https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

السودان سلة غذاء العالم إلى أين ؟

597

سوسن أبو حسين

 

إن الصراع فى السودان ليس بين شخصيات ممثلة فى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتى)، وإنما هو استهداف للسودان وشعبه الذى تم تشريده إلى الشتات، وهدم مؤسساته على رغم من مساحاته الشاسعة وثرواته المتعددة، التى تستفيد منها الدول الصناعية الكبرى، وهل يعقل أن السودان الذى وصف بأنه سلة غذاء العالم يعانى حاليا من الفقر والجوع، ولماذا تتجدد المعارك مع الاقتراب من الحل رغم أنه بسيط جدا، ولا يكلف أهله شيئا، سوى وقف الحرب وسحب المعدات العسكرية خارج المدن والتوافق على تحديد الأولويات كخريطة طرق تختصر الوقت، وصولا إلى استقرار دائم وإعادة البناء وإعادة الشعب إلى بلاده للبناء والعمل لأن السودان لا يحتاج إلى الحرب، وإنما إلى اهتمام أهله بالعمل والبناء – لكن من الملاحظ وجود فوضى جزئية، أو شاملة وفق رغبة المستفيد من بقاء الدعم السريع –ومن المرجح أنه سوف يتم التخلص من (حميدتي)، بعد استنفاد الغرض منه، والاحتفاظ بالدعم السريع لاستكمال المهمة، فالمؤامرة تحتاج إلى عملاء مطيعين بلا طموحات سياسية، وربما كان السؤال الكبير حاليا هل ينفصل إقليم دارفور، ويكون الدعم السريع نواة لهذه الدولة. واليوم ووفقا للتطورات الميدانية- وعلى وجه التحديد، ما يحدث فى دارفور- هنالك مؤشرات تغذي مشروع التقسيم، منها انسحاب الجيش السوداني من الحاميات الغربية فى الجنينة ونيالا والضعين، وترك دارفور للدعم السريع ليفعل بها ما يشاء، وهو ما يحدث حاليا فى الفاشر ولاية شمال دارفور، والتي تتحصن فيها الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقية سلام جوبا، وأعني بها: حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، وجميعهم قرروا الخروج من الحياد والقتال إلى جانب الجيش السوداني؛ دفاعًا عن وحدة السودان، وهو تقريبًا الموقف الذي أبطأ مشروع التقسيم، وفى حال لم يتمكن الدعم السريع من السيطرة على الفاشر، أهم مدن دارفور- وهل يعتزم الدعم السريع الخروج من الخرطوم مقابل توطين نفسه فى إقاليم دارفور – أتصور أن الواقع يشير إلى ذلك إذا لم يتمكن الجيش السوداني من السيطرة على استعادة الوضع فى كل الأقاليم – ولكن ماذا يعنى حرق الدعم السريع للقصر الرئاسى فى الخرطوم – أعتقد أن الأسابيع المقبلة سوف توضح ما إذا كان الجيش السودانى قادر على السيطرة أم أن الأمور باتت أكثر تعقيدا، نظرا للتدخلات الخارجية والأطماع فى ثرواته وموقعه الجغرافى.