https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

“الست المذيعة خربت بيتى”

1760

حرام.. الست المذيعة خربت بيوت أصدقائى.. ودمرت حياتى.. صرخات أطلقها الزوج بشكل هيستيرى، عقب انتحار زوجته وإلقاء نفسها من شرفة شقتها بالطابق السادس والكائنة بحى المطرية، وحدث هذا بعد نشوب مشادة بينهما، أعقبها بصفعة على وجهها، ويعود سبب المشاجرة بعد محاولة الزوج منع زوجته من متابعة برنامج لإحدى المذيعات، بعد ملاحظته لإدمانها على مشاهدتها والإنصات إليها، وفى المقابل التغير فى سلوكها تجاهه، الذى بدأ يطرأ عليها فى الفترة الأخيرة، حيث دأبت على إثارة المشاكل والشكوك فى كل خطواته، ويواجه هذا البرنامج هجومًا حادًا على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل الأزواج والشباب، حتى أن فتيات قصصن لها على الهواء كثرة المشاحنات مع خطبائهن، بمجرد علمهم بمشاهدتهن لبرنامجها.

واعترفت المذيعة فى أحد برامجها أن العديد من الأزواج والشباب أغلقوا صفحتها على الفيس بوك لدى زوجاتهم وفتياتهم، وفى برنامج آخر قصت تجربتها المريرة مع مطلقها على سبيل الوعظ، وبررت حديثها الدءوب عن خيانة الرجال لنسائهم، لحرصها على نشر الوعى بينهن، عند موافقتهن على شريك الحياة، أو فى حالة نجاح علاقة حميمية بين الطرفين، والسؤال كيف تنشأ الثقة بين طرفين على قصص من الخيانة والتشكيك؟ والمثل الشعبى يقول: «الذن على الودان أمرّ من السحر»، فكما أن الحذر مطلب ضرورى، فالتسامح والتضحية وإظهار الود أشد ضرورة، أم أن تصبح السمة الغالبة فى التعامل مع الآخرين هى سوء الظن والانتقام، فلا أمل فى بناء علاقة مستقرة، وحاليًا المجتمع المصرى والعربى فى مسيس الحاجة لتوطيد الثقة بين طرفى الأسرة، فنسبة حالات الطلاق بلغت فى مصر 250 حالة كل يوم، ولابد أن تمنع الأجهزة الرقابية مثل هذه البرامج التى تحض على الكراهية،لأن القائمين على تلك البرامج هدفهم الأوحد تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، سعيا خلف الإعلانات ولتذهب الأسرة المصرية إلى الجحيم.

ومن الخطأ ترديد البعض مصطلح كبّر دماغك، وما هو إلا كلام سيذهب فى الهواء، ومن العيب القول لاترهق نفسك فى إسداء النصائح فيما لا يجدى، وأقول لهؤلاء المغيبيين، أنه عندما تفوهت المذيعة بكلماتها عن الخيانة,كانت بمثابة السلاح الذى أفقد الزوجة حياتها ودمر العديد من البيوت، ويكفينا صناعة الكراهية والعداء التى يبثها الغرب وعملاؤه، والتى ساعدت على تمزيق النسيج الواحد لكثير من أقطارنا العربية، أما الدور الحقيقى المنوط به الإعلام، هو بعث قيم التسامح وحُسن الظن، ونشر الوعى عن خطورة الأزمات الناشئة من زرع الخوف والغل، غير أن التشكيك والتربص لا يضر فقط علاقتك مع المحيطين بك، بل يصيبك بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط وغيرها، وأثبتت الأبحاث العلمية حقيقة أن الحب هو العلاج اليسير لكثير من الأمراض، لقدرته على بث الطمأنينة والاستقرار فى داخلك، وتلك الحالة النفسية المتوازنة تحفز جهازك المناعى، ويصرح الدكتور «جوزيف كلاس» فى كتابه «القلب بين الطبيب والأديب»، أنه أقام أبحاثه فى علم المناعة النفسية والعصبية الحديثة، على أن الدماغ عند أى انفعال تفرز جزيئات خاصة تتفاعل مع كل خلية من خلايا الجسد.

ويعنى كلامه أنه كلما كان انفعال الشخص طيبا، أثر بشكل إيجابى على صحته والعكس صحيح، وأكتشفت دراسة أخرى أجريت على خريجى جامعة «هارفارد»، أن أكثر الخريجين تشاؤمًا كانوا عرضة للإصابة بالأمراض، وأن المزاج يؤثر فى نشاط خلايا الجسم المناعية، وهذا ما نلمسه جميعًا عندما يغمرنا الشعور بالسعادة، نجد أنفسنا أكثر نشاطا وحيوية، على خلاف شعورنا بالتعاسة والإحباط، ويضيف الدكتور «كلاس» أن هذا التوازن يمكننا أن نحققه ونحافظ عليه، عبر اتباع سلوكيات محددة مثل الصلاة والتأمل والتخيل والاسترخاء، ويقول إن الإيمان بالله من جهة وحب التواصل مع الآخرين من جهة أخرى ينشطان طاقة الشفاء الذاتية.

وفى جانب آخر يحرص الأطباء على إحاطة مرضى فاقدى الوعى بمشاعر الحب ، وبهذه الطريقة تماثل الكثير منهم للشفاء وعادوا إلى وعيهم، من خلال حديث الود المتواصل فى أذنيهم وتقبيل جبينهم، وذكر موقع «ويبمد» الأمريكى الخاص بالصحة، أن الأبحاث أكدت على أن العلاج بين أيدينا، ويحظى بفوائد صحية عديدة، ويتمحور حول شعور المريض بحب من حوله.

ونقول للمذيعة وغيرها كان رسولنا صلى الله عليه وسلم كثير التسامح مع زوجاته، وكان يفتخر بحبه لزوجته عائشة، ويقول: «إنى رُزقت حبها»، وأقسم فى حديثه: «والذى نفسى بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا»، وقال لأحد الصحابة: إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله، قال ما هى يا رسول الله؟ قال: «الآناة والحلم»، ويعنى الحديث الشريف أن الله ورسوله يبغضا التعجل فى إصدار الأحكام ويحبان التأنى والتسامح، وذكر نبينا أنه يوجد ناس تغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، وأن الله يضع لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، لأنهم تحابوا فى الله وتصافت نفوسهم وتصالحوا فيما بينهم.