رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قمة الجزائر ولم الشمل العربى ومواجهة التحديات

508

الجامعة العربية ترى أن القمة العربية التى تحتضنها الجزائر يومي الأول والثانى من شهر نوفمبر المقبل تكتسب المزيد من الأهمية لأنها جاءت بعد توقف دام لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا منذ قمة تونس 2019، وأن بعض الأزمات مستمرة وبعضها تفاقم، لذا جاء الشعار الذى رفعته الجزائر للقمة لم الشمل، لكن يبقى السؤال هل المطلوب تحقيق التوافق ووحدة المواقف العربية وفقط أم القدرة على تنفيذ ما يتفق عليه من قرارات وتعهدات؟! وفى تقديرى المتواضع وفق مشاركتىفى تغطيات صحفية لقمم عربية على مدار ثلاثين عامًا أستطيع القول، إن جدول الأعمال والقرارات واحدة مع إضافة لازمات جديدة أعمق وأكبر تعقيدًا مما سبق ولا شيء يبقى من القمة سوى اللقاءات التى تتم على هامش القمة أو التشاورية التى تسبق الاجتماعات الرسمية، والتى تتميز بحرية الحوار ووصف الأوضاع كما هى بعيدًا عن وسائل الإعلام التى عادة ما تقوم باختراق كل ما هو سرى ومغلق لتعلنه فى أوقات مناسبة، وأرى أن المؤسف فى هذه القمة الاهتمام بالشكليات أكثر من المضمون وربما يكون ذلك أمرًا مهمًا، لكن الأهم هو إنجاز ملموس يتسق مع الواقع ويبشر برؤية ومستقبل أفضل ينقل الخريطة العربية إلى تخفيف وطأة الأزمات وتداعياتها على الشعوب وحياتهم اليومية التى تحولت إلى كتل مجمدة من العجز الذى يستحيل معه كل الحلول المطروحة حاليًا لأن الواقع شيء والقرار العربى الصادر عن القمة مجرد عناوين لم تعد صالحة لمعالجة ما يحدث من تطورات متلاحقة على كل المنصات العالمية والإقليمية والعربية تحديدا، رغم رؤية البعض بأن توقيت القمة جاء باختيار الجزائر، حيث حرصت على تزامنها مع الاحتفال بذكرى الثورة، التى تحمل دلالات ملهمة، حيث تمثل انتصارا للحق على الباطل، وهو ما يؤثر إيجابًا على الروح التي ينبغي أن تسود على القمة، آملاً أن تنعكس على نتائجها.

إن الأولويات العربية ترتكز على مفهومي الاستقرار والتنمية، لكن – كيف نصل إليهما فى ظل الأزمات  المعروفة بدءًا من القضية الفلسطينية مرورا بالأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا وحتى العراق ولبنان، وبالتالي يبقى تحقيق الاستقرار فى هذه الدول بالأهمية الكبيرة، خاصة أن أزماتها لا تقتصر عند حدودها إنما قابلة للامتداد إلى الجوار، إضافة للأوضاع الاقتصادية الضاغطة على شعوب المنطقة والعالم الذى يعانى حاليًا من قلة الوفرة لاحتياجاتهم اليومية وهى بالطبع دول متقدمة وأوضاعها المالية أفضل من العالم الثالث الذى يعانى من ضعف الدخل أو حتى انهياره مع ارتفاع الأسعار، وبالتالى نحن أمام معادلة صعبة لن تحقق أدنى درجات التنمية والاستقرار، ورغم كل ذلك فإن الأمانة العامة للجامعة العربية قد أعربت عن ثقتها فى أن القمة العربية بالجزائر سوف تتوصل إلى تفاهمات، فى صورة مشاريع قرارات جارٍ الإعداد لها بالتنسيق مع الرئاسة والدول الأعضاء، وأن هذه القرارات عندما تصدر ستعكس إرادة عربية مجددة لتصفية الخلافات من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية بما يصب فى صالح الشعوب العربية.

بينما الرأي العام العربي لا ينتظر أى جديد من القمم أو غيرها وحتى بعض الدول أعلنت قبل قمة الجزائر بأيام عن مستوى تمثيل عادى وأتوقع اتساع هذه الظاهرة، على الرغم من اعتبار الجامعة العربية أن مشاركة الدول الأعضاء على أي مستوى يعد اهتماما وحضورا حتى وإن انخفض مستوى التمثيل، لأن ممثل الدولة يشارك فى صياغة القرارات المطلوبة، وتحاول الجامعة العربية إنجاح هذه القمة كما فعلت مع غيرها وحرص الأمين العام أحمد أبو الغيط مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمناقشة تطورات الأوضاع العربية والاستماع باهتمام لرؤيته خاصة مناطق الأزمات وكيفية مواجهة التحديات العالمية والإقليمية المحدقة بالعالم العربي، والموضوعات المطروحة على أجندة القمة والتي تشمل طيفا واسعا من القضايا والأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة، وسبل تفعيل العمل المشترك على الصعيد العربي.

واتفقا على العمل معا من أجل إخراج القمة على نحو يليق بهذا الحدث لاتخاذ قرارات تحاكي التحديات المطروحة فى المرحلة الراهنة؛ وتفتح آفاقا رحبة لتفعيل العمل العربي المشترك فى مختلف المجالات الحيوية.