رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

من المنامة إلى بكين.. عشرون عاما على منتدى التعاون

266

سوسن أبو حسين

 

هكذا السياسة تسير الأمور حتى ولو لم يعترف بها البعض نظرًا لنتائجها المتواضعة خاصة فى ظل تسارع وتيرة الأحداث والحروب التى تهيمن على المستويين العربى والإقليمى والدولى ولدينا للأسف حروب عسكرية واقتصادية وحرب وجود كما يحدث فى غزة والعواصم المحيطة بفلسطين وأقصد أننا أمام تحولات كبيرة أرصد من بينها التحالفات والمصالح بين دول العالم ومراقبة نمط الاستراتيجيات المختلفة للدول الكبرى والنامية والدول التى قامت على حضارات كبيرة وميراث ثقافى وتنموي كبير ولمن دقق كثيرًا فى تفاصيل وكواليس قمة البحرين التى انعقدت مؤخرًا فى العاصمة المنامة يقرأ وبوضوح خطوطا عامة للمشهد فى المستقبل القريب – مثل التخطيط لمؤتمر دولى للسلام أوروبى عربى وبدعم الصين وإفريقيا لإطفاء الحرائق التى تحاول تفكيك الدول والسطو عليها بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلى ومحاولة إبادة الشعب تحت حجج واهية وبدون مبرر والأمر الثانى هو محاولة تصفير الأزمات العربية التى تتعقد بسبب التدخلات الخارجية فى سوريا وليبيا واليمن والسودان والبند الثالث التعاون الاقتصادى وفق رؤية جديدة مع الصين وبعض العواصم وأعتقد أن القيادة الصينية تعتزم الاستفادة من الفرصة الراهنة من فوضى دولية بسبب أحداث غزة والإعلان عن خطوات جديدة يوم 26 مايو الجارى خلال أعمال المنتدى الوزارى العربى الصينى الذى ينعقد فى بكين بمناسبة مرور عشرين عاما على إنشاء المنتدى والذى يشارك فيه وزراء الخارجية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وربما بعض القادة العرب ولا أستبعد مشاركة رئيس القمة العربية الحالية الـ 33 الملك حمد بن عيسى آل خليفة والتأكيد على الثلاثية التي أعلنها خلال القمة العربية وهى السلام والصحة والتعليم والتنمية والانفتاح على التعاون مع كل دول العالم لإيجاد فرص جديدة لدعم الحياة التى تكون فى حالة السلام والصحة والتعليم.

كما أننى لن أنسى كلمات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والذى كان واضحا ومباشرًا عندما قال: “إن العالم العربى لديه إمكانيات هائلة وأقتبس من النص (وفى ذلك الوقت كانت قرطبة مركز الثقافة والحضارة فى شبه الجزيرة الأيبيرية، مثلما كانت بغداد مركز الثقافة والحضارة فى العالم – وكانت آثارها ممتدة من حدود الصين إلى سواحل المحيط الأطلسي، وقد تحركت عجلة التاريخ، وعدة تحولات – فى الميادين الثقافية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والعسكرية – غيرت العالم على حساب الشعب العربى. الدور الهام والفعال الذى تقوم به الدولة المصرية لمساندة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ وأن الموقف الحالى يتم التعامل معه بأقصى درجات الحكمة لدعم القضية والحفاظ عليها ومساندة الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الحفاظ على سيناء لا يكتمل إلا بالتنمية الشاملة.

مشيدًا بالأداء المتميز والاستعداد القتالى العالى للعناصر المشاركة بالمشروع والذى عكس قدرة وجاهزية الجيش الثانى الميدانى، الذى يمثل مع باقى التشكيلات التعبوية للقوات المسلحة الدعامة الرئيسية لحماية أركان الأمن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

هكذا مصر تستخدم كل أنواع القوة ـالخشنة أو الناعمة من أجل أن تفرض قرارها وتحمى أمنها القومى ومحيطها العربى وتدافع عن الشعب المصرى بعقيدة ثابتة وراسخة.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن