رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الحاضر الغائب فى الاقتصاد المصري !

327

مصر من أوائل الدول التى عرفت نظام التعاونيات كأداة اقتصادية، حيث قام رواد هذا النشاط؛ “عمر لطفى”، و”الأمير حسين كامل”، و”طلعت حرب” عام 1907، بتأسيس أول جمعية تعاونية فى المنطقة العربية.

والآن.. التعاونيات فى مصر تحولت إلى إدارة عموم الزير، حيث اتحادات عامة، وأخرى مركزية، وجمعيات نوعية، وموظفين وأعضاء.. وأموال ضخمة تصرف على تدريب لا يتم، وسفريات لا ضرورة لها، وموظفين ولجان.. دون عائد يذكر!

وما تقدم ليس انطباعات شخصية، أو وجهة نظر متعسفة، وإنما “بعض” مما قيل فى الندوة التى عقدها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية؛ لمناقشة دراسة مجلس الشيوخ، التى أعدها النائب أكمل نجاتى، لتطوير وتحديث هذا القطاع الحاضر الغائب فى الاقتصاد المصرى.

كشفت الدراسة التى أعدها المركز المصرى أن التعاونيات تنتشر فى نحو 98 دولة، وتضم أكثر من 3 مليارات عضو، تضمهم حوالى 3 ملايين جمعية تعاونية، تحقق إيرادات تقدر بثلاثة تريليونات دولار، وتوفر أكثر من 280 مليون وظيفة!

بينما فى مصر؛ يوجد 14 ألف جمعية، تضم 10 ملايين عضو (على الورق)، ورؤوس أموال هذه الجمعيات فى 2020 حوالى 40 مليار جنيه، ولا توجد معلومات أخرى عن حجم التوظيف أو الإيرادات، وإنما هناك جمعية ائتمانية لتوزيع السماد، وأخرى للإسكان، وثالثة للأسماك، وأنشطة أخرى يشرف عليها 6 اتحادات مركزية نوعية!

الطريف فى الموضوع أن الخبير الأجنبى الهولندى (يوست جيجر)، والذى شارك فى الندوة من خلال الزوم، والذى عمل فى مصر من قبل؛ أوضح أن التعاونيات جزء لا يتجزأ فى المجتمع الهولندى، بل تحول بعضها إلى شركات متعددة الجنسية، وهو كيان قانونى يشبه الشركات الخاصة، ويحدد مؤسسوه أهدافه، ويتم محاسبته طبقا للقوانين العامة – أى يخضع للمحاسبة ويقيّم دوريا.

د. شريف سامى حفيد طلعت حرب – أحد مؤسسى هذا النظام – كشف أنه درس أوضاع أغلب الاتحادات والجمعيات التعاونية الكبرى، وأن 70% من الدعم الحكومى للمزارعين يذهب لمصروفات قيادات التعاون!

وأن أسباب فشل التعاونيات الزراعية، يعود لاستخدامها – فى الأرياف – كقواعد انتخابية، وليست قواعد إنتاجية!

وانتهت الندوة إلى وجهتى نظر، الأولى عبّر عنها أكمل نجاتى، ويرى ضرورة الإسراع، بإنشاء نموذج جديد للتعاونيات، وسوف تحقق فكرة “الإزاحة” التنظيمات القائمة التى ماتت إكلينيكيا!

وجهة النظر الأخرى أكدت عليها د. عبلة عبد اللطيف، مدير المركز وهى؛ وضع نموذج ومنظومة جديدة للتعاونيات فى مصر، طبقا لفلسفة ورؤية تحقق الهدف الحقيقى للتعاونيات كنموذج اقتصادى يتمتع بالاستقلالية النسبية.

الموضوع مهم.. ويحتاج لكثير من الاهتمام.