https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

شباب يراهنون على حياتهم.. سباق «الموت» سيكل

721

وكأنها حلقة مفرغة، ما أن تنتهى تقليعة حتى يصطدم المجتمع بتقليعة أخرى، أبطالها للأسف من الشباب الذين يتخذون من الرهانات وسيلة لإثبات الوجود،  فى هذه التقليعة الطرق السريعة هي مسرح لسباق الموت، أو سباق الموتوسيكلات والدراجات البخارية، التي انتشرت داخل المدن والقرى بشكل واسع، حيث بلغ الأمر عمل جروبات يدخل من خلالها الشباب فى مراهنات لتجهيز جائزة مالية للفائز.

عاشور الزيات

الظاهرة على غرابتها خطيرة، حيث لا تتوافر فيها الاشتراطات الأمنية التى تحرص على سلامة الشباب والمارة،  فكثرت الحوادث وأصبحت وسيلة لإزعاج قاطنى المدن، لا سيما فى ظل عدم وعى البعض بثقافة الالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية، خاصة بعد التطور الذى طرأ على الدراجات البخارية من حيث الإمكانيات، التى تجعلها تصل إلى سرعات عالية؛ الأمر الذى يؤدى لوقوع حوادث مفزعة شبه أسبوعية، سواء للمتسابق أو المارة.

والسؤال هنا لماذا يشارك الشباب فى هذه السباقات؟ فكانت الإجابة لدى ياسين رمضان، طالب قائلا: نحن نقوم بهذه المسابقات على الطرق العامة، حيث نقطع مسافة بين مدينة وأخرى، وذلك بعد معرفة جودة الدراجة البخارية، مُضيفًا أن الأمر مجرد تسلية وتحد لبعضنا البعض، وليس من أجل المال.

بينما يقول شريف – أحمد المتسابقين – والذى يعمل فى إحدى الشركات الخاصة أن معظمنا يدخل هذه المسابقات من أجل كسب رهان مادى ولإشباع هواية ركوب الموتوسيكلات التى نعمل بها حركات على الطرق، خاصة خلال احتفالات العيد والإجازات والأعياد الرسمية وفترة الصيف وذلك بهدف عمل الحركات البهلوانية على الطرق وأيضا فى مواكب الزفاف.

وقد اتفق الجميع على مجموعة من المعوقات التى تحول دون ممارسة الشباب لتلك السباقات بشكل آمن مثل عدم وجود الأموال اللازمة للاشتراك فى الساحات المخصصة لذلك، فمعظمهم من أسر متوسطة الدخل إلى جانب تكاليف الزى والخوذة، بالإضافة إلى وجود مواعيد لها وهو ما يتعارض مع مواعيد العمل، وبخصوص الدراجات البخارية فإن أسعار الجديد والمستعمل منها قد ارتفع فى حركة البيع والشراء خلال الفترة الماضية، وذلك حسب إمكانيات الدراجة وسنة التصنيع وأوراق الملكية الخاصة بها، سواء كان جوابا أو رخصة. يقول صابر الخولى يعمل «ميكانيكى»، إن سعر الموتوسيكل المستعمل يتم تحديده حسب نوعه والموديل وحالته الميكانيكية، ومعظمها يبدأ من ١٥ ألف جنيه إلى ٢٥ ألف جنيه، وذلك عكس أسعار الموتوسيكلات الجديدة التى تبدأ من ٣٠ ألفا إلى ٤٥ ألف جنيه، وهناك بعض الموتوسيكلات ذات الأسعار العالية التى يفضلها الشباب لما تتمتع به من قدرات قوية، مثل وينج وكيملو وبولمان وحوا وأنواع أخرى كثيرة.

يقول د. أحمد مهران أستاذ القانون العام إن الأمر هو عبارة عن نوع من المراهنات التى تعتبر صورة من صور المقامرة التى يلجأ إليها عدد من الشباب العاطل؛ بهدف تحقيق مكسب مادى ولو على حساب حياته، مضيفًا أن هذا النوع من الأنشطة يشكل خطرا على الشارع؛ بسبب السرعة المفرطة، وهذا يدخل ضمن النصوص القانونية لقانون العقوبات الخاصة بتعريض حياة المواطنين للخطر وأيضًا المادة ٧٦ من قانون المرور، التى تنص على أنه فى حالة ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلى يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ٣ سنوات، ولا تزيد على ٧ سنوات وغرامة لا تقل عن ٢٠ ألف جنيه.

أما د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، فتقول إن هذه الأنشطة تشكل خطرا على المجتمع لما لها من أبعاد اجتماعية تمس حياة المواطنين، فعندما يقود بعض الشباب الدراجة البخارية داخل المدن أو فى أى مكان وإن كان لها أصوات مزعجة فإنها تؤثر على حياة الناس إلى جانب  السرعة المفرطة التى تكاد تؤذى الأشخاص؛ لأنها خرجت عن السيطرة، خاصة وأن سائقها شاب لا يتعدى العشرين عاما.

وأكدت على ضرورة تدخل الدولة لمنع هذه الجرائم المجتمعية التى تزعج الناس، متساءلة عن السبب فى غياب دور الأسرة التى تعتبر الرقيب الأول على أولادها، مطالبة بوجود دور للإعلام فى مواجهة تلك الأنشطة من خلال عمل برامج توعية للشباب وحثهم على المسئولية المجتمعية؛ بمعنى أن تقف حريتك عند حدود حرية الآخرين، وأيضا توعية الشباب بأن هذا النوع من المسابقات يؤدى إلى كوارث يمكن أن تودى بحياته وحياة الآخرين، مشيرة إلى ضرورة تفعيل دور القانون والمدرسة والأسرة، وكل الجهات المعنية والمهتمة بالمجتمع؛ بهدف المحافظة على عادات وتقاليد المجتمع.

وفى نفس السياق، يقول د. جمال عبدالمعطى، رئيس قطاع الدراجات البخارية ووسائل النقل الخفيف بالغرفة التجارية، إن هناك أنواعا من الدراجات البخارية التى يصل سعرها إلى ربع مليون جنيه، وهى التى يقودها أناس من ذوى الخبرة والالتزام بقواعد المرور، سواء من ناحية رداء الأمان، أو فى السير فى الأماكن المخصصة، مثل السفر إلى المدن الساحلية فى الصيف.

أما النوع الثانى فهو عكس ذلك تماما، فهو لا يمتلك أى نوع من المسئولية المجتمعية أو الخبرة فنجده يشترى دراجة بخارية لا يتعدى سعرها من عشرين إلى ثلاثين ألفا، وليست مخصصة للسباق، ويسير بها بسرعة جنونية؛ بهدف التسابق بينه وبين أصحابه؛ ما ينجم عنه حوادث تؤدى إلى الوفاة.