العمل، مضيفا أن نسبة كبيرة من أهالى سيناء يعملون فى مجال الصيد، لذلك جاء أهمية قسم الاستزراع المائى والمصايد البحرية، وهو الأمر الذى يزيد من الطاقة الإنتاجية للمحافظة من الأسماك.
وشدد على أن إنشاء كلية الطب بالجامعة يعد من الإنجازات الاستراتيجية التى تحققت خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الجامعة تستهدف توفير كافة احتياجات المحافظة من الأطباء.
وأوضح د. الدمرداش أن الجامعة تقوم بصرف حافز تميز قيمته ألف جنيه شهريا للطلاب المتفوقين، وهو الأمر الذى يساهم بشكل كبير فى زيادة التنافس العلمى بين الطلاب.
وأكد رئيس جامعة العريش أن الجامعة ليست جامعة تقليدية، ولكنها أيضا تعمل على أن تكون مؤسسة إنتاجية، حيث تضم مزرعة لكافة إنتاج المنتجات الزراعية، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من الطعام والخضراوات الخاصة بالمدينة الجامعية، وطرح الفائض فى منافذ لبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة.
ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إنشاء كلية هندسة الموارد الطبيعية، حيث إن محافظة شمال سيناء تمتلك حجما هائلا من الموارد الطبيعية التى يجب أن نحسن استخدامها، عبر الوسائل العلمية والتكنولوجية المتقدمة.
ومن جانبها، أكدت الطالبة أمنية يسرى بكلية رياض الأطفال فى جامعة العريش، أن الأوضاع فى شمال سيناء أصبحت تنعم بالأمن والأمان، بعد الجهود الكبيرة التى قدمتها القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
وأشارت الطالبة إلى أنها من سكان مدينة بئر العبد، وتتحرك من منزلها فى الساعة السادسة صباحا لتأتى إلى العريش لحضور المحاضرات بالجامعة، والعودة إلى منزلها فى الساعة الرابعة، مشيرة إلى أن كافة وسائل المواصلات تعمل بشكل دائم، وأن الوضع أصبح آمنا للغاية، ولا يوجد أى شيء قد يعيق التحرك والتنقل وممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وبدورها، قالت الطالبة هند أحمد بكلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية فى جامعة العريش، إنها تحرص دوما على الحضور إلى الجامعة، مشيرة إلى أن الجميع يعلم الدور الكبير الذى قامت به الدولة وكافة مؤسساتها من أجل إعادة الحياة لشمال سيناء، والقضاء على أى شيء قد يهدد حياة المواطنين.
وأكد حمزة رضوان وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، أن التعليم فى سيناء أمن قومي، مشيدا بحرص أولياء الأمور على حضور أبنائهم إلى المدرسة خاصة منذ إعادة الأمن إلى شمال سيناء، حيث أصبحوا لا يخشون عليهم كما كان فى السابق.
وأوضح أن محافظة شمال سيناء يوجد بها 122 ألف طالب بمراحلهم الدراسية المختلفة، ونسبة الحضور تتجاوز الـ 90 بالمائة، مشيرا إلى أن الدولة تدعم مدارس شمال سيناء، وتقدم لها كافة السبل لإنجاح المسيرة التعليمية.
وفى قطاع المياه، تشهد محافظة شمال سيناء إنشاء العديد من محطات المعالجة وتحلية مياه البحر، من أجل حل أزمة المياه التى كان يعانى أهالى المحافظة من غيابها لفترات متقطعة، بسبب ضعف المياه فى الخط المغذى لقرى ومدن المحافظة.
وتعد محطة تحلية مياه البحر بالعريش أكبر محطة تحلية فى الشرق الأوسط، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 ألف متر مكعب /اليوم تزيد إلى 300 ألف متر مكعب /اليوم، لتلبية احتياجات أكثر من مليون ونصف المليون مواطن وللقضاء على نظام المناوبة وضخ المياه إلى المنازل خلال الـ 24 ساعة.
وبشأن مشروعات الإسكان، وكباقى محافظات الجمهورية تشهد محافظة شمال سيناء حجما كبيرا من مشروعات الإسكان، التى تتناسب مع كافة طوائف المجتمع السيناوي.
ومن حى المساعيد، حيث مشروع بناء 105 عمارات إسكان تعاوني، أكد ناجى إبراهيم مدير مديرية التعمير بمنطقة شمال وجنوب سيناء، أن المحافظة تشهد أعمالا كثيرة فى الإسكان والطرق والبنية التحتية، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ 105 عمارات تضم 2224 وحدة سكنية، موضحا أن العمارات تشتمل على دور أرضى و5 أدوار علوية، وكل دور يشمل 4 شقق مساحة كل شقة 100 متر، يتم تشطيبها بالكامل وتسليمها جاهزة بعد توصيل كافة المرافق.
وفى قطاع التنمية الصناعية، يعد محور التنمية الصناعية من أبرز المحاور التى شهدت طفرة غير مسبوقة، حيث تم إنشاء المنطقة الصناعية فى وسط سيناء للصناعات المتوسطة وفوق المتوسطة والتكميلية للصناعات الثقيلة والصناعات المتنوعة، كما تم إنشاء مصانع الرخام والجرانيت، حيث تمتلك شمال سيناء 82 خامة معدنية ذات جدوى اقتصادية، من بينها الرمال البيضاء، وإنشاء مصنعين للأسمنت.
كما يتم العمل على استعادة بحيرة البردويل كامل طاقتها من الأسماك، حيث إن أسماك البردويل من الأنواع المعروفة بأنها واحدة من أفضل أنواع الأسماك عالميا.
وفى قطاع الصحة، يشهد القطاع الصحى تطورا كبيرا فى شمال سيناء، خاصة مستشفى العريش والذى يشهد أعمال تطوير كبيرة، وأكد د. أحمد منصور مدير مستشفى العريش، أن الوضع أصبح ممتازا غير السنوات الماضية؛ فجميع الأدوية والمعدات متوافرة.
وأوضح مدير مستشفى العريش، أنه تم تشغيل العيادات الخارجية المميزة بمستشفى العريش العام فترة مسائية وهو ما يدل على عودة الأمن إلى سيناء.
وأضاف أن إنشاء وحدة العلاج الكيماوى بمستشفى العريش العام يمثل إنجازا كبيرا، فضلا عن استحداث قسم القسطرة القلبية والرنين، وقسم الاستقبال والطوارئ، وقسم النساء والولادة وجراحات اليوم الواحد، والعلاج الكيماوى كمرحلة أولي، وجار إنشاء مبنى الغسيل الكلوي.
ومن جانبه، قالت مسعودة عبد الهادى مسئولة هيئة التمريض بالمستشفى، إن هناك 900 ممرض وممرضة يعملون على مدار 24 ساعة بالتناوب لتقديم أعلى خدمة للمواطنين، مضيفة أنه يوجد بالمستشفى معهد تمريض لمدة 5 سنوات من أجل تخريج ممرضين مؤهلين للعمل بالمستشفى على الفور.
كما تشهد الأسواق فى محافظة شمال سيناء رواجا كبيرا من قبل المواطنين، خاصة أن كافة أنواع السلع أصبحت متوافرة بشكل كبير، وبأسعار مناسبة للغاية.
وأكد «محمد أحمد السيد» ويعمل بمحل للأحذية، أن الوضع فى سيناء تغير تماما، والجميع أصبح يشعر بالأمن والأمان، مشيرا إلى أنه يمارس عمله بكل حرية.
وأكد «محمد إبراهيم» تاجر أقمشة، أنه حريص على تقديم المنتجات بأسعار مناسبة للمواطنين، مشيرا إلى أن هناك إقبالا على الشراء، منذ أن استعادت المحافظة الأمن والأمان والقضاء على الإرهاب.
ومن جانبه، أكد «خالد توفيق» والذى يعمل فى محل للملابس الرياضية، أن أسعار الملابس الرياضية مناسبة للغاية، مشيرا إلى أن الإقبال على الشراء أصبح كبيرا.
ومن جانبها، أكدت السيدة «منال حسن» ربة منزل، أن الأسعار جيدة ومناسبة، مشيرة إلى أن منافذ القوات المسلحة تقدم العديد من المنتجات بأسعار أقل من الأسواق.
جهود كبيرة قامت بها الدولة بكافة مؤسساتها خاصة القوات المسلحة والشرطة، من أجل استعادة الأمن لكافة ربوع الوطن بوجه عام وشمال سيناء بوجه الخصوص، معلنة بداية مرحلة جديدة من التنمية والازدهار.