رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

تقرير مشبوه أعدته منظمة أمريكية 1085 كلمة لتضليل الرأي العام العالمي

792

فى الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بدعوى مواصلة عملية القضاء على حماس، وهو الأمر الذي يتخذه جيش الاحتلال لمواصلة عملية الإبادة الجماعية التي بدأها منذ الثامن من أكتوبر 2023 وحتى الآن فى قطاع غزة فوجئنا الأسبوع الماضي بتقرير صادر عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية صاحبة التاريخ الطويل من الانحياز الشديد لقوى الشر، وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

كونها إحدى المؤسسات التي تستخدم تقاريرها فى استهداف الدول تحت مزاعم انتهاك حقوق الانسان.

جاء التقرير ليكشف للجميع عين الحقيقة عن الدور الذي تقوم به تلك المنظمة الزاعمة بأنها إحدى منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان؛ وهي بعيدة كل البعد عن ذلك لأنها لا تعرف حقوق الإنسان إلا من جانب واحد.

لقد احتفت الصحافة الإسرائيلية احتفاء غير عادي بتقرير المنظمة المشبوه وأفردت له مساحة كبير عبر صفحات صحفها وعنونته بعنوان «فصائل فلسطينية مسلحة ارتكبت جرائم حرب بالمئات فى 7 أكتوبر».

جاء التقرير الذي أعدته المنظمة بالتعاون مع فريق من صحفيي جريدة «تايم أوف إسرائيل»  وهو ما كشفته الصحيفة ولم تشر إليه المنظمة، ليؤكد حجم الزيف والمعلومات الموجهة من جانب معدي التقرير الذي حمل على موقع المنظمة عنوان «جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب فى 7 أكتوبر على يد فصائل بقيادة «حماس» فى تقرير تجاوزت عدد كلماته، 1085 كلمة يحمل فى طياته سيلا من محاولات توجيه الرأي العام العالمي إلى وجهة محددة لإلقاء اللوم على الفلسطينيين أصحاب الأرض وتحويلهم إلى جناة بدلا من مجني عليهم.

إنها جريمة أخرى مكتملة الأركان تقوم بها تلك المنظمة للتغطية على جرائم الحرب المرتكبة ليل نهار من قبل قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي أشار تقرير المنظمة عن استهداف حماس للمدنيين يوم 7 أكتوبر تجاهل متعمدا ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من استهداف للمدارس والمستشفيات والأطفال والنساء والنازحين من الفلسطينيين، بالإضافة إلى عمليات التجويع وإغلاق المعابر لمنع وصول المساعدات.

إنها عملية تستهدف طمس الحقيقة عن واقع أصبح العالم يراه رؤية العين عبر الشاشات.

وبعد أن أعلنت العديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة على لسان أمينها العام الذي وصف ما يحدث فى فلسطين من قبل قوات الاحتلال جريمة حرب مكتملة الأركان لا بد من أن يحاسب قادة حكومة إسرائيل عليها، وكذا ما ذكرته وكالة غوث اللاجئين عن أن ما يحدث من قبل إسرائيل بشأن الفلسطينيين هو عملية إبادة جماعية.

لقد جاء التقرير الذي عنون بأن حماس ارتكبت جريمة حرب ضد المدنيين الإسرائيليين ليختصر رد حماس على المنظمة فى سطور مقتضبة أكدت فيها أنها لم تستهدف المدنيين من الإسرائيليين، بل إن صناع التقرير حتى يظهروا أمام العالم أنهم غير متحيزين ففي السطور الأخيرة أشاروا إلى أن عدد القتلى من الفلسطيني حتى الآن بلغ أكثر من 37 ألف قتيل، وتجاهل التقرير ما نشرته العديد من الصحف العالمية من أن المتوقع أن يصل عدد ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة إلى 186 ألفا.

تقرير المنظمة الأمريكية ارتكز على عدة روايات إسرائيلية وتجاهل المشهد على أرض الواقع الذي يراه العالم عين الحقيقة.

لقد عمل فريق كامل من الصحفيين الإسرائيليين المتعصبين على إعداد تقرير المنظمة المشبوه الذي حاول غسيل سمعة إسرائيل أو التأثير على الرأي العام العالمي.

إنها أكبر عملية تزييف وتضليل للرأي العام وإن كانت لن يكتب لها النجاح لأن مشاهد الخراب والدمار والقتل وصرخات الأطفال الفلسطينيين من الجوع وجثث الشهداء التي دفنت تحت ركام المنازل والمستشفيات والمدارس ما زالت شاهدا على أكبر جريمة حرب لم يستطع العالم المتشدق بالديمقراطية والمنادي بحقوق الإنسان أن يوقفها أو ينفذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الدولية بشأنها.

إن تقرير المنظمة المشبوه ليس الأول فى تزييف الواقع أو قلب الحقائق، أو الاعتماد على شخصيات غير محايدة فى إعداد تلك التقارير فهناك الآلاف من التقارير حول أوضاع حقوق الإنسان فى الوطن العربي التي تدفع بها المنظمة فى توقيتات محددة للتأثير على القرار الدولي بشأن دولة ما، حال ما اقتضى توجيه قوى الشر لها بذلك.

إن التقرير الصادر فى 17 يوليو الجاري ليس سوى فصل جديد من فصول تلك المؤسسات المستخدمة لتركيع الدول وقلب الحقائق، وإقناع متخذي القرار بغير الحقيقة.

لن يكون هذا التقرير الذي يحمل صورة زائفة لما يحدث فى الأراضي المحتلة هو الأخير بل هو جزء من سلسلة تضليل ممنهجة وفق رؤية مدعومة بقوة من مجموعات قوى الشر.