رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

5 علامات تأمينية يصعب تزويرها اللوحات المرورية.. «تكنولوجيا السلامة» عصية التزييف

870

كان السائق الشاب كريم، يعتقد أن اللوحات المرورية المعدنية التي تحمل الأرقام والحروف هي مجرد تفاصيل شكلية، وكان يتأفف من التوجه لإدارة المرور لتجديد رخصة السيارة أو القيادة، حتى وقع ذات مساء حادث على مقربة منه تسببت في توقف الطريق، إلا أنه رغم الازدحام المروري استطاع رجال المرور ضبط المتسبب في الحادث.

د. نسرين مصطفى

لوحات السيارة، مكنت رجال المرور من تحديد موقع السيارة، وتحديد أولويات التعامل مع الحادث، وضمان سلاسة الحركة فى الأحياء المزدحمة، ومن هنا فوجئ كريم بمدى أهمية اللوحة المرورية، ومن خلال أحد رجال المرور، فهم أن هذه الأرقام والحروف التى كان يظن أنها غير ذات قيمة، هى فى الواقع جزء لا يتجزأ من نظام إدارة المرور الذى يساهم فى حفظ النظام والأمان على الطرق، واستهوته الرغبة فى معرفة المزيد عن اللوحات المرورية.

توطين التكنولوجيا

بحث كريم عن الحكاية وبدأ بالشركات التى تقوم بتصنيع اللوحات المرورية فى مصر، فوجد أن لدينا الشركة العربية الألمانية للوحات المرورية المؤمنة والتى افتتحت عام 2021 والتى تعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وهى إحدى شركات الهيئة العربية للتصنيع، التى نجحت فى توطين التكنولوجيا الألمانية فى هذا المجال.

وبحسب اللواء مهندس إيهاب فكرى سالم رئيس مجلس إدارة الشركة العربية الألمانية للوحات المرورية المؤمنة، فإن اللوحات المرورية تصنع بأيد مصرية 100%، كما أنها من أكثر اللوحات المرورية المؤمنة على مستوى العالم، كونها تضم 5 علامات تأمينية يصعب تزويرها، تبدأ من شريط الهولوجرام وهو شريط طولى فى منتصف اللوحة يضم 15 علامة مائية ثم علامة النشر وهى محفورة بالليزر تعلو شريط الهولوجرام، أما العلامة الثالثة، وهى علامة مائية توجد على السطح الأبيض للوحة مكتوب عليه مصر باللغتين العربية والإنجليزية ولا ترى إلا بزاوية ميل محددة.

واستطرد: أما علامة التأمين الرابعة فهى موجودة على الحروف والأرقام المطبوعة باللون الأسود مطبوع عليها بحجم صغير جدا «جمهورية مصر العربية» باللون الفضي، أما العلاقة الخامسة والأخيرة فهى موجودة خلف اللوحة المرورية وهو عبارة عن ختم الشركة ومؤرخ بتاريخ الإنتاج، وكلها علامات يصعب تزويرها.

التصنيع المغلق

وعن دلالات الأرقام والحروف، فيقول عنها سالم، إنه يتم وضعها طبقًا لما يرد من وزارة الداخلية بعد أن وجهت القيادة السياسية بضرورة تنفيذ مصنع يغطى احتياجات الدولة من اللوحات المرورية، وكانت شركة «تونجز» الألمانية وهى الأقوى فى هذا المجال حيث نجحنا فى نقل التكنولوجيا وتدريب العمالة وأصبح العمل بها بأيد مصرية ، وهى أول شركة فى الشرق الأوسط تقوم بصناعة اللوحات بشكل كامل وفق المعايير الدولية وعلى رأسها مواصفات التصنيع المغلق بالكامل ودرجات حرارة محددة.

وأكد فى معرض حديثه عن أهمية اللوحات المرورية أن كل محافظة تبدأ عرباتها بأول حرف من اسم المحافظة، فالإسكندرية تبدأ بالسين، والمنوفية تبدأ بالميم، أما الأرقام فلدى وزارة الداخلية «سيريال خاص» لكل محافظة.

مرحلتان للإنتاج

وفوجئ كريم وهو يبحث عن إنجازات الشركة بأنها خلال السنة الأولى كان يتم استيراد خام الألومنيوم والسطح العاكس، وبعض العلامات التأمينية ولأننا نسعى إلى توطين الصناعة يقول رئيس مجلس إدارة الشركة، إن بعد حدوث أزمة لاستيراد المواد الخام قمنا باستبداله بجلفانيز ستيل، وهى مادة قريبة من المواصفات الفنية للألومنيوم من حيث المرونة، والتشكيل وتمت الموافقة عليها بمعرفة وزارة الداخلية مما وفر عملة صعبة، بل إن الجانب الألمانى سينقل الخام المستبدل نظرًا لمميزاته من خفة وقوة ومتانة.

ووفق ما ذكر المهندس محمد قدوس مدير الإنتاج بمصنع اللوحات المرورية المؤمنة، فإن خطوط الإنتاج بالشركة عبارة عن مرحلتين، الأولى لإنتاج اللوحة الفارغة والتى تبدأ بالتجهيز للصق الشيت ثم وضع الهولوجرام والذى يضم 15 علامة تأمينية ثم مكبس لتشكيل اللوحة وكتابة «مصر» باللغتين العربية والإنجليزية ثم عملية التقطيع.

صعوبة التزوير

أما المرحلة الثانية فتبدأ بطباعة الحروف والأرقام على اللوحة وهى تتم بطريقتين، الأولى طريقة أوتوماتيكية من خلال «روبوت» وهى معدة لإنتاج 500 لوحة فى الساعة، حيث يتم تغذية الروبوت بالأرقام والحروف طبقًا لطلب وزارة الداخلية، ثم المرحلة الأخيرة وهى طباعة السطح الأسود على الحروف البارزة أو عن طريق المكابس اليدوية ثم الطباعة على الساخن بشكل يدوى حيث يتم طبع الأرقام يدويًا على ماكينة خاصة بها.

وأكد مدير الإنتاج بمصنع اللوحات المرورية، صعوبة تزوير تلك اللوحات نظرًا لتعدد العلامات المائية على اللوحة الواحدة، وذلك وفق التكنولوجيا التى تم تدريب العمالة عليها، كما أن المهندسين والفنيين أصبحوا قادرين على استيعاب التكنولوجيا.

تصدير للخارج

وبذلك نجحت الشركة العربية الألمانية للوحات المرورية المؤمنة فى توطين تكنولوجيا اللوحات المروية، فنجحت فى الحصول على 3 شهادات لـ «الأيزو» للجودة والبيئة والصحة المهنية، وهو الأمر الذى أهل الشركة لفتح أسواق جديدة فى الخارج خاصة فى الدول الإفريقية العربية، وذلك طبقًا لمواصفات كل دولة وهى الاستراتيجية القادمة للشركة فتتم الآن محاولات لدولة السودان وجنوب السودان كل دولة حسب المواصفات الخاصة بها، بالإضافة إلى أن الشركة فى سبيلها للتعاون مع وزارة الداخلية لتنفيذ لوحات مرورية دولية، من هنا تأكد كريم أن اللوحات المرورية ليست مجرد أرقام وحروف وإنما هى تكنولوجيا وأمن قومى للحفاظ على سلامة وأمن صاحب السيارة والمترجل.