صالون الرأي
موقفنا.. وواقعهم
By amrيناير 06, 2025, 16:23 م
300
سعيد صلاح
كثر حديث البعض فى الأيام الماضية حول تأخر وجود موقف مصري مما حدث فى سوريا، وعدم وجود تحرك رسمى يحدد شكل وطريقة التعامل عقب سقوط نظام بشار الأسد بهذه الطريقة.
يبدو أن هؤلاء وبفعل خيالهم المريض الذى أخذهم إلى حد تصور وجود تخوفات مصرية من تكرار التجربة السورية بالمنطقة، تناسوا وغفلوا بل حاولوا إنكار الموقف المصرى القديم المتجدد والواضح والمعلن للجميع، وهو دعم ومساندة الشعب السورى الشقيق وتطلعاته المشروعة نحو وطن آمن ومستقر، ودعم الاستقرار فى سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها.
فمن منطلق هذه الثوابت كان الموقف المصرى وكانت تحركات الدولة المصرية ، ووضح هذا الموقف فى أكثر من مناسبة، أهمها خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكى، وبريت ماكغورك، منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومى الأمريكى، فى 14 ديسمبر الماضى حيث أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، ووضح أيضا الموقف المصري عندما تحدث الرئيس السيسي مع الصحفيين فى 15 ديسمبر بمركز القيادة الاستراتيجية، حينما قال وقتها متحدثا عن سوريا “يتخذون القرار أصحاب البلد، إما يقومون بهدمها أو يبنوها”.
كما تبلور الموقف المصرى أكثر تفصيلاً فى المكالمة التى جرت بين وزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطى، والشيبانى الذى كلفته ما تسمى الإدارة العسكرية فى سوريا بالشئون الخارجية، ولقد كان اتصالاً جاء بعد “تويتة” غرَّد بها الأخير متمنيًا ومتطلعًا لاستعادة العلاقات مع الدولة المصرية.
حيث دعت مصر الأطراف السورية كافة فى هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، آملة أن تتسم عملية الانتقال السياسى فى سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة.
هذه هى ملامح ومحاور الموقف المصرى الواضح تجاه ما يحدث فى سوريا، لكن يبدو أن الوضع هناك سيكون غاية فى الصعوبة، فقد تحول الحديث من فترة انتقالية عمرها 3 شهور إلى فترة قد تطول إلى 4 سنوات، والحديث عن مجلس رئاسى، فضلاً عن حكومة يترأسها رفيقه “البشير” دون العودة إلى أى تيار سياسى، وأيضًا إعادة هيكلة الجيش والسيطرة على المخابرات ووزارة الدفاع، بل أكثر من ذلك حيث تقوم إدارة العمليات العسكرية، بالقبض على فلول النظام السابق لاستكمال “الاستحواذ” على السلطة، فى ظل غياب رؤية توافقية لعملية الانتقال السياسى، وهو ما يشي للأسف بأن”التقسيم هو البديل”.
وإن لم يكن قد حدث فعليًا وعلى الأرض.. منذ الساعات الأولى لما قيل عليه عملية “تحرير سوريا”، فهذه “قسد”، وبجوارها تركيا فى الشمال الشرقى والغربى، وهذه إسرائيل فى الجنوب، وفى قلب سوريا “تحرير الشام” التى أصبحت مثل المغناطيس تجتذب “العناصر المتطرفة” من كل مكان، وهو ما يمثل خطرًا شديدًا على الوطن السورى وعلى المنطقة.
هذا هو الموقف المصرى شديد المصرية والعروبة، وذاك للأسف هو الواقع السورى.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن