رئيس التحرير
كورونا.. وسلطان الإرهاب
By amrمايو 17, 2020, 17:34 م
1208
في الوقت الذي يواجه العالم جائحة كورونا، وسط انهيار أنظمة صحية في بعض الدول، ما زالت الدول الداعمة للإرهاب تسير على الدرب (الضلال).
فرغم مخاوف من حدوث موجه ثانية قد تكون أكثر صعوبة لفيروس «كوفيد 19» المستجد، قد تضرب العالم في أي وقت، وبعد تحذيرات الصين من تلك الموجة نهاية شهر مارس الماضي، وقيام بكين بإجراء المزيد من الفحوصات على سكان مدينة «ووهان»، مركز تفشي الفيروس، تواصل تركيا دعمها للإرهاب رغم تردي الأوضاع الصحية لديها في ظل جائحة كورونا التي أصابت أكثر من 143 ألف مواطن تركي وتوفى على إثرها أكثر من
3,952 مواطنًا.
الأسبوع الماضى كشفت تحقيقات موقع «نورديك مونيتور» الاستقصائى السويسرى أكبر فضيحة للنظام التركى بقيادة أردوغان بعد أن كشف الموقع علاقة «صفر توران» أحد أهم مستشارى الرئيس التركى بالتنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم الجهاد فى مصر.
واكب ذلك ما كشفه «المرصد السورى لحقوق الإنسان» عن تجنيد تركيا أكثر من 150 طفلًا سوريًا للانضمام إلى صفوف المقاتلين مع حكومة «فايز السراج» فى ليبيا.
يؤكد المشهد أن الدول الداعمة للإرهاب لم تثنيها الأزمات العالمية عن السير قدمًا فى طريقها نحو إشعال الحروب وتدمير الأوطان، الأمر الذى يستوجب وقفة دولية أمام داعمى الإرهاب وحاضنيه.
(1)
تركيا التى ضربها فيروس «كورونا المستجد» وأصاب أكثر من 143 ألف مواطنًا، مما جعلها تستولى على شحنة مستلزمات طبية بها أكثر من 162 جهاز تنفس صناعى كانت قادمة من الصين فى الطريق إلى إسبانيا التى قامت بشرائها بعد تزايد أعداد الإصابات بها.
استولى السلطان على الأجهزة الطبية التى اشترتها إسبانيا لعلاج مصابى فيروس كورونا بالعناية المركزة، وأمام عجز حكومة أردوغان على مواجهة الجائحة، وبدلًا من توفير الأموال لشراء المستلزمات الطبية، يستمر النظام التركى فى تمويل التنظيمات الإرهابية.
فى الوقت الذى يوجه العالم مخصصات مالية إضافية لمواجهة الجائحة العالمية، يوجه أردوغان مخصصاته المالية لتدريب ودعم العناصر الإرهابية فى المنطقة.
(2)
الأمر ليس بالغريب، فكيف لرئيس دولة، كبير مستشاريه «صفر توران» أحد أقوى مؤيدى «جماعة الجهاد فى مصر» ويؤمن بأفكار الجماعات الإرهابية، ولا يواصل دعمه للإرهاب والتنظيمات التكفيرية ويمارس البلطجة!؟
كان «صفر» وراء تأييد الحكومة التركية لعدد من الحركات الإرهابية فى سوريا وليبيا ومصر، من أبرزها جماعة الجهاد الإسلامى الإرهابية، المصنفة من الأمم المتحدة كأحد روافد تنظيم القاعدة الإرهابى، والتى نشطت فى مصر خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، عبر سلسلة من أبشع العمليات الإرهابية فى تاريخ المنطقة.
كما كان «صفر توران» الدعم والعقل المدبر لإنشاء ما سُمى بالجيش السورى الحر، الذى أصبح إحدى حاضنات ومعقل لتفريخ العناصر الإرهابية فى المنطقة.
تواصل «صفر» مع كافة قيادات «الجيش السورى الحر» والتقى يوسف الصالح (من قرية «قره كوبرى» 25 كم شرقى إعزاز، تقترب من الحدود التركية كان يعمل صانع أحذية قبل بدء النزاع السورى) مؤسس ما يُعرف بفرقة «السلطان مراد» والتى باتت مسئولة عن تجنيد الأطفال وتدريبهم والدفع بهم إلى ميادين القتال مع التنظيمات التكفيرية.
وقد كشف الصحفى التركى عبد الله بوزكورت علاقة «صفر» كبير مستشارى الرئيس رجب طيب أردوغان بالتنظيمات الإرهابية منذ التسعينيات حتى اليوم، والزيارات التى قام بها «صفر» إلى مواقع الجيش الحر المدعوم من الاستخبارات التركية.
كما كان «صفر» ضمن المتهمين بالتعامل مع «فيلق القدس» التابع للاستخبارات الإيرانية، وفق تحقيقات سرية فى عام 2010 بشأن الأنشطة السرية لفيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى فى تركيا، وقد تم خلال هذا التحقيق، التنصت على هاتف «صفر توران» بموجب إذن من المحكمة، لمعرفة صلاته بهذه الأنشطة، لكن تدخل أردوغان فى هذا التحقيق دفع إلى إنهائه عام 2014، قبل أن يُتاح للمدّعين الوقت الكافى لتوجيه الاتهام إلى المشتبه بهم، مما أنقذ مستشاره من الملاحقة الجنائية بتهمة مساعدة الجواسيس الإيرانيين على الفرار من تركيا.
(3)
لم تنته جرائم النظام التركى وقيادته السياسية (أردوغان) عند هذا الحد، بل تواصلت بعد أن كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان جريمة إنسانية وقع فيها نظام أردوغان بدعمه التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وإمدادهم بالأسلحة والتمويل، بل وتجنيد الاطفال.
كما كشفت مصادر مطلعة أن مراهقًا سوريا عمره 14 سنة، يدعى أسامة الموسى، كان أحد عناصر لواء سليمان شاه المدعوم من تركيا، قُتل خلال المعارك العسكرية الدائرة فى ليبيا، مشيرة إلى أنه دُفن سرًا فى بلدة «جرابلس» السورية بعد مقتله فى ليبيا.
ليكشف رامى عبد الرحمن مدير المرصد السورى أن: هناك مأساة إنسانية حقيقية تتمثل فى اختطاف الأطفال وإرسالهم إلى ليبيا، ما لا يقل عن (150) طفل أقل من 18 عامًا، بشكل مؤكد، زُج بهم هناك، 16 طفلًا قتلوا فى المعارك، هؤلاء الموثقين لدينا فقط ونعتقد أن العدد أكبر.
على سبيل المثال طفل فى الخامسة عشرة من عمره من ريف معرة النعمان الشرقى، ترك المخيم فى ريف إدلب الشمالى الغربى وذهب إلى عفرين لتأمين لقمة عيشه، وإذا به يتم اختطافه من جانب فرقة «السلطان مراد» ونقله إلى ليبيا مع آخرين، ليسمع ذوى الطفل أنه قتل فى ليبيا.
ذكر مدير المرصد: «عندما شاهدنا أحد الأشرطة المصورة لدى الجيش الوطنى الليبى، مجموعة من المرتزقة السوريين من بينهم طفل فى السادسة عشرة من عمره من سراقب، طالبنا ذوى الأطفال الخروج والتحدث للإعلام لكنهم يخشون من ذلك، خوفًا من استهدافهم من قبل الفصائل الموالية لتركيا وتحديدًا «فرقة السلطان مراد» التى يجب أن توضع على قوائم دولية لأنها تقوم بتجنيد الأطفال وإرسال مرتزقة إلى ليبيا».
تكشف سجلات لتنظيم داعش ضبطها جنود أمريكيون ميدانيًا، أن أكثر من مئة ألف قاصر مسجلون كتابعين لعناصر فى التنظيم الإرهابى، حسب تقرير صدر أكتوبر الماضى بعنوان «بؤس القاصرين».
يحمل التقرير توقيع باحثين من مركز مكافحة الإرهاب فى أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية الأمريكية، الجهة الوحيدة المخول لها نشر بيانات، أُزيلت عنها السرية بعد مراجعتها بمعرفة أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
تتناول الوثائق المعنية بالدراسة 101,850 قاصرًا مرتبطين ببالغ واحد على الأقل، يتلقى أموالًا من تنظيم داعش، موزعون بشكل شبه متساو بين الفتيات (50,2%) والصبيان (49,78%).
من أصل هذه القائمة الإجمالية، وُلد 16,121 قاصرًا (أى 16% من العدد الإجمالى) بعد يونيو 2014، تاريخ إعلان إقامة دولة «الخلافة»، وهم بالتالى يطرحون مشكلة جنسية، إذ لا تعترف أية جهة بوثائق ولادتهم.
توصل باحثو مركز مكافحة الإرهاب إلى تحديد جنسية أصل 76,273 قاصر، فتبين أن غالبيتهم الكبرى (70,273) من العراقيين، كما حدد الباحثون إجمالى 57 جنسية بين هؤلاء القُصَّر الذين كان من بينهم 1,200 من الأردن و654 من سوريا و380 من تركيا و375 من السعودية؛ ومن بين الدول الأوروبية، كان الفرنسيون الأكثر عددًا بواقع (52) فردًا يليهم الألمان (17) فردًا.
ذكر الباحثون أن هذه الأرقام تبقى تقديرية، وأن عدد أطفال الجهاديين الذين ولدوا أو عاشوا فى ظل حكم تنظيم داعش فى العراق وسوريا، هو حتمًا أكبر من الأعداد التى تم إحصاؤها.
تعد فرقة السلطان مراد أحد أذرع تركيا لنقل العناصر الإرهابية والمرتزقة والأطفال المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابى من الشام إلى ليبيا، وقد نقلت أكثر من 7 آلاف عنصر إرهابى إلى الأراضى الليبية للقتال مع قوات فايز السراج.
هل يتخذ المجتمع الدولي موقفًا ضد الرئيس التركي وحكومته؟ بعد ثبوت دعمه للتنظيمات الإرهابية لضرب استقرار الدول، واستمراره في نقل العناصر التكفيرية إلى ليبيا، وتورط تنظيمات مسلحة مدعومة من الاستخبارات التركية (فرقة السلطان مراد) بتدريب الأطفال على السلاح ونقلهم إلى ليبيا أيضًا.
ألا يحتاج كل ذلك إلى موقف دولي ضد النظام التركي؟!