صالون الرأي
إثيوبيا القرن والحوض !
By mkamalسبتمبر 16, 2018, 13:46 م
1903
إثيوبيا أضحت كلمة السر فى عودة الأمن والاستقرار داخل منطقة القرن الإفريقى وحوض النيل، ما تشهده أديس أبابا من تحول جوهرى فى سياستها الخارجية التى تحولت إلى الانفتاح السياسى والاقتصادى على محيطها الإقليمى قد يساهم فى إحداث تغير ملموس فى شرق القارة الإفريقية ويمنحها القدرة على التخلص من النزاعات الاثنية التى امتدت لعقود.
الحراك داخل منطقة القرن الإفريقى خلال الأشهر الماضية والذى دفعته وشجعته الإمارات العربية والسعودية وأيضا مصر بدأت ثماره تنضج خاصة مع توافر إرادة سياسية ورغبة حقيقية من دول هذا المحيط كانت فقط فى حاجة إلى من يحرك الماء الراكد فيسير أنهار من المحبة والسلام وهو ما حدث فمشاهد العراك تحولت إلى عناق، ورفعت إثيوبيا علمها على مقر سفارتها فى أريتريا، بل أيضا افتتح قيادات الدولتين النقاط الحدودية البرية بعد أكثر من عقدين من الزمن، إثيوبيا أيضا توافقت مع الصومال وجيبوتى ليحدث هذا نقله نوعية ومفصلية تتيح لهذه الدول وأد الفتن والصراعات التى امتدت خلال العقود الماضية.
إثيوبيا أيضا وعلى صعيد حوض النيل أحدثت تغيرًا تامًا ومحمودًا فى العلاقات المصرية الإثيوبية بإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم فكانت لقاءات القمة بين البلدين مؤشرًا إيجابيًا لم تشهده العلاقات من تحسن وبالفعل وتحديدًا فى ملف سد النهضة حيث شكلت اللجان التساعية التى أنجزت أمرًا عظيمًا وهو تدشين الصندوق الثلاثى للاستثمار فى تنمية البنية التحتية بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، فى تحول لمسار التفاهات فى هذا الملف ليصل لمحطة التعاون والتكامل الاقتصادى الذى هو السبيل الوحيد لإحداث منفعة مشتركة تضمن السلام لجميع الأطراف.
نشد على أيدى الإثيوبيين ما أنجزتموه أمر عظيم يجب أن يستكمل بترجمة هذه الأجواء الإيجابية إلى مشروعات مشتركة وتنمية التجارة البينية بين دول القرن والحوض فيعم الأمن والاستقرار وتتحقق التنمية فى نفس الإطار هناك عقبة تستلزم وساطة إقليمية لحل نزاعاتها وهى جنوب السودان ورغم مجهود دولة السودان فى هذا الأمر إلا أن الوضع يحتاج تضافر الجهود لإيجاد صيغة مناسبة لخروج جنوب السودان من هذا النفق المعتم.
الإرادة السياسية تهزم المستحيل من الممكن أن يصبح هذا شعار دول شرق القارة الإفريقية خلال الفترة القادمة، فالفرصة باتت سانحة أمام الأفارقة لينجزوا ما فاتهم ويحققوا وحدتهم الحقيقية التى تضمنتها أجندة إفريقيا 2063 التى تضمنت كافة أطر التعاون التى تضمن تكاملًا حقيقيًا على المستوى القارى.