يبدو أن البرتغالى جوسفالدو فيريرا، المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك، يعيش أيامه الأخيرة داخل القلعة البيضاء فى ظل تراجع المستوى وسوء النتائج وخسارة البطولات التى كان آخرها توديع منافسات كأس مصر عن الموسم الماضى 2021-2022 من دور نصف النهائى على يد بيراميدز بركلات الجزاء الترجيحية.

فيريرا الذى يعد أحد المدربين التاريخيين لفريق الزمالك عقب تتويجه بأربعة ألقاب «الدورى الممتاز – مرتين، كأس مصر – مرتين»، خسر فى آخر شهرين فقط 3 بطولات هى سوبر لوسيل والسوبر المصرى وكأس مصر.

الكثير من جمهور الزمالك بجانب إدارة النادى الأبيض وجهوا انتقادات لاذعة للمدرب البرتغالى العجوز بسبب إصراره على طريقة لعب معينة تختلف عن الطريقة التى توج بها مع الفريق بالثنائية التاريخية رغم فشلها.

فيريرا منذ انطلاق الموسم الحالى أظهر شخصية تختلف تمامًا عما عرف عنه فى ولايته الأولى عام 2015 وحتى عندما عاد لبدء ولايته الثانية عام 2022، فقد بات ديكتاتوريًا مع أفراد جهازه الفنى بالتحديد من المدربين المصريين ولم يعد يستمع لآرائهم بل دخل فى صدام معهم ووصل الأمر لتعنيفهم حال حاول أى منهم التواصل مع اللاعبين لمنحهم تعليمات فنية مما أدى إلى رحيل أسامة نبيه وكذلك أحمد عبد المقصود.

أسامة نبيه اعتذر عن الاستمرار فى منصبه عقب واقعة تعنيفه خلال مواجهة الزمالك ضد أسوان من قبل فيريرا الذى رفض قيامه بتوجيه اللاعبين داخل الملعب، نبيه أرجع رحيله لشعوره بعدم وجود أى دور له مع الفريق فى ظل تعنت المدرب البرتغالي، كذلك الحال مع أحمد عبد المقصود الذى قرر الرحيل مع أول عرض عمل يصل إليه، حيث انضم إلى الجهاز الفنى لفريق البنك الأهلي.

فيريرا يبدو أنه غاضب من إدارة الزمالك ورئيسها مرتضى منصور بسبب عدم تلبية احتياجاته من الصفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضى وكذلك السوق الشتوى الحالي، حيث قام المشرف على فريق الكرة، نجل رئيس النادى أمير مرتضى باختيار الصفقات وفقًا للمراكز التى حددها المدرب البرتغالى لكن اللاعبين أنفسهم حسب وجهة نظره الشخصية.

المدرب البرتغالى بات غير مرتاح فى عمله خلال الفترة الأخيرة ويحاول إجبار إدارة الزمالك على فسخ التعاقد معه والسماح له بالرحيل، فى المقابل يؤكد مرتضى منصور تمسكه باستمرار فيريرا بحجة الاستقرار وعدم المحاسبة بالقطعة والانتظار حتى نهاية الموسم، ولكن الحقيقة تكمن فى قيمة الشرط الجزائى فى عقده البالغة راتب 3 أشهر أى ما يعادل 510 آلاف دولار (16 مليون جنيه مصرى تقريبًا).

 مرتضى منصور يترقب نتيجة مباراة الديربى بين الزمالك والأهلى لحسم مصير فيريرا، ففى حال الخسارة لن يبقى أمام رئيس النادى مفر من الإطاحة بالمدرب البرتغالى قبل أن ينهار الموسم الكروى تمامًا، فالفارس الأبيض لا يزال أمامه بطولة كأس مصر 2022-2023 ودورى أبطال إفريقيا اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عامًا بالإضافة لمحاولة احتلال وصافة الدورى الممتاز لضمان المشاركة فى البطولة القارية الأكبر بالموسم المقبل.

إدارة الزمالك إذا ما قررت الاستغناء عن فيريرا سوف تحاول التفاوض معه حول الشرط الجزائى أملاً فى تخفيضه من راتب 3 أشهر إلى شهر واحد فقط، علماً بأن البديل سيكون مدربًا مصريًا لكن بشكل مؤقت بسبب ضيق الوقت وقلة العملة الأجنبية وعدم وجود مدرب أجنبى يمكنه التعرف على اللاعبين سريعاً عقب تعاقد البرتغالى باتشيكو مع بيراميدز وسوء علاقة مرتضى منصور بالفرنسى كارتيرون.

ووضع رئيس الزمالك قائمة مختصرة من المدربين المحليين من أبناء النادى للمفاضلة بينهم، وعلى رأسهم أسامة نبيه، المدرب المساعد السابق لمعرفته الجيدة بالفريق خلال فترة عمله مع فيريرا، وهناك أيضًا عبدالحميد بسيونى المدير الفنى السابق لطلائع الجيش وغزل المحلة وسموحة، كذلك خالد جلال الذى سبق له التتويج بكأس مصر على حساب الأهلي، هذا بالإضافة إلى حسين ياسر المحمدى مدرب فريق مواليد 2003 والمنضم حديثًا إلى الجهاز الفنى للفريق الأول والذى يمتلك عدة شهادات تدريب من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا».

المدرب المحلى قد يكمل الموسم مع الزمالك حال قدم نتائج جيدة خلال المباريات المقبلة بالدورى الممتاز، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق منافسات دور المجموعات بدورى أبطال إفريقيا، حيث يستهل الفارس الأبيض مشواره بمواجهة شباب بلوزداد الجزائري، يوم 10 فبراير المقبل.