هبة محمد
تواجه المنطقة العربية مؤامرات ومخاطر جسيمة بدءًا من التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة و احتجاز إسرائيل 60% من موازنة السلطة الفلسطينية وامتناع أمريكا عن تقديم مساعداتها الاقتصادية للسلطة، مرورًا بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وذلك بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الثلاثين حاليا بتونس الأمر الذى يفرض اتخاذ مواقف عربية موحدة للتصدى لتلك التحديات الخطيرة التى تتعرض لها المنطقة العربية وتهدد أمنها واستقرارها.
وفى هذا السياق، استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، مؤكداً أنه قرار باطل شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً ويخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم.
وأكد إن إعلان ترامب لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً وان الجولان أرض سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان».
وأضاف «أبو الغيط» أن شرعنة الاحتلال الإسرائيلى سواء كان فى الأراضى الفلسطينية أو فى الجولا هو منحى جديد وخطير في السياسة الأمريكية، ويمثل ردة كبيرة في الموقف الأمريكي الذي صار يتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية.
وأوضح أن هناك رفضا عربيا لهذا النهج، وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية -طالت أم قصرت- لا تسبغ عليه شرعية.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقف يحظى باجماع عربي واضح وكامل، واتضح ذلك خلال القرارات الصادرة عن القمة العربية الثلاثين والتى تعقد خلال الفترة من 26 إلى 31 مارس الجاري فى تونس.
وقال أبو الغيط أنه بالتزامن مع الإعلان الأمريكى بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان أعلن رئيس دولة هندوراس، ورئيس وزراء رومانيا، بشأن اعتزامهما نقل سفارة بلديهما إلى القدس، وذلك خلال أحد المحافل الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، وذلك لأن هناك بعض الدول تسعى لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من خلال الإعلان عن نقل سفارتها إلى القدس.
وأوضح أن أى دولة تتخذ هذا القرار فهى تتورط في مخالفة جسيمة للقانون الدولي الذي يعتبر القدس أرضاً محتلة في عام 1967، مؤكداً أن نقل السفارات إليها إجراء باطل ولا يُغير هذه الوضعية، ولا يكسب الاحتلال أية صفة قانونية.
وأضاف أن الدول التي تتخذ مثل هذه الخطوات إنما تغامر بصداقتها للعالم العربي، داعياً إياها إلى مراجعة سياستها السلبية التي لا تخدم تحقيق السلام في المنطقة. مضيفاً أن بعض الدول التي كانت قد أقدمت على خطوة مماثلة بنقل سفارتها إلى القدس مثل جمهورية الباراجواي قد تراجعت بالفعل عن هذا الموقف الخاطئ بعد دراسة متأنية لتبعاته السلبية والخطيرة، داعياً كلاً من هندوراس ورومانيا إلى إجراء مراجعة مماثلة لمواقفهما الخطيرة.
ومن جانبه، أكد المستشار احمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، ان الموقف المصري ثابت وواضح تجاه اعلان ترامب حول الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان وهو أن الجولان السورى يعد أرضاً عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.