https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

إلى سانتا كلوز.. هداياك لن تصل إليهم!

414

يلملم عام 2024 صفحاته الأخيرة تاركًا حجمًا ضخمًا من الندبات فى جسد العالم والمنطقة العربية بشكلٍ خاصٍ، أزمات متلاحقة وسلامٌ لا يعرف الطريق إلى الأرض بل مزيد من التوتر والدمار والقتل.

تزين أشجار عيد الميلاد بأضوائها العديد من المدن، فى الوقت الذي يغيب الضوء تمامًا ويحل الظلام على مدن وعواصم أخرى.

ففي الوقت الذي تحتفل فيه الشعوب بأعياد الميلاد، تسيطر جنازات الأطفال والشهداء على المشهد فى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يبحث “سانتا كلوز” فى الشوارع والميادين عن الأطفال، وهو يقود عربته التي يجرها اثنان من الرنة البيضاء ويضع إلى جواره كيس الهدايا الضخم، لينشر السعادة على وجوه الأطفال فى كل مكان؛ لكنه عندما يصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة باحثًا عن الأطفال كي يمنحهم هدايا عيد الميلاد فلا يجدهم.

ليس لكونهم تركوا منازلهم وأراضيهم هربًا من المجازر التي ارتكبها سفاحو الاحتلال، لكنهم صمدوا مدافعين عن أرضهم وقضيتهم، فأبت أجسادهم أن تفارقها فدُفنوا فى تلك الأرض المقدّسة، جراء قصف وحشي لآلة الحرب الإسرائيلية التي استهدفت الأطفال والنساء فحوّلت القطاع إلى أكبر مقبرة بشرية.

مر “سانتا” بعربته فتعثرت “الرنة” فى ركام المنازل الفلسطينية المدمرة، ولم يجد “سانتا” من يمنحهم هداياه فى فلسطين بعد أن احتضنتهم أرضها التي صمدوا دفاعًا عنها.

لن تصل هدايا “سانتا” إلى أطفال فلسطين هذا العام كما حدث فى العام الماضي وسط عجز دولي، يثبت أن العالم قد فَقدَ إنسانيته.

(1)

تطوي 2024 صفحاتها المليئة بالأحداث المؤلمة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي فى المنطقة، متأثرة بالأحداث العالمية، لكنها أيضًا أبت ألا يكون آخر أوراقها قبل الرحيل، مفتاح لسيناريو أكثر إيلامًا قد نشهده خلال 2025.

ليست دعوة للتشاؤم، ولا دربًا من دروب كشف الطالع، إنما هي أحداث متصلة، ودراسة لأوضاع تزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر وسط أطماع وطموحات قوى دولية وإقليمية تسعى لتنفيذ مشروعها التوسعي فى المنطقة، حتى وإن كان على أجساد شعوب المنطقة.

شهد عام 2024 استمرار عملية الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وعجز العالم عن الوصول إلى وقف لإطلاق النار فاستشهد أكثر من 46141 شهيدًا، وأكثر من 111963 جريحًا وأكثر من 17 ألف معتقل فلسطيني بينهم أكثر من 3000 طفل.

كما هدمت أكثر من 245 ألف وحدة سكنية، واستهدف 17 مستشفى جميعها يعمل بشكل جزئي، ودمر 60368 مبنى بالكامل، و819 مسجدًا وثلاث كنائس، و132 مدرسة وجامعة تم تدميرها كليًّا بالإضافة إلى 248 مدرسة وجامعة دمروا جزئيًا، وأكثر من 211 مقرًا حكوميًا، و139 سيارة إسعاف وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

لم يمر يوم فى عام 2024 دون سقوط شهداء من الأطفال والنساء والشيوخ فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أيدي جيش الاحتلال الذي واصل أكبر عملية عربدة فى جسد الأمة العربية خلال ذلك العام، بل واصل غطرسته فأعلن خلال الأسبوع الأخير على لسان وزير دفاعه مسئوليته على عمليات اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثم اغتيال حسن نصر الله و20 من قيادات حزب الله ثم اغتيال يحيى السنوار، بل إن ما تحدث به وزير الدفاع الإسرائيلي عن أن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل لن تتوقف عند هذا الحد.

بل إن ما قامت به إسرائيل من توسع داخل الأراضي السورية بالإضافة إلى الجولان المحتل ليس سوى تنفيذ لخطة وضعتها إسرائيل لتنفيذ رؤيتها التوسعية على حساب الأراضي العربية، بالإضافة إلى العمل على تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير، وهو ما لم تنجح فيه حتى الآن، لكنها تواصل الضغط باتجاه ذلك السيناريو.

لقد عمدت إسرائيل إلى تصفية القضية والتوسع فى إنشاء المستوطنات خلال عام 2024 وسط عجز العالم عن مواجهتها فى ظل تمتعها بالحماية الأمريكية، فقامت بتقسيم قطاع غزة إلى نصفين، وهو ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية فى نوفمبر الماضي أن جيش الاحتلال يعمل على فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ولا يعتزم السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم فى الشمال.

إنها تعمل على تنفيذ ما يُعرف بخطة الجنرالات، التي تنص على احتلال شمال القطاع وتحويله لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانه.

بحسب تصريحات لقادة جيش الاحتلال قالوا: “لا توجد هذه المرة نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم”.

يجرى حاليًا إنشاء قاعدة عمليات عسكرية متكاملة فى موقع “نتساريم” بوسط الممر الذي فصل قطاع غزة إلى نصفين، ليصبح الوجود العسكري الإسرائيلي دائمًا وسط قطاع غزة.

كما وسَّع الجيش الإسرائيلي منطقة سيطرته لتشمل 56 كيلو مترًا مربعًا، مع زيادة أبراج المراقبة وغيرها من وسائل الحماية.

(2)

لم يكن ما يحدث فى غزة والأراضي المحتلة الندبة الوحيدة فى جسد المنطقة العربية خلال عام 2024 بل ما شهدته لبنان وما قامت به إسرائيل فى جنوبها كان ندبة أخرى.

رغم دخول القرار 1701 الصادر من مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ، إلا أن إسرائيل لا تزال تواصل عمليات خرق قرار مجلس الأمن باعتداءات متكررة على جنوب الليطاني بدعوى أن لا تزال بقايا حزب الله تهدد أمن إسرائيل.

المشهد لم يتوقف عند هذا الحد فقد شهدت الأوضاع فى السودان تدهورًا كبيرًا وارتفعت حِدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

لم تستطع التحركات الإفريقية وقف المواجهات المسلحة، على مدى عام كامل تدهورت خلاله الأوضاع الإنسانية فى عدد من الولايات، وتم تدمير العديد من المنازل والمؤسسات والبنية التحتية.

الأمر الذي نتج عنه هروب أكثر من 4 ملايين سوداني خارج أراضيهم خوفًا من المواجهات المسلحة.

فيما يُعرف بمعركة الجسور بات سد جبل الأولياء يهدد بكارثة حال تعرضه لأي عملية تدميرية خلال المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، قد تؤدى إلى غرق وتدمير قرى ولاية النيل الأبيض وهو ما سيهدد حياة 13 مليون شخص.

تسبب خلل فى بوابات سد جبل أولياء فى فيضانات كبيرة فى النيل الأبيض، اجتاحت خلال الساعات الماضية عددًا من المدن والقرى والمناطق الزراعية.

وسط تقارير تشير إلى خسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، جراء تدمير البنية التحتية خلال المواجهات المسلحة بين الجانبين.

تطورات الأوضاع فى السودان فى ظل استمرار تلقي قوات الدعم السريع دعمًا لوجستيًا واقتصاديًا من قوى خارجية فى مواجهة الجيش الوطني، ينذر أيضًا باتجاه السودان نحو تنفيذ خطة تقسيمه مرة أخرى وهو ما يصب فى مصلحة كيان واحد فى المنطقة (إسرائيل).

(3)

أما على صعيد المواجهات بين إيران وإسرائيل فقد شهد عام 2024 قيام إيران بعمليتين الأولى فى إبريل بإطلاق عدد من الطائرات المسيّرة بدون طيار باتجاه إسرائيل ردًا على قيام الأخيرة باستهداف بعض المنشآت العسكرية شمال إيران، ولم تسفر العملية عن أي تأثير سواء على الأفراد أو المنشآت الإسرائيلية خاصة بعد إعلان إيران عن العملية قبل تنفيذها بعدة ساعات فكانت أشبه بالمسرحية الهزلية.

وفى أكتوبر من العام 2024 أطلقت أيضًا إيران عددًا من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل ردًا على اغتيال حسن نصر الله أصابت إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية فى صحراء النقب.

لكن التحرشات بين إيران وإسرائيل خلال العام المنقضي لم تصل إلى مستوى الاشتباكات الكلامية والتصريحات الإعلامية بين الجانبين.

ففي الوقت الذي ترتفع فيه درجة حرارة التصريحات بين الجانبين تأتي العمليات أشبه بسيناريو مرسوم فيما بينهما، يستهدف التغطية على أحداث أخرى تشهدها المنطقة.

ثم جاء سقوط النظام السوري فى الثامن من ديسمبر الجاري بمثابة أحد الأوراق التي سيكون لها تداعيات خطيرة خلال عام 2025، محدثًا ندبة كبرى لم تكتمل ملامحها بعد فى الجسد العربي.

ففي ظل حديث غربي عن دعم لإدارة العمليات العسكرية (هيئة تحرير الشام ـ جبهة النصرة سابقًا) والحديث عن استهداف الوصول إلى انتقال سلمي للسلطة، رغم أن الواقع على الأرض لا يشير أي من دلائله إلى ذلك.

فدائرة المواجهات المسلحة بدأت ترتفع حِدتها رغم التطمينات بحل الفصائل وتسليم السلاح ليكون بيد الدولة، وهو الذي يحاول الجولاني صاحب النيولوك الجديد تقديمه.

فى الوقت ذاته استطاعت إسرائيل التوسع فى الأراضي السورية بعد أن حوَّلتها إلى دولة منزوعة السلاح بتدميرها للقطع والقواعد البحرية السورية خلال 48 ساعة عقب سقوط النظام، وكذا تدمير القوات الجوية وعدد كبير من المدرعات ومخازن الأسلحة مسيطرة على أهم نقطة استراتيجية لها وهي جبل الشيخ.

الأوضاع فى سوريا كان البعض يرى أننا نبالغ عندما نتحدث عن أن سوريا تتجه إلى المجهول.

هؤلاء ظنوا أننا بذلك ندافع عن النظام السوري وهو أمر غير صحيح تمامًا، فالنظام السوري السابق للأسف هو مَن قذف بسوريا إلى هذا المنحدر الزلق.

تطورات الأوضاع على الساحة السورية تكشف تفاصيل مخطط شيطاني يعمل على تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة، بعد أن تنهكها الصراعات والمواجهات المسلحة التي باتت واضحة خلال الأيام القليلة الماضية، من ظهور ما يُعرف بالعناصر المسلحة الموالية للنظام السابق، وكذا المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وهيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى استمرار الانتهاكات التركية للأراضي السورية والحديث عن العمل باتجاه ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا.

لقد أبَى عام 2024 أن يمضي دون أن يترك جرحًا غائرًا فى الجسد العربي، لكن عام 2025 يوشك أن يهل علينا ونحن ندعو الله أن يكون أقل إيلامًا من سابقه، وأن يحفظ أوطاننا ويوحّد صفوف شعوبنا للحفاظ على دولنا الوطنية فى مواجهة أكبر مخطط يستهدف القضاء على الدول الوطنية فى المنطقة وتدمير جيوشها لتسهيل مهمة الانقضاض عليها وإعادة تقسيمها، بما يخدم دولة الاحتلال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحكومة والقطاع الخاص

الحوار الذى أداره الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين والذى أذاعته عدد من القنوات الفضائية واستمر لأكثر من ساعتين وثلث الساعة، تم خلاله مناقشة العديد من القضايا والمشكلات التي تواجه الدولة المصرية، وكيف يجرى العمل عليها، يرسخ لمبدأ الشفافية والعمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص، وهى جلسة حوارية لم نرها من قبل على الهواء مباشرةً، كما يؤكد ثقة الحكومة فى الدور الذي يقوم به القطاع الخاص فى بناء الدولة  فى ظل مجموعة من التحديات   من المتوقع أن تضرب المنطقة  خلال الفترة القادمة.

لقد حرص رئيس الوزراء على الاستماع لكل الرؤى والمقترحات، وهو ما يدلل على أن الحكومة تستهدف مرحلة جديدة لتقوية الاقتصاد بكل قطاعاته لتحقيق مستوى معيشة أفضل للمواطن المصري.