رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ظنانة بيه وصابر أفندي ملتمس فى التأمين الصحي

34

حسن زعفان

لعل بعضنا قد شاهد الفيلم التليفزيوني الرائع.. الوزير جي.. عن قصة الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب.. والذي تناول من خلاله معاناة المواطنين من عذاب الروتين فى المصالح الحكومية!! ورغم أن الفيلم كان يحكي ظروفًا مرت قبل ثلاثين عامًا.. إلا أنها لا تزال واقعًا أليمًا نعيشه حتى الآن بكل تفاصيله العقيمة بداية من الساعي سعيد السالك والموظف المقهور صابر أفندي ملتمس، مرورا بالمدير الموتور ظنانة بيه وصولاً إلى رئيس المصلحة جعدار باشا.

والحكاية باختصار أن حسن أفندي بعد أن خرج على المعاش استخرج بطاقة تأمين صحي من الجيزة محل الإقامة المدون فى بطاقة الرقم القومي، ولأسباب خاصة اضطر حسن أفندي إلى تغيير محل الإقامة إلى مدينة بنها، وبالطبع كان لابد لحسن أفندي أن يمر على عيادة التأمين الصحي لمراجعة تحليلات السكر وقياس ضغط الدم والاطمئنان على جسد أنهكته السنون بعد أن خدم فى الوظيفة الميري ٤٠ سنة بالتمام والكمال.

وفى عيادة التأمين قدم حسن أفندي بطاقة العلاج للموظف ليأخذ دوره فى الكشف.. لكن فوجئ بأنه لا يحق له العلاج فى بنها؟! لماذا؟! أخبره الموظف بأن البطاقة صادرة من تأمينات الجيزة ولا علاج له إلا فى الجيزة؟! وقبل أن ينطق حسن أفندي بكلمة.. قال له الموظف.. يلا يا أستاذ فيه ناس وراك!!

سأل حسن أفندي أحد الموظفين وكان ينظم طابور الكشف.. والنبي يا ابني أعمل إيه دلوقتي؟! يعني لازم أروح الجيزة؟! قاله تعالى ورايا وهحل لك المشكلة.

اسمع يا حسن أفندي أنت لازم تغير بطاقة العلاج من الجيزة لبنها وده يتطلب تغيير محل الإقامة وتغيير بطاقة الرقم القومي!! لو مش قادر عندنا اللي يخدمك ويحل لك المشكلة!! فرح حسن أفندي أنه أخيرًا وجد مَن يساعده.. وقبل أن يبلع ريقه.. أخبره الموظف أن الأمر يحتاج مصاريف!! ومطلوب إنك تقابل محسن الساعي..ملحوظة محسن الساعي هو نفسه سعيد السالك.. اللي فى الفيلم لكن نسخة مطورة!!

وسواء محسن الساعي أو سعيد السالك.. الحكاية كلها روتين عقيم وإدارة مترهلة تركت فى يد عصابات من الموظفين يتلذذون بمعاناة البشر خاصة كبار السن الذين لا يجدون أي تعاون يرحم ضعفهم.. فقط وللأمانة بعض المقاعد موجودة فى طرقات العيادات للجلوس ولو أنها لا تكفى حتى ربع المتواجدين من المرضى.

للأسف جعدار باشا وظنانة بيه وصابر أفندي وسعيد السالك مازالوا موجودين فى مصالحنا الحكومية لكن نسخة مطورة.