رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

عصير قصب “كانز” آخر اختراعاتنا!

1401

 

كدت أفطس من الضحك على ما أعلنه نائب رئيس المركز القومى للبحوث د. حسين درويش لإحدى البرامج المذاعة على الفضائيات – منذ أيام قليلة – بأن هناك براءات اختراعات من الباحثين بالمركز تقوم بشرائها بعض الشركات ومنها براءة اختراع عصير قصب «كانز» لأول مرة على مستوى العالم حيث تعمل على الاحتفاظ بعصير القصب داخل العلبة الصفيح طازجًا لمدة تصل إلى 6 شهور..

والحقيقة لقد استفزنى هذا التصريح الغريب والعجيب الذى أدلى به سيادته وذكرنى بالمقولة الشهيرة «تمخض الجبل فولد فأرًا».. وأشعرنى بأننا قد انتهينا من كل مشاكلنا وكان ينقصنا هذا الاختراع.. وهذا لا يعنى أننا نقلل من أهمية هذا الاختراع وأنه جهد مشكور ولكن لا يستحق الإعلان عنه بهذا الشكل وكأن مركز البحوث قد فتح «عكا» به.. لأنه لا يمكن لمركز كبير بهذا الحجم مثل المركز القومى للبحوث بضخامته وعلمائه وباحثيه وتاريخه أن يتقلص كل جهده وجهود علمائه على إنتاج عصير قصب معلب فى صفائح على غرار المشروبات الغازية «الكانز».. فهذا قليل ولا يمثل شيئًا من الدور المنوط الذى أنشئ من أجله هذا المركز المهم.

فقد أشعرنا سيادته بأنه اكتشاف سيقلب موازين العالم.. مما جعلنى أتعجب وأتساءل بينى وبين نفسى: هل ترك المركز كل الأبحاث الاستراتيجية المؤثرة وتمسك «بالزعزوعة»؟!.. وقلت فى نفسى «ياما جاب الغراب لأمه».

فالمركز القومى للبحوث لا يقل دوره عن المؤسسات الاستراتيجية للدولة حيث له دور قومى فى جهود التنمية الشاملة بأبحاثه فى الارتقاء بالزراعة والنهوض بالصناعة وزيادة إنتاج الطعام ومقاومة الأمراض وغيرها ولكن وفق خطة استراتيجية بحثية.. ووفق أولويات بحثية.. فنهضة أى دولة قائمة على نجاح قطاع البحث العلمى باعتباره قاطرة التقدم.. لذا لابد من أن يكون لمركز البحوث دور كبير فى الفترة القادمة فى زيادة إنتاج الطعام والنهوض بالقطاعين الزراعى والصناعى إذا كنا نريد أن تكون بلادنا فى مصاف الدول المتقدمة وخاصة أن لدينا فى مصر أكفأ العلماء أمثال أحمد زويل ومجدى يعقوب ومصطفى السيد وغيرهم..

وأننى أقترح بفصل البحث العلمى عن وزارة التعليم العالى ليكون له وزير منفصل من أحد العلماء البارزين.. تكون مهمته إجراء البحوث فى قضايا الدولة الاستراتيجية المختلفة ووضع الحلول لجميع مشاكلنا.. على أن يكون مكتبه داخل المركز القومى للبحوث.