رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مؤتمر قومى للتعليم

428

مرة أخرى.. أعود للكتابة عن قضية التعليم وخاصة ما قبل الجامعى الذى تتعدد فيه المناهج والنظم التعليمية المختلفة.

 وأكرر.. أنه “قضية مجتمع” ولا يجب أن يترك لاجتهاد أو رغبات بعض من يتولون مسئوليته، وأيًا كانت مؤهلاتهم أو خبراتهم.

  فلابد أن يكون لدينا “فلسفة.. وأهداف” يحظيا بالإجماع.. والاستدامة، يحكمان خطط وإجراءات وتنفيذ العملية التعليمية، بداية من مرحلة الحضانة وحتى انتهاء المرحلة الثانوية بتنوعاتها.

  فتلك مرحلة “التكوين” الأساسية للشباب المصرى، والذى تتشارك فيها كل من الأسرة والمدرسة لبناء “شخصية سوية” قادرة على التفكير السليم واتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق باختياراته الدراسية فى المرحلة الجامعية.. ومستقبله بصفة عامة.

  ولأننا نتحدث عن 25 مليون طالب فى مراحل التعليم المختلفة، هم “ثروة مصر” الأساسية، والذين – لو أحسن تعليمهم وإعدادهم – يمكنهم قيادة وإدارة المؤسسات المصرية والأنشطة المختلفة، وتحقيق نهضة تشبه ما أحدثه محمد على فى القرن التاسع عشر، وما أحدثته ثورة يوليو فى القرن العشرين.

  وأعتقد أن النهضة الأولى لا يختلف عليها أحد فيما أنتجته من “نجوم ونخب” سياسية، واقتصادية، وأدبية، وفنية، ورياضية وفى العديد من المجالات التى يضيق المكان عن حصرها.

  والمعنى أن “البشر الأسوياء” هم أصحاب الأفكار الجديدة والملهمة، وهم مفجروا وقادة النهضة المطلوبة فى كافة المجالات.

  ولا خلاف على أن “التعليم” هو “البئر” الذى يرتوى منه هؤلاء المرغوبين، وأنه مازال هو الطريق الشرعى والطبيعى للصعود الوظيفى والمجتمعى ويكفى هنا قول شاعرنا الكبير:

   قف للمعلم وفّه التبجيلا..

                        كاد المعلم أن يكون رسولا

  لأنه “معد” ومدرب ومرشد.. أى أنه صاحب رسالة تكاد تصل لدرجة رسالة الرسل المكرمين.

  إذن لا بديل عن “مؤتمر قومى للتعليم” يشارك فيه كل المعنيين، وينتهى بوثيقة مرشدة.. ينفذها وزراء التعليم المتتابعين!

  وأن تتضمن تلك الوثيقة، الفلسفة والأهداف والوسائل والإجراءات، وعلى سبيل المثال نوعية المناهج الدراسية ومضمونها ومحتواها.

كيف نعيد التلاميذ للمدارس والتى يجب أن تساعدهم على تنمية مواهبهم المختلفة..

 وماذا نقدم “للمعلم” الذى يقع عليه عبء التنفيذ والتأهيل، من تدريب فنى ودعم مادى؟

حفظ الله مصر.. وألهم أهلها الرشد والصواب