رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

عادل فوق القمة!

1269

لماذا استمر الفنان الكوميدي الكبير عادل إمام متربعاً على عرش الإيرادات والجماهيرية لما يقرب من نصف قرن، فيما فشل كل زملاء جيله والأجيال السابقة واللاحقة في تحقيق هذا الإنجاز وكانوا يلمعون بسرعة وقد يستمرون عدة سنوات على القمة، ثم يبدأون في التراجع والأفول ليظهر من يزيحهم عن المقدمة قبل أن يعرف هو الآخر طريق الرجوع إلى الخلف.

الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى دراسة عميقة، ليس فقط لكيفية إدارة نجم بحجم عادل إمام لموهبته وقدرته على اختيار الأعمال الفنية التي يشارك فيها، والفنانين الذين يتعاون معهم، سواء كانوا مخرجين أو كتاب سيناريو أو “كاست” ممثلين، ولكن أيضاً لحنكته الفريدة في التعرف على ذائقة الجمهور التي تتغير من جيل إلى جيل، وتختلف باختلاف العصر وتطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ونتوقف كثيراً عند قدرة “عادل” على تغيير جلده الفني، وعدم حصر نفسه في شخصية واحدة، كما فعل نجوم كوميديا كثيرون، لم يستطيعوا الإفلات من أسر الشخصية الناجحة التي تسببت في شهرتهم وأخذوا يعصرونها عصراً حتى مل الجمهور منها ومنهم، كما حدث مع الكوميديان الراحل يونس شلبي بعد نجاح شخصية “منصور” في مسرحية ” مدرسة المشاغبين”، أو الفنان الكوميدي أحمد آدم بعد نجاح شخصية “القرموطي”.

وأخيراً الفنان صاحب الشخصية الواحدة محمد سعد، والذي انغرز بكلتا قدميه في شخصية “اللمبي”، ولم يلتقط إشارة المخرج العبقري شريف عرفة، والذي حاول إنقاذه منها في فيلم “الكنز”، لكنه سرعان ما عاد ليمارس هوايته في إزعاج المخرجين والمؤلفين الذين يتعامل معهم بتدخلاته المستمرة في عملهم، وإصراره على أن يكون هو صاحب “الوان مان شو”، وهو البطل والمؤلف والمخرج لكل فيلم يقدمه للجمهور بعد نجاح أفلامه الثلاثة الأولى، التي لم يكن الغرور قد تمكن منه تمامًا وقت خروجها للنور.

ورغم أن الفنان الشاب محمد رمضان لا يصنف من بين نجوم الكوميديا، إلا أنه يحرص أحيانا على تقديم لمحات كوميدية في أعماله التي تدور جميعها في دائرة “الأكشن” واستعراض العضلات والمسدسات والأسلحة النارية والمعارك الوهمية، فضلاً عن “كليبات” أغنيات “الراب” التي أصبح ينافس بها نجوم أغاني “المهرجانات”، ويطلق على نفسه في كل كليب لقباً جديداً يستعدي به زملاء الوسط الفني قبل الجمهور.

وهنا لابد من العودة إلى عادل إمام، الممثل المثقف، الذي تعامل مع أهم المخرجين وكتاب الدراما طوال تاريخه، وقدم دور الشيطان في فيلم “الإنس والجن”، وقدم مع الثنائي شريف عرفة ووحيد حامد “اللعب مع الكبار” و”المنسي” و”الإرهاب والكباب”، كما قدم لمحمد فاضل ” المشبوه” و”حب في الزنزانة” وتعاون مع محمد خان في “الحريف”، ولم يقدم طوال حياته دور توأم ليستأثر لنفسه بأكبر مساحة من الظهور، ولكنه كان يحرص في كل عمل على تقديم أكثر من نجم كوميدي جديد، لذلك استمر في الصدارة وتساقط من حوله الآخرون!