رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تفاصيل استقبال الرئيس السيسي لوفد من الكونجرس الأمريكى

233

جاء لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع وفد الكونجرس الأمريكي من الحزبين «الديمقراطي والجمهوري»، تأكيدا على قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على تعزيز العلاقات فى كل المستويات الرسمية والبرلمانية والشعبية، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وفداً موسعاً رفيع المستوى، يضم السيناتور «ليندساي جراهام»، عضو مجلس الشيوخ، والسيناتور «روبرت مينينديز»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بالإضافة إلى عدد من مسئولي وأعضاء اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية.

تامر عبدالفتاح

صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن اللقاء شهد تأكيد قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، والأهمية التي توليها الدولتان؛ لتعزيز علاقاتهما على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية، لاسيما فى ظل الواقع الإقليمي والدولي المضطرب وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وأزمات عالمية فى الغذاء والطاقة والتمويل، طال تأثيرها العديد من دول العالم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً بين الرئيس السيسي وقيادات الكونجرس الأمريكي، تطرق إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، لاسيما على الصعيد الاقتصادي وتعزيز استثمارات الشركات الأمريكية فى مصر، حيث تمت الإشادة بجهود التنمية الشاملة الجارية فى مصر، لاسيما على صعيد تحديث البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة، وكذلك فى قطاعات البترول والغاز والطاقة المتجددة والخضراء، واستصلاح الأراضي الزراعية. كما تناول النقاش جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتعزيز حقوق الإنسان، وإرساء مفاهيم وقيم التسامح الديني وثقافة التعايش ومبادئ المواطنة.

القضايا الإقليمية

وعلى صعيد القضايا الإقليمية والدولية، تم التباحث حول العديد من الملفات، على رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الجيوسياسية والاقتصادية، وسبل تعزيز السلم والأمن الدوليين، إلى جانب المستجدات على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، لاسيما فى السودان وليبيا وسوريا، حيث تم التوافق حول أهمية الإسراع فى التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون سلامة أراضيها ومقدرات شعوبها، مع تأكيد أهمية الدور المصري الإيجابي والحيوي فى هذا الصدد. كما تطرق اللقاء إلى تطورات المفاوضات الجارية حالياً بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر بشأن الالتزام بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.

وتناول اللقاء كذلك تطورات القضية الفلسطينية، حيث أشاد الوفد الأمريكي بدور مصر المحوري، على المستويين التاريخي والراهن، فى إرساء أسس السلام فى الشرق الأوسط وتعزيزه.

وأكد الرئيس السيسي من جانبه موقف مصر الثابت فى هذا الخصوص، بضرورة دفع الجهود الدولية للتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يفتح الآفاق الرحبة للسلام الدائم والأمن والتعايش السلمي والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

التكتلات العالمية

من جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسي تمثل أهمية كبيرة للعلاقات بين البلدين.

وقال العرابي: إن لقاء وفد الكونجرس الأمريكي مع الرئيس السيسي مفيد لمصر، وقد شمل الحوار توضيح السياسة المصرية الخارجية.

وتابع وزير الخارجية الأسبق: بشأن التكتلات العالمية الجديدة فمصر لديها توازن دقيق مع القوى الكبرى والتجمعات السياسية والاقتصادية، مضيفا أن مصر استطاعت إدارة شئونها الخارجية منذ عام 2020 بالتزامن مع التحديات العالمية وعلى رأسها أزمة فيروس كورونا.

وأضاف العرابي، انضمام مصر لمجموعة بريكس ومناورات النجم الساطع على أرض مصر، وتدخل مصر لحل أزمة السودان والقضية الفلسطينية وحضور وفد من الكونجرس الأمريكي، أمور تدل على قوة علاقات مصر الخارجية.

وقال الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية: إن تلك الزيارة تعد تصحيحا لتوجه الإدارة الأمريكية إلى مصر، مشيرا إلى أن هذا الوفد أتى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ كي يسمع وجهة نظر تساعدهم على إدارة ورسم السياسة الأمريكية الخارجية فى هذه الفترة المتوترة، موضحا أن الزيارة تمثل أهمية كبيرة وتأثيرًا قويًا للعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.

وأشار الدكتور أشرف سنجر إلى أن وفد الكونجرس يدرك أن الرئيس السيسي سعى إلى بناء الدولة، ودعم استقرارها فى ظل جو ملتهب على جميع الأصعدة.

وأوضح أن اللقاء شهد التأكيد على الأهمية التي توليها الدولة المصرية والولايات المتحدة الأمريكية؛ لتعزيز علاقاتهما على جميع المستويات الرسمية والبرلمانية والشعبية، خاصة فى ظل الواقع الإقليمي والدولي المضطرب وما يفرزه من تحديات جمة، وأزمات عالمية فى الغذاء والطاقة والتمويل، طال تأثيرها العديد من دول العالم.

دعم السودان

على جانب آخر، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة العلمين الجديدة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني.. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً فى الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

من جانبه، أعرب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان فى ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين فى مصر، معرباً فى هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والتشاور حول الجهود الرامية؛ لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل. وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً فى مصر. كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق؛ لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام.

تحفيز قطاع السياحة

وفيما يخص دعم قطاع السياحة، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول متابعة استراتيجية قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، حيث تم عرض خطط تحفيز مناخ الاستثمار فى مختلف المقاصد السياحية فى مصر، إلى جانب زيادة عدد الغرف الفندقية، وتطوير صناعة السياحة على جميع المستويات، بما يساعد على مواصلة نمو حركة السياحة الوافدة لمصر، التي حققت مؤشرات إيجابية خلال النصف الأول من العام الجاري، وبما يعزز من سعي الدولة للوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2028.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي وجه بمواصلة العمل المكثف؛ لتنشيط قطاع السياحة، استثماراً لما تحظى به مصر من مقومات سياحية متفردة، وما لديها من إرث حضاري وثقافى عريق وممتد عبر العصور التاريخية المختلفة، ذلك بتكثيف العمل فى المشروعات السياحية، وتشجيع وجذب الاستثمارات من القطاع الخاص المحلي والأجنبي، خاصة من خلال توفير التسهيلات والتيسيرات اللازمة فى هذا الخصوص.

كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا؛ لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الصناعة، والرؤية المستقبلية التي تتبناها الدولة؛ لرفع معدلات نمو هذا القطاع ونصيبه من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة حجم وجودة الصادرات الصناعية، حيث اطلع الرئيس السيسي فى هذا الصدد على مستجدات الجهود الجارية لإنشاء تجمعات ومناطق صناعية متكاملة، ودعم الصناعات التحويلية، وقائمة المجالات ذات الأولوية، التي تمتلك مصر فيها قاعدة تصنيعية، وفرصاً ومزايا تنافسية، على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي وجه بتكثيف الجهود الرامية لتطوير الصناعة المصرية، باعتبارها قاطرة أساسية للتقدم الاقتصادي الشامل، فى ضوء انعكاس التقدم فى الصناعة على دعم وتطوير جميع القطاعات الأخرى. كما وجه الرئيس السيسي بمواصلة جهود تمكين القطاع الخاص الصناعي، وتذليل العقبات أمام ازدهار أنشطته وأعماله، لاسيما من خلال توفير البيئة الملائمة، وتقديم الحوافز والتيسيرات الداعمة للاستثمار الصناعي، على النحو الذي يحقق أكبر استفادة ممكنة، سواء على مستوى تعميق التصنيع المحلي والتطور التكنولوجي أو من ناحية تحقيق أعلى عائد لصالح الاقتصاد المصري والمواطنين.

مركز إقليمي

على جانب آخر، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، «برنارد لوني»، الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بيتروليوم BP»، بحضور المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، ونادر زكي، الرئيس الإقليمي للشركة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الرئيس السيسي أعرب عن التقدير لحجم أنشطة واستثمارات الشركة البريطانية المتنامية فى مصر، بما لها من إسهام فى عمليات الاستكشاف والإنتاج للغاز والبترول، بما يدعم هذا القطاع بصورة محورية، ويعزز جهود تحول مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتداول الطاقة، مؤكداً الأهمية التى توليها الدولة لمشاركة الشركات العالمية والقطاع الخاص فى مجالات البترول والغاز والطاقة المتجددة، ومن ثم تطلع مصر لتعزيز التعاون القائم مع الشركة البريطانية العالمية، وبما يشمل مجال خفض الانبعاثات وتحول الطاقة، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر، سعياً لزيادة الاستكشافات والإنتاج، وتعظيم استفادة الدولة من مواردها الكامنة لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

من جانبه، أعرب رئيس شركة BP عن اعتزازه وتقديره لمقابلة الرئيس السيسي، مؤكداً محورية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والشركة التي امتدت على مدار 60 عاماً. وأشاد «برنارد لوني» بما حققته مصر تحت قيادة الرئيس السيسي على صعيد التنمية، خاصة فى مجال البنية التحتية، بما ينعكس إيجاباً على مختلف مسارات الاستثمارات، خاصة فى الطاقة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مشروعات التعاون الإقليمي الجارية فى شرق المتوسط لنقل وإسالة الغاز وكذلك للربط الكهربائي. وعرض رئيس شركة BP كذلك خطط الشركة الاستثمارية مع شركائها فى مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة فى مجالات البحث والاستكشاف والتنمية، موضحاً أنها تبلغ 3.5 مليار دولار. كما نوه إلى الجهود الجارية بالتعاون مع وزارة البترول لدعم بناء قدرات الكوادر البشرية العاملة فى مجال الطاقة فى مصر، بالإضافة إلى حرص الشركة على الاضطلاع بدورها على صعيد المسئولية المجتمعية، من خلال تقديم منح للشباب المصريين للدراسة فى كبرى الجامعات البريطانية.