رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الأنبا هاني باخوم النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك: البابا فرنسيس يكن كل محبة لمصر وللرئيس السيسي

2957

«الفاتيكان ينظر لمصر على أنها دولة تلعب دوراً أساسياً فى منطقة الشرق الأوسط» هذا ما أكده الأنبا هاني باخوم النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك فى حديثه لـ «أكتوبر»، مشيراً إلى أن البابا فرنسيس يكن كل مودة ومحبة لمصر وللرئيس السيسي، مشددا على أن مصر تسير فى مجال التطور والنمو على كل المستويات، موضحاً أن هناك إنجازات كثيرة تحققت على أرض الواقع ولكن التحديات كبيرة أهمها التعليم، لافتا إلى أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى تغيير عقلية الشخص منذ الطفولة من خلال البيت والمدرسة والمجتمع ككل. وإلى نص الحوار..

حوار : وليد فائق

 

فى عيد الميلاد المجيد، ومع بداية سنة جديدة.. ما الرسالة التى توجهها للمصريين؟

 – فى البداية، أود أن أهنئ ليس فقط المسيحيين، ولكن كل الشعب المصرى بهذه المناسبات السعيدة عيد الميلاد المجيد، وأيضاً رأس السنة الميلادية الجديدة، ونتمنى أن تكون هذه الأعياد دائماً سبب بركة وسلام وخير لكل شعبنا المصرى، ونتمنى دائماً النمو والرخاء لأجل بلدنا الحبيبة مصر.

 كيف ترى لقاءات الرئيس السيسى بالبابا فرنسيس؟

– حقًا كان هناك أكثر من لقاء بين الرئيس السيسى وقداسة البابا فرنسيس، وكلنا شعرنا فى هذه اللقاءات بمدى المحبة والتفاهم بين الشخصيتين الكبيرتين.. البابا فرنسيس يكن كل محبة ومودة سواء للرئيس أو تستطيع أن تقول أيضاً لكل الشعب المصرى، ولا توجد مناسبة إلا ويتم تبادل التهانى وبرقيات الشكر سواء فى الإطار الرسمى أو حتى غير الرسمى، وكلنا شاهدنا وشاركنا لقاءهما عندما كان قداسة البابا فرنسيس فى مصر والكلمات الجميلة والمعبرة التى تبادلاها الطرفان.

  بصفة عامة، كيف يرى الفاتيكان مصر؟

 – بالتأكيد الفاتيكان ينظر لمصر على أنها دولة تحاول أن تحافظ على أمن وسلام المنطقة.. مصر دولة استقرت فى أمور عديدة جداً، ونستطيع أن نقول إنها تسير فى مجال التطور والنمو على كل المستويات، مقارنة بالسنوات الماضية، كذلك يرى الفاتيكان مصر على أنها دولة لها دور أساسى فى التوازن العربى وفى منطقة الشرق الأوسط.

 كنت أحد المشرفين على زيارة البابا التاريخية لمصر.. هل ستتكرر الزيارة قريبا؟

 – بلا شك كلنا نتمنى زيارة جديدة لقداسة البابا لمصر.  

  استضافت مصر مؤخراً مؤتمر «بطاركة الشرق الكاثوليك» برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق.. ما أهم الموضوعات التى ناقشها المؤتمر؟

 – كان أهمها موضوع «الإعلام فى خدمة الإنجيل» أو الإعلام بصفة عامة، وكان أهم ما طرح فى هذا الإطار هو دور الإعلام وتأثيره على الأشخاص، وما هو دور الكنيسة تجاه الإعلام؟ وكيف تستطيع الكنيسة أن تساعد وتشجع من أجل إعلام يعلن الحقيقة كاملة ويدافع عنها، ويحارب كل ما هو زائف ومزيف.

 خلال المؤتمر التقى الرئيس بوفد من البطاركة بصحبة الأنبا إبراهيم إسحق.. ما أهم ما دار فى اللقاء؟

 – فى البداية، كان هناك ترحاب من الرئيس ببطاركة الشرق الأوسط، ومن جهتهم عبر الآباء البطاركة عن شكرهم وامتنانهم للرئيس على الدعوة والمقابلة رغم كل انشغالاته وارتباطاته الكثيرة.. ودار الحديث بعد ذلك حول الوضع والاستقرار – الحمد لله – الذى وصلته مصر، وبالطبع كان هذا الاستقرار سبباً من أسباب اختيار مصر لعقد هذا المؤتمر، بالطبع حدث كبير جداً أن رؤساء الكنائس الكاثوليكية فى الشرق الأوسط يجتمعون فى مصر، كما عرض الآباء البطاركة أهم الموضوعات  والقرارات الخاصة بالمؤتمر على السيد الرئيس.

 مع توترات وحروب المنطقة، وظهور داعش ومذابحها بحق المدنيين الأبرياء ومنهم المسيحيون.. هل تخشى من شرق أوسط خال من المسيحيين؟

– لا أخشى من وجود شرق أوسط بدون مسيحيين.. لأن المسيحيين جزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط.. وإذا تحقق هذا الخطر لن يصبح بعد شرق أوسط.. وأؤمن أن الشرق الأوسط ليس مكانا فقط، ولكنه «كيان» متكامل، وجزء لا يتجزأ من هذا الكيان وجود المسيحيين.. لو نزعنا منه المسيحيين لن يكون الشرق الأوسط الذى نعرفه، ولا أعرف ماذا يمكن تسميته عندئذ؟

 البابا فرنسيس التقى قداسة البابا تواضروس أكثر من مرة سواء فى روما أو فى زيارته التاريخية لمصر.. كيف تصف العلاقة بين الرجلين والكنيستين؟

– نستطيع أن نقول إن هناك علاقة مودة واحترام بين البابا فرنسيس والبابا تواضروس، ولم تكن مصادفة أن تكون أول زيارة يقوم بها البابا تواضروس بعد اختياره بابا للكنيسة الأرثوذكسية إلى الفاتيكان، وكان هناك لقاء شخصى مع البابا فرنسيس، ومن وقتها هناك علاقات ولقاءات متبادلة بينهما حيث أسسا يوم الأخوة، وبالطبع العلاقة بين الفاتيكان والكنيسة القبطية الأرثوذكسية علاقة محبة وسلام.. هناك حوار لاهوتى بينهما.. وكان هناك أكثر من لقاء بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية سواء على مستوى الفاتيكان أو على مستوى مصر من خلال مجلس كنائس مصر.

 بمناسبة مجلس كنائس مصر.. كيف تصف عمل هذا المجلس الذى سيكمل عامه السابع فبراير القادم؟

– مؤسسة مهمة جداً للكنيسة المصرية.. تعبر عن مسيرة الوحدة والتآخى والمحبة بين الكنائس المصرية بتنوعها.. قام بالعديد من الخدمات لأداء رسالته حتى الآن لكن يتبقى أن يفعل وجوده أكثر وأكثر فى كل مصر وليس فقط فى القاهرة.

  كيف رأيت اعتماد الفاتيكان مسار رحلة «هروب العائلة المقدسة لمصر» حجاً للكاثوليك حول العالم؟

 – مما لا شك فيه أن اعتماد الفاتيكان هذه الرحلة على أنه مكان لرحلات الحج المباركة يدل على أصالة وعراقة هذا المسار للعائلة المقدسة فى مصر، واعتراف بهذه البركة التى حظيت بها مصر من خلال هذه الزيارة المباركة.

  كان هناك كلام عند زيارة البابا فرنسيس لمصر حول توحيد مواعيد الأعياد المسيحية حول العالم.. متى سنرى هذا على أرض الواقع؟

– بالنسبة لفكرة توحيد مواعيد الأعياد، نحن نتحدث عن مسيرة وحدة.. وفى إطار طريق الوحدة هذا لا نستطيع أن نتوقع متى تتم الخطوات بالتحديد؟.. ومع ذلك كلنا نصلى ونتعاون من أجل مسيرة الوحدة هذه.

  شهدت مصر مؤخراً المنتدى الثالث لشباب العالم.. كيف رأيت هذا المؤتمر العالمى؟

 – كل هذه الخطوات تساعد وتشجع الشباب على الإحساس بتواجدهم ومسئولياتهم تجاه الوطن.. لا أستطيع أن أقول إن الشباب «جزء» من الوطن ، لأن الحقيقة أن الشباب هم «الوطن» .. لأن الشباب هم الذين يحركون «المسيرة الكاملة».. بمعنى نحن نعمل من أجل الشباب، والشباب يعملون من أجل المستقبل.. والمؤتمر كان دلالة واضحة على أمن واستقرار مصر، ورؤية واضحة للبلد لأهمية دور الشباب فى المجتمع، وهو ما يعنى أن مصر لا تفكر فقط فى المسيرة اليومية للمواطن لكن تحاول حاليا أن تضع رؤية مستقبلية لحياته.. والمؤتمر أرسل كثيرا من الرسائل أهمها التعاون المشترك بين الشباب، والتفاهم ونزع أى أحكام مسبقة بين الأجيال المختلفة، كذلك هناك رسالة مهمة وهى قبول الآخر، والتنوع سواء فى الثقافة أو الدين أو الفكر أو التعليم، كذلك المثابرة وعدم اليأس، رسائل كثيرة ترسل للشباب من خلال هذه المؤتمرات

 برأيك كيف يمكن تركيز الاهتمام بالشباب – وسط مظاهر الإلحاد والاكتئاب والانتحار – التى ظهرت مؤخراً، خاصة أن للكنيسة الكاثوليكية جهودا كبيرة فى هذا المضمار؟

– هناك دور للمجتمع فيما يخص الظواهر الحالية، فللأسف المجتمع أصبح «مجتمعا استهلاكيا» يضع على عاتق الشباب متطلبات «رهيبة»، تجعل الشاب الذى لا يستطيع تحقيق هذه المتطلبات أن يشعر فى قرارة نفسه أنه مهمش، وفاشل، وهذا يؤثر كثيراً جداً على حالته النفسية، وبعبارة أخرى فإن المجتمع الاستهلاكى بكل عناصرة الاستهلاكية الجديدة التى تلتهم شبابنا وأفكارهم يؤثر عليهم نفسياً بدرجة كبيرة.. الكنيسة هنا لها دور كبير فى التوعية، وليس فقط التوعية الروحية والدينية ولكن مساعدة الشباب على تخطى هذه الأزمات، والكنيسة الكاثوليكية تهتم فى هذا المضمار أولا عن طريق الوعظ والكلمة، وثانيا عن طريق إيجاد فرص عمل للشباب وتوعيتهم من خلال برامج ثقافية واجتماعية لكى يواجهوا تحديات المجتمع الحالى.

 كان لمجمع الفاتيكان الثاني فى ستينيات القرن الماضى دور كبير فى إحداث ثورة ونقلة نوعية إدارية وروحية سواء على مستوى الكنيسة الكاثوليكية أو علاقاتها بالعالم الخارجى.. كيف يمكن استخدام هذه الخبرة فى تجديد الخطاب الدينى الذى يدور الحديث حوله فى مصر فى السنوات الأخيرة؟

– لا أحب أن أستخدم لقب «ثورة» داخل الكنيسة.. دعنا نقول «تجديد جذرى» بفضل عمل الله داخل الكنيسة.. هذا التجديد كان على مستوى فهم الكنيسة لذاتها، كان السؤال الأول: من نحن؟ والثانى: ما هو دور الكنيسة تجاه شعبها، المجتمع، غير المؤمنين، حتى الشخص الذى ليس لديه ديانة؟.. كان تغييرا جذريا فى الفكر نبع عنه تغيير فى التصرفات والأفعال والعلاقات.. هذا المجمع بث فكرا جديدا لذلك شاهدنا الكنيسة الكاثوليكية منذ الستينيات وحتى الآن بصورة جديدة.. وهذا هو نفس الفكر الذى نريد أن يتواجد فى خطابنا الدينى.. دعنى أتساءل: ما هو الهدف من تجديد الخطاب الدينى؟.. بث المحبة.. قبول الآخر.. قبول التنوع.. ألا يكون خطابا دينيا متزمتا ومتعصبا لفكره، ولكن خطاب يدعو الإنسان أن يعرف أن مدى علاقته بالله تظهر فى «حبه للآخر».. أياً كان هذا الآخر مسلم.. مسيحى.. يهودى.. غير متدين.. وهذا يتطلب ليس فقط تجديد الخطاب الدينى، ولكن تغيير عقلية الشخص منذ الطفولة من خلال المنزل والمدرسة والمجتمع ككل.. نحتاج تربية الطفل على التنوع وقبول الآخر.. مثلا كثيراً ما أقول فى أحاديثى إن مصر مثل الجسد لها رئتان إحداهما إسلامية والأخرى مسيحية.. قد يعيش الإنسان برئة واحدة ولكنه سيكون إنساناً عليلاً وقتئذ وليس سليماً.. وبالتالى يجب أن تكون لنا هذه القناعة عند الحديث عن مصر، ليس فقط على المستوى الدستورى أو الأفكار والأحاديث، ولكن أيضاً على مستوى التعليم.. تعليم الثقافة والتاريخ القبطى شىء أساسى لو أردنا الحديث عن تجديد الخطاب الدينى وثقافة قبول الآخر.

 كيف رأيت قرار الحكومة مؤخراً بإنشاء هيئة الأوقاف الكاثوليكية؟

– قرار صائب جداً يرسخ المواطنة والحقوق المتساوية للجميع.

 بعد حوالى عامين من تطبيقه .. كيف ترى قانون بناء الكنائس؟

– قانون يساعد ويزيل كل الصعوبات والتحديات من أجل الوصول لتطبيق فعلى لبناء الكنائس بطريقة سليمة لا تعتمد على «مزاجية» بعض المسئولين المحليين، ولكن على قانون واضح وصريح.

 لماذا تأخر صدور قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين؟

– بالفعل تتم دراسته حالياً على كل المستويات، ونحن فى انتظار الرد والإجابة إذا كانت هناك نقاط أو أخرى يجب دراستها أو بحثها من جديد.. ولكن القانون جار البحث والدراسة فيه.

 للكنيسة الكاثوليكية نشاط كبير فى خدمة المجتمع المصرى.. هل يمكن أن توضح لنا هذا النشاط؟

– عندما نتحدث عن نشاط الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، نستطيع أن نلخصه فى نشاط تعليمى كبير حيث يوجد ما لا يقل عن 170 كنيسة كاثوليكية فى مصر يلتحق بها الآلأف من الطلاب سنويا، وفى إطار الدور الاجتماعى للكنيسة الكاثوليكية هناك أيضاً الرعاية الصحية، فلنا العديد من المستشفيات والمستوصفات، كذلك تلعب الكنيسة دوراً كبيراً فى العمل الاجتماعى لإغاثة الفقراء وبرامج المرأة والأطفال من خلال مكاتب التنمية المتنوعة فى كل إيبراشياتنا المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، كذلك هناك دور مهم للكنيسة فى توعية الشباب وتوفير برامج تثقيفية وغيرها من الأنشطة لهم.

 كيف ترى ما حدث فى مصر فى السنوات الأخيرة؟

 – بلاشك هناك إنجازات كثيرة، وهناك أيضاً تحديات كبيرة.. الإنجازات نراها على مستوى الأمن، الاستقرار، البنية التحتية، الطرق، الاستثمارات، العلاقات الخارجية، تشريع قوانين جديدة مثل قانون بناء الكنائس.. الإنجازات كثيرة على أرض الواقع والتحديات أيضاً كبيرة وأهمها التعليم.

  كيف ترى مصر 2020؟

– أرى مصر فى 2020 إن شاء الله تسير للأمام لمستقبل أفضل لخير ورقى ونمو من أجل شعبنا وكل أحبائنا المصريين وكل سنة وأنتم طيبين.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.