رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية لـ «أكتوبر»: الإسكندرية تحولت إلى «مركزًا لوجيستيًا متكاملًا» على المتوسط

461

«منذ اليوم الأول لتولي مهامي كمحافظ للإسكندرية، كنت على دراية كاملة بالمشكلات المتواجدة في الشارع السكندري، وأعمل بجد وإخلاص في ظل الدعم الكامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي لخدمة أهالي الثغر؛ بهدف إعادة لقب عروس البحر الأبيض المتوسط لهذه المدينة الجميلة، وذلك من خلال التطوير والتنمية وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ونحن نعمل ليل نهار لخدمة مدينتنا، ووطننا مصر؛ ليكون  ضمن  الدول المتقدمة..   ويتم بصفة دورية توجيه جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة  للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للشعب السكندري في جميع المجالات…. هكذا بدأ اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية حواره مع مجلة « أكتوبر».

مؤكدا أن المحافظة باعتبارها العاصمة الثانية تحظى  بكامل الدعم والرعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ظل الجمهورية الجديدة، والدليل على ذلك كل هذا الكم الهائل من المشروعات القومية والتنموية المنفذة على أرض الإسكندرية خلال السنوات التسع الأخيرة، والتي تسهم بشكل كبير في جعل عروس البحر الأبيض المتوسط «مركزا لوجيستيا متكاملاً»؛ ما سيعمل على دعم الحركة الاقتصادية، بشكل عام، ويعود بنفع كبير على المدينة الساحلية الساحرة.. وإلى تفاصيل الحوار.

سماح عطية

كم نسبة الإنجاز فى أعمال التطوير فى المناطق الأشد احتياجا؟

نسبة إنجاز أعمال التطوير، بمنطقة الدخيلة الشمعدان حتى الآن قد بلغت 100%، وقد بلغت نسبة إنجاز أعمال التطوير بمنطقة العصافرة قبلى 100%، أما عن منطقة سيدى بشر قبلي، فقد بلغت أعمال التطوير 95%، وفى محسن الكبرى بلغت نسبة التطوير 98%، وفى دنا والمحروسة، بلغت نسبة إنجاز الأعمال 92%، وفى الحضرة الجديدة، بلغت نسبة إنجاز الأعمال 98%.

 وماذا عن منطقة المعمورة؟

سيتم قريبا البدء فى تطوير ورفع كفاءة منطقة المعمورة البلد، بتكلفة تقدر بنحو 2.5 مليون يورو، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية، وصندوق التنمية الحضرية، ومن المقرر إقامة العديد من المشروعات بهذه المنطقة منها: رصف منطقة حوض الطماطم، وإنشاء مبنى جديد بمدرسة الشهيد محمد رمضان لتخفيف الكثافة الطلابية فى الفصول، وإنشاء مبنى بمستشفى أبو قير العام، وأعمال تطوير لوحدتين صحيتين لخدمة أهالى المنطقة، بالإضافة إلى تطوير غرفتى كهرباء لخدمة المنطقة، وغيرها من أعمال التطوير.

 حدثنا عن جهود الدولة فى تحويل المناطق غير الآمنة إلى مناطق سكنية؟

الدولة نجحت فى تلبية جميع  احتاجات المواطنين، لاسيما المشروعات القومية لتطوير المناطق غير الآمنة، وأهمها منطقة غيط العنب، التى تحولت إلى منطقة بشائر الخير، حيث شهدت تنفيذ 84 ألف وحدة، لسكان كافة المناطق غير الآمنة، كما بدأ استيعاب سكان المناطق غير المخططة ضمن هذا المشروع، ومنطقة طلمبات المكس، كأحد المناطق غير الآمنة، التى نجحت الدولة فى إزالتها، وبناء مكان بديل، بالإضافة إلى قيام الدولة بتنفيذ مشروعات بديلة، أو توسع عمرانى يوفر بدائل للشباب السكندري؛ منها مشروع مدينة مشارف بالعامرية، وتشهد تشييد حوالى 80 ألف وحدة إسكان متنوعة، لتناسب كافة احتياجات الأسر السكندرية بكافة مستوياتها، وتوفير مجتمع متكامل يضم كافة الخدمات.

 وماذا عن مشروع تطوير ميدان محطة مصر الذى يعد نقلة حضارية لم يشهدها التاريخ؟

«مشروع تطوير ميدان محطة مصر يعد من أبرز المشروعات القومية المنفذة»، وأيضا مبنى محطة مصر التاريخى، والسوق الحضارى بميدان محطة مصر، ومشروع نفق وكبارى السادات، والذى ساهم فى حل مشكلة مرورية مزمنة فى الإسكندرية، ومشروع تطوير حلقة السمك، والتى كانت آيلة للسقوط، ولكن الدولة بدأت فى ترميمه، وتطويره وفق أحدث النظم لخدمة أهالى الإسكندرية.

كما أن افتتاح مشروع (تطوير وتخطيط ميدان محطة مصر)، يُعد استكمالا لمسيرة التنمية والإنـجازات، التى تتم فى المحافظة، كما تشرفت الإسكندرية بافتتاح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى (الممشى السياحى بكبارى ونفق السادات)، والذى صُمم ليمثل الشكل الحضارى والهوية البصرية المميزة لمدينة الإسكندرية وتشجيع مواطنى الإسكندرية على التريض والتنزه.

 ما هو المردود الإيجابى بالنسبة لمشروعات الطرق؟

مشروعات الطرق من أهم المشروعات المُنفذة بالإسكندرية، ويأتى فى مقدمتها مشروع محور المحمودية، ومشروع محور المشير أبوذكرى (محور التعمير)، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال تطوير وتكريك بحيرة مريوط، والتى تمت بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسى من أجل حماية الثروة السمكية ومضاعفتها، وتوفير فرص عمل للصيادين، فضلا عن الشكل الحضارى لهذه البحيرات، بالإضافة إلى مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، والذى يعتبر من أهم المشروعات التى تشهدها المحافظة

  حدثنا عن جهود المحافظة فى تطوير شبكة الصرف الصحى؟

بدأنا من العام الماضى فى تطوير شبكة الصرف الصحى وبدأ المواطن يشعر بالتطوير وقت الأمطار، وفيما يتعلق باستعدادات الثغر لاستقبال فصل الشتاء، بدأنا منذ العام الماضى فى إنشاء شبكة صرف مياه أمطار منفصلة بالكامل عن شبكة الصرف الصحي، وأنفقنا 1.4 مليار جنيه، وبدأ المواطن السكندرى يشعر بأن المشكلة بدأت تقل حدتها فى المناطق، التى تم تنفيذ شبكة صرف الأمطار فيها».

كما أن المشروع يهدف إلى الفصل الجزئى لشبكات الأمطار والصرف الصحى فى بعض المناطق المتضررة من تداعيات التغيرات المناخية فى موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائى مباشر، ويتم تنفيذ الاستراتيجية على عدة مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى تنفيذ مشروعات تستهدف حل مشكلات تراكم وتجمع مياه الأمطار.

كما تم الانتهاء من ثلاثة مشروعات خلال ثلاثة أشهر فقط، بمناطق: الشاطبي، وكليوباترا، ولوران، داخل أحياء وسط وشرق والمنتزه أول، وتم البدء فى تنفيذ ثلاثة مشروعات أخرى تضمنت مشروعات المرحلة الأولى من الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار فى نطاق أحياء شرق والمنتزه أول، وذلك فى منطقة سموحة (النقل والهندسة- ميدان فيكتور عمانويل)، وسيدى بشر (محمد نجيب وخالد بن الوليد وشارع 57)، وتعد جميع هذه المناطق نقاطا ساخنة فى أوقات النوات وأماكن لتراكم مياه الأمطار بكميات كبيرة، والتى كانت تعيق الحياة الطبيعية للمواطنين أثناء فترات النوات، بسبب عدم استيعاب شبكة الصرف الصحى لكميات الأمطار الهائلة، التى تتعرض لها المحافظة فى فترة قصيرة.

 كيف تعاملتم مع قضية التغييرات المناخية؟

 الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى تخطو خطوات ثابتة للتصدى لمخاطر التغييرات المناخية، وذلك من خلال حزمة من المشروعات القومية الكبرى، والتى كان للإسكندرية نصيب كبير منها؛ وعلى رأسها: مشروعات حماية شواطئ الإسكندرية من ظاهرة النحر، وكذلك حماية المناطق المعرضة للخطر بسبب ارتفاع منسوب المياه، كما أن محافظة الإسكندرية قامت بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية لحماية الشواطئ بتخصيص مليارات الجنيهات؛ لإنشاء أعمال الحماية البحرية بطول الساحل أمام محافظة الإسكندرية، وذلك لحماية طريق الكورنيش من العواصف والنوات؛ كما أن مشروعات حماية الشواطئ تهدف إلى حماية البنية التحتية والمنشآت التاريخية، مثل قلعة قايتباى والثقافية مثل: مكتبة الإسكندرية مع عمل توسعة لطريق الكورنيش، وزيادة الأماكن المخصصة للسائحين والمصطافين من خلال زيادة المنطقة الشاطئية، وتوفير أماكن للرياضات المائية، وتنفيذ مشروعات استثمارية اقتصادية وسياحية وترفيهية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل من خلال تنشيط السياحة والمشروعات الاستثمارية، واستحداث بعض الشواطئ الرملية، التى اندثرت بسبب توسعة الكورنيش أو النحر.

 وماذا عن  مشروعات الطرق  المستقبلية داخل الإسكندرية خلال عامى  ٢٠٢٣-٢٠٢٤؟

فيما يتعلق بمشروعات الطرق داخل نطاق محافظة الإسكندرية خلال العام الحالي، فمن المقرر رصف 114 شارعا بنطاق جميع الأحياء هذا العام ضمن الخطة الاستثمارية؛ أى بإجمالى أطوال تصل إلى 84 كم، وقد تم تخصيص 170 مليونا هذا العام لرصف شوارع الإسكندرية، وقد تم مراعاة الاستجابة لشكاوى المواطنين والشوارع التى تخدم كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى الشوارع التى تخدم أماكن خدمية كالمدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى خطط إعادة الشيء لأصله عقب انتهاء شركات المرافق من أعمالها.

واستجابة لمطالب المواطنين بشأن رصف شارع الترعة المردومة، فقد تقرر إدراجه ضمن أقرب خطة لرصف الطرق، كما أنه من المقرر استكمال أعمال رصف شارع مصطفى كامل.

 إلى أين وصل مصير مشروع مترو الإسكندرية؟

سيتم حسم  مصير  مشروع مترو الإسكندرية، خلال أيام؛ فوزارة التعاون الدولى الأيام الماضية وقعت اتفاقًا مع البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية «AIIB» للمشاركة فى تمويل مشروع مترو أبوقير بالإسكندرية بقيمة 250 مليون يورو، وهو ما يعزز تنفيذ المشروع، الذى يهدف إلى تطوير خط سكة حديد أبوقير الذى يربط وسط الإسكندرية بمنطقة أبوقير شمال شرق المحافظة ليصبح نظام «مترو كهربائي»، يسهم فى خفض التكدس المرورى بالإسكندرية، ويدعم التحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة، ويقلل الانبعاثات الضارة، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 1.5 مليار يورو، بتمويل مشترك من البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. وهذا المشروع من أهم المشروعات، التى تدعم جهود الحكومة المصرية؛ لتعزيز وسائل النقل صديقة البيئة، وخفض انبعاثات الكربون.

كما أن المشروع يعمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين؛ بسبب توفير الوقت والتكلفة، وتحفيز السكان على استخدام وسائل النقل العام، وتحسين صورة الإسكندرية أمام زوارها.

 وماذا عن معدلات تنفيذ مشروع تطوير حلقة السمك؟

حسما للجدل حول  مشروع تطوير حلقة السمك، فإن نسب تنفيذ أعمال إنشاء مشروع حلقة سمك  قد تعدت الـ 90%، ومن المقرر الانتهاء منه خلال من 2 إلى 3 أشهر، مشيدًا بالمجهود الكبير، الذى يبذله أساتذة كلية الهندسة وجميع القائمين على المشروع.

 وماذا عن جهود المحافظة فى التحول الرقمى وحوكمة الخدمات؟

منظومة التحول الرقمى تأتى فى إطار توجيهات القيادة السياسية نحو التحول الرقمى وحوكمة الخدمات، وتحقيق الشمول المالي، وهناك تنسيق كامل على كافة الأصعدة بين المحافظة، وبين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة التنمية المحلية حتى تعمل هذه المنظومة بكل فاعلية بالأحياء.

وتم الانتهاء من الميكنة الكاملة لعدد 9 مراكز تكنولوجية بالأحياء، بالإضافة إلى إطلاق خدمة «QR Code» الموحد، وهو من الخدمات الجديدة، التى تقدمها المحافظة، والتى تتيح للمواطن الوصول إلى كافة الخدمات المقدمة داخل المراكز التكنولوجية أو خدمات الأماكن الأخرى.

كما تم الانتهاء من تدريب ورفع كفاءة جميع العاملين بالمراكز التكنولوجية بالأحياء، حيث إن المنظومة الرقمية، تعد نقلة نوعية كبيرة وفريدة من نوعها، تتم بالإسكندرية لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن السكندري، وتتيح الخدمات الحكومية الخاصة بالأحياء والمدن والدواوين عن بعد وعبر شبكة الإنترنت، وتعمل على توفير الجهد والوقت، وتبسيط إجراءات الحصول على الخدمات.

 كيف تعاملتم مع تطوير كورنيش الإسكندرية وحجب البحر عن المواطن السكندرى؟

كورنيش الإسكندرية من الأنفوشى حتى المنتزه، يبلغ طوله 17.359 كيلو متر والمحجوب منه 3.529 كيلو متر فقط، وقد قامت أجهزة المحافظة، بإزالة أغلب ما يجحب رؤية البحر، حيث تمت إزالة كافة الإشغالات الخشبية والحواجز المقامة على الشواطئ بشكل غير قانوني، وإزالة المخالفات لبعض الكافيتريات، وكذلك تقليم الأشجار، وتقليل ارتفاعاتها، بما لا يعيق رؤية البحر، كما تم فرض الغرامات المالية اللازمة للمخالفين والتنبيه على المستأجرين بتحويل هياكل منافذ البيع المقامة على الشواطئ إلى زجاجية لضمان عدم حجب الرؤية.

 قضية الحفاظ على الموروث الثقافى والتاريخى من الملفات المهمة كيف تعاملتم معها؟

 مدينة الإسكندرية تتمتع بكم هائل من المقومات  السياحية؛ فهى مدينة تاريخية، وبها الكثير من الأماكن الأثرية والسياحية، والتراثية، والثقافية المتميزة، وتزخر بالعديد من المزارات السياحة، والدينية، كما أنها ملتقى للحضارات على مر العصور، مما جعلها مقصدًا سياحيًا وترفيهيًا للمصريين والأجانب من كل الجنسيات.

والمحافظة بجميع أجهزتها، تبذل أقصى ما فى وسعها؛ للحفاظ على الموروث الثقافى والتاريخى الهائل الموجود على أرض الإسكندرية، سواء من مواقع أثرية، أو مواقع حضارية، بالإضافة إلى العمل على زيادة عوامل الجذب السياحى بالمدينة، من خلال تقديم كافة سبل الراحة لزوار المدينة، سواء من المحافظات الأخرى، أو من خارجها، معلنا عن  أنه  هناك مخططً ورؤية استراتيجية لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية فى الإسكندرية؛ للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها.

وقد شهدت المحافظة مؤخرًا افتتاح أقدم جبانة بالإسكندرية، وهى جبانة الشاطبى الأثرية، بعد عملية ترميم استغرقت 3 سنوات، بالإضافة إلى أن المحافظة فى انتظار افتتاح المتحف اليونانى الروماني.

ويتم الآن  تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال بطول 730 مترا، وهو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط، وهو بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة، حيث يضم، الكنيسة المرقسية، وهى أقدم كنيسة فى إفريقيا، ومعبد إلياهو هانبي، وهو أقدم المعابد اليهودية، التى شيدت فى الإسكندرية، ومسجد النبى دانيال .