رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الرئيس السيسي قائدًا لإفريقيا

1182

تبدأ اليوم الأحد 10 فبراير الحالى فى أديس أبابا مقر الاتحاد الإفريقى مراسم تسليم رئاسة الاتحاد الإفريقى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى كرئيس للاتحاد الإفريقى لمدة عام يبدأ اليوم وحتى 10 فبراير العام 2020 وذلك من الرئيس الرواندى.
ما يهمنا هنا هو هذا الانتصار المصرى والفخار بهذا الإنجاز الذى تحقق تجاه أفريقيا بعد سنوات من الجفاء الإفريقى تجاه مصر وقيام الدولة المصرية ممثلة فى مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية ببذل العديد من الجهود لتعميق ارتباطها بدول القارة الأفريقية والذى يجب أن تستغله الدولة المصرية فى تعميق تعاونها مع دول القارة السمراء ومد جسور الترابط والتعاون معها؛ لأن مصر أفريقية بحكم موقعها الجغرافى وحدودها فى شمال شرق القارة الأفريقية ووجودها المتوسطى على البحرين الأبيض والمتوسط ومرور قناة السويس فى وسط أرضها وامتداد أرضها وحدودها فى سيناء تلك الأرض المقدسة يجعلها محط أنظار العالم كله خاصة أن مصر كللت جهدها المتواصل خلال ما يقرب من 6 سنوات كاملة بعودة علاقاتها مع دول القارة السمراء بعد ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية عام 2013 والتى وقف فيها جيشنا العظيم بجانب الشعب المصرى الذى خرج منه أكثر من 30 مليون مواطن إلى الشوارع يطالبون برحيل الاحتلال الإخوانى ومكتب الإرشاد وتنظيمهم الإرهابى الدولى والذى سيطر على الحكم لمدة عام منذ 30 يونيو 2012 طوال سنة كاملة وحتى قيام الشعب بثورته الشعبية ونظرًا لتجميد عضوية مصر فى مفوضية الاتحاد الإفريقى بعد الثورة مباشرة كان الموقف الإفريقى تجاه مصر ليس فى صالح الدولة المصرية وهذا الموقف الإفريقى أوجب بذل المزيد من الجهد الدبلوماسى والدولى والإقليمى والعالمى من الرئيس عبد الفتاح السيسى طوال 5 سنوات متصلة وأيضًا الدبلوماسية النشطة التى تقوم بها وزارة الخارجية المصرية أسفر عن تبديل الموقف الإفريقى وكان من أهم هذه الجهود تلك المشاركة السنوية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر سبتمبر من كل عام منذ توليه مسئولية الحكم فى مصر فى الدورة السنوية المنظمة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة مصر ونشاطه المتواصل مع قيادات كل دول أفريقيا التى شاركت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومختلف رؤساء دول العالم لعرض وجهة النظر المصرية فى مختلف القضايا والرؤى المصرية لمختلف القضايا الدولية وعرض الرؤية المصرية أمام العالم.
وكانت لهذه الجهود للرئيس السيسى واهتمامه الكبير بأفريقيا وزياراته للعديد من الدول الأفريقية ومناقشته مختلف قضايا القارة السمراء مع مسئولى هذه الدول ثمار يجب أن تحصل عليها مصر تمثلت فى قيادة الاتحاد الإفريقى ورئاستها له لمدة عام بعد جهود كبيرة واهتمام مصر بأجندة أفريقيا إيمانا من القاهرة بدورها التاريخى فى دعم القضايا التى تعصف بالقارة السمراء عقب التحرر من الاستعمار الأجنبى.
وصنعت الدولة المصرية استراتيجية واضحة ومحددة المعالم للتعاطى مع أزمات القارة الأفريقية ومشكلاتها وقضاياها أمام عيون مسئوليها وأعتقد أن الدبلوماسية المصرية ستركز على حل أزمات القارة الأفريقية خلال قيادة مصر للاتحاد الإفريقى ورئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى للاتحاد الإفريقى وستكون هذه الأولويات منطلقة من أجندة عمل الاتحاد الإفريقى وهى أجندة أفريقيا 2063 خاصة أن مصر قامت بتأسيس هيكل الاتحاد الإفريقى فى عام 2000 حيث تحملت القاهرة النسبة الأكبر فى ميزانية الاتحاد بنسبة 15% واحتضنت القاهرة 7 اجتماعات للاتحاد وأيضا تحملت عبء أنشطة هذا الاتحاد ومنذ عام 2008 بعد أن تم الإعلان عنه رسميًّا فى يوليو 2002 ويتكون الاتحاد الإفريقى من 53 دولة أفريقية خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية والتى كانت مصر أكبر تساهم فيها أيضا منذ إنشائها تليها الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وليبيا بنسبة 15% أيضا.
وتأتى مساهمة مصر فى أنشطة الاتحاد الإفريقى لأهمية مصر فى تاريخ إنشاء هذا الاتحاد الإفريقى منذ عام 2002 فمصر قامت بالتوقيع على البروتوكول الخاص بإنشاء مجلس السلم والأمن الإفريقى فى مارس عام 2004 وأودعت وثيقة التصديق على هذا البروتوكول عام 2005 واستضافت مدينة شرم الشيخ عام 2008م اجتماعات الدورة الاقتصادية لوزراء المالية والتخطيط الأفارقة فى يونيو 2009م ووزراء التجارة الأفارقة عام 2009 ومنتدى الصين – أفريقيا فى شرم الشيخ من 6 إلى 9 نوفمبر عام 2009.
سيتسلم الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا وهى العاصمة الإثيوبية اليوم خلال أعمال الاتحاد وذلك من الرئيس الرواندى الذى انتهت مدة رئاسته للاتحاد وأمس لتقوم مصر بتنفيذ برنامجها الطموح مع دول أفريقيا انطلاقًا من أجندة عمل الاتحاد الإفريقى وأهمها دفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق واسعة ومستقبلية.
وأهمها دفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق واسعة ومستقبلية، إلا أن الرئيس السيسى كان قد أعلن من قبل فى عدة منتديات ومؤتمرات مصرية دولية وإقليمية: «إننا عازمون على عودة مصر إلى مكانتها الأفريقية والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة السمراء فى مواجهة التحديات المتربصة بنا لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة».
وبهذه الكلمات رسم الرئيس السيسى استراتيجية مصر لعلاقاتها مع دول أفريقيا نظرًا للأهمية التاريخية والجغرافية التى تعطيها مصر للقارة واعتزاز القاهرة بانتمائها لهذه القارة السمراء ستعود مصر إلى حضن القارة الأفريقية وسوف تتكلل جهود الرئيس السيسى المستمرة والمتواصلة لتجاوز آثار الجفاء الإفريقى تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 الشعبية وتجاوز آثار الجفاء المصرى تجاه أفريقيا والقطيعة الأفريقية خلال فترة ما قبل أحداث الربيع العربى والفوضى الخلاّقة وبالتأكيد ستعود مصر إلى محيطها الإفريقى وستستعيد مكانتها بين دول القارة السمراء ستقوم مصر بتسخير كل إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق أوسع حيث وضعت مصر حزمة من الأولويات فى الكثير من المجالات من بينها السلم والأمن لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات، وستقوم مصر بتأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات فى مصر خلال عام 2019 وإصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقى وتعزيز التعاون القارى لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكرى.
ستقوم مصر ببذل جهودها لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة فى حل هذه النزاعات إن وجدت بالإضافة إلى إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة للدول الأفريقية وذلك فى مدينة أسوان جنوب مصر، وستركز الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى فى أولوياتها على محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتوفير فرص العمل وتعظيم العائد من الشباب الإفريقى وتطوير منظومة التصنيع الإفريقى والمنظومة الزراعية الأفريقية والتوسع فى مشروعات الثروة السمكية بما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى لدول أفريقيا عن طريق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى ودعم وتنفيذ مشروعات البنية التحتية فى الدول الأفريقية ستكون مواجهة الإرهاب فى أفريقيا بالاتفاق بين دول القارة السمراء من خلال خطط استراتيجية مدروسة بعد توافر المعلومات والقضاء على أوكار وتكتلات المتطرفين لمنع الإرهاب من منبعه وإحلال أفكار تنموية محل أفكار الإرهابيين وإعادة الإعمار والقضاء على البطال وأسباب التطرف بشكل شامل.
ستساهم مصر أيضًا فى تدريب عناصر الشرطة من الدول الأفريقية فى أكاديمية الشرطة المصرية لتدريب الضباط والأفراد من مختلف الدول الأفريقية لاكتساب المهارات والخبرات الشرطية المصرية لأن مصر رائدة فى مجال مكافحة الإرهاب، ستكون مصر عطّاءة للأفارقة وستزداد سُبل وأطر التعاون المصرى مع دول أفريقيا وستنجح السياسة المصرية التى وضعتها الدبلوماسية المصرية الهادئة لمصر حتى تتبوأ الدولة المصرية ريادتها لأفريقيا ومكانتها التى تستحقها وقيادتها للدول الأفريقية كما يجب أن تكون.