رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اتفاقية إنقاذ مشترك

358

لم يكن شىء يخفف من مرارة  الأحداث التى  أصابت ليبيا وثقلها على النفس والقلب، أكثر من كلمات الترحيب والابتسامة والفرحة الموجودة بين ثنايا وتقاسيم وجوه أشقائنا الليبيبن، وهم يستقبلون طلائع فرق الإنقاذ والدعم المصرية وهي تدخل إلى مدينة درنة المنكوبة.. ولم يكن من شىء يزيد من هذه المرارة ويجددها أكثر من تردد أنباء قبل أيام عن مغادرة طواقم الإنقاذ الدولية الأراضى الليبية وحالة الهلع والرعب التى انتشرت بين الأهالى جراء تردد هذه الأخبار خوفا من أن يصبحوا وحيدين ضعفاء فى مواجهة هذه الكارثة وتوابعها.

 قلوبنا مع أشقائنا فى ليبيا فالمصاب جلل وما يزال كثيرون فى عداد المفقودين والخطر ربما ما يزال قائمًا كما أننا نشاطر إخواننا فى المغرب الأحزان ونربت على قلوبهم فى محنتهم، وإن كنت لا أملك أكثر من أدعو للاشقاء فى ليبيا والمغرب أرانى محملا بمسئولية تقديم العون والدعم والمساندة بشكل آخر وأراها فى تجديد الدعوة التى أطلقتها بالمقال السابق لعلها تلق اهتماما أو تجد طريقا إلى سمع وبصر وعقل مسئول أو صاحب قرار، ليدعم ويدعو لتطبيق هذه الفكرة على نطاق أوسع لعل الله يكتب لها القبول والتنفيذ.

 كنت قد اقترحت أن نؤسس لاتفاقية تشبه تلك التى وقّعها العرب قبل سنوات طويلة – وإن كانت معطلة – وتحمل اسم “اتفاقية الدفاع المشترك”، والتى تقضى بأن يدافع العرب مجتمعين عن أى دولة عربية تتعرض لخطر أو اعتداء أو خلاف يحدث بين دولتين عربيتين من خلال قوات مشتركة من الجيوش العربية، ونطلق شبيهًا لها تحت مسمى “اتفاقية إنقاذ مشترك” ترعاها الجامعة العربية وبالطبع يوقع عليها العرب مجتمعين، وتقضى بالتدخل الإلزامى العاجل والسريع من قبل كل الدول العربية لتقديم يد العون المساعدة والإغاثة والإنقاذ لأى دول تتعرض لكارثة كبرى من الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات أو السيول والأعاصير أو الزلازل وما شابه، وأن تقضى هذه الاتفاقية بأن تساهم كل دولة عربية بمبلغ مالى ثابت ومنتظم يكون ميزانية كبرى لهيئة يتم تأسيسها تحث مسمى جديد وليكن “هيئة الإنقاذ والإغاثة العربية”، وتساهم كل دولة بجانب الأموال بالكوادر البشرية التى يتم تدريبها على أعلى مستوى بالداخل والخارج لتكون قادرة على مواجهة هذا النوع من الكوارث الذى يعتبر جديدًا علينا وعلى منطقتا بسبب التغيرات المناخية.

 وأن يكون لهذه الهيئة مقر رئيسى فى القاهرة مثلا بجوار الجامعة العربية ومكاتب أو فروع فى كل دولة، هذه المكاتب يكون دورها الرئيس التنسيق العام من أجل تنظيم نقل ودخول مساعدات الإغاثة والإنقاذ القادمة من كل الدول العربية عبر الهيئة والطواقم والكوادر التى سبق تدريبها للتعامل مع الأزمة.

 أعتقد أن هذا الاقتراح سيكون أجدى وأنفع وأكرم من تقديم مساعدات منفردة سواء كانت عينية أو مادية وسيخلق لدينا فرق بها عناصر وكوادر مدربة ولديها خبرة كافية وبأعداد كبيرة لمواجهة مثل هذا النوع من الكوارث.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن