https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أزمة السودان داخلية

584

سوسن أبو حسين

 

خريطة طريق السلام فى السودان انطلقت من مصر، خلال مؤتمر دول الجوار، منذ العام الماضى، وحان الوقت لتفعيلها، والأمر لا يحتاج لمنابر جديدة فى جنيف وغيرها، والحل واضح ويركز على الخطوات التالية:-

ا- مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، فى مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.

2- مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفى الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.

3- إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلى المرأة والشباب؛ يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.

4- تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة، والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة. ولذا على الدول التى تطلق مبادرات سلام أن تساعد ولا تعطل، وأتمنى أن يقوم المبعوث الأمريكى الخاص بالسودان توم بيريلو، بالتركيز على وقف شامل لإطلاق النار، مع العمل على تنفيذ الاتفاقيات الحالية، سواء اتفاقيات جدة، ونتائج مؤتمر حوار دول الجوار التى تعتمد على أساسيات الحل والحوار، وإعادة بناء الثقة ووقف العمليات العسكرية، والتعامل مع الأزمة من منطلق أنها شأن داخلى؛ لأن الدعوة لمؤتمر جنيف أدت إلى استعداد طرف، ورفض الآخر، خاصة وأن قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أعلن موافقته على الدعوة الأمريكية للمفاوضات فى جنيف، مؤكداً التزامه بـ«الذهاب بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً، ومن دون تأخير لإنهاء معاناة الملايين من السودانيين».على الرغم من رفضه فى السابق قبول وقف إطلاق النار، وزاد من توسيع عملياته العسكرية فى الخرطوم ودارفور؛ وبالتالى هو يهرب للأمام من خلال تصريحات للاستهلاك، ولا يراعى عمق الأزمة التى تسببت فى تحويل السودان إلى دولة فاشلة غير قادرة على صنع قرارها؛ ولهذا تمسكت الحكومة السودانية بإعلان جدة الإنسانى، ثم وقف القتال والإعلان أيضا عن عدم جدوى إنشاء منبر جديد فى جنيف أو غيرها، وأعتقد أن هذا المنطق مقبول، وإلى حد كبير؛ .