رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

لا يدعيها إلا الكاذبون

1693

 منصات الزيف، والتضليل، والأخبار الكاذبة، المدعون، المزورون  للحقائق والأقاويل، مملكة الفيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى التى  أصبح فيها سم قاتل يغرينا، يشغلنا، يجعلنا نسير خلفه معصوبى الأذهان حتى نقع على الأرض فاقدين للوعى والإدراك لا نستطيع التمييز بين الحق والباطل ولا بين الحقيقة والزيف!

من يدعى ملكيته المطلقة للحقيقة فهو نصاب ودجال ومشعوذ يرغب فى تضليل العقول.. الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد على وجه الأرض وعجزت كل القوانين الكمية عن تفسيرها، الدليل أن كل العلماء النابهين والحائزين على جوائز دولية قدموا لنا نتائج تؤكد على مبدأ «عدم التأكد» وما يشير إلى الاحتمال، أما الحقيقة المطلقة فلا يدعيها إلا الكاذبون.

ربما يكون قد تجسد المثال لهذا فى فيديو لسيدة بالإسكندرية تستغيث من مخالفات مطعم سورى وسجلت لصاحبه فيديو يظهر فيه متوعدا لها وتعمدت التصوير والرجل فى حالة عصبية وقت انفجار نفسى وهى تبكى وتستغيث، علمًا بأن قانون نيوتن الثالث يؤكد أن «لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار وعكسه فى الاتجاه».

خرجت بعدها الأقلام والبرامج لتثأر من الرجل وتقتص منه، ثم  تبين بعدها وجود خلافات بين السيدة الشاكية وصاحب المطعم حول المغالاة فى قيمة شقتها التى كانت تحاول بيعها، كما استغل البعض هذه الحكاية فى التعميم على كل الوجود السورى فى مصر من عينة من أين جاء السوريون بأموالهم التى يعملون بها أنشطتهم التجارية والصناعية، ومنهم من طالب بترحيل كل السوريين من مصر وإغلاق أنشطتهم.

بعيدا عن هذه القضية التى تعد حتما فردية  نجد أن الأمر الأكثر أهمية منه هو اعتراف الجميع، سواء مسئولاً أو غير مسئول بحقيقة غياب المحليات، فالإشغالات والتعديات على الأرصفة والشوارع والممرات أصبح الأمر العادى فى أغلب محافظات مصر، والمنظومة بالكامل باتت فى حاجة إلى طريق جديد تسلكه بعد أن تعطل صدور قانون المحليات الجديد لأسباب غير معلومة فى أربعة أدوار انعقاد لمجلس النواب، رغم أنه من القوانين ذات الأهمية والأولوية لتكتمل مؤسسات الدولة

ومن المؤسف أن يتحرك مسئول كبير بعد انتشار فيديو -يحمل معه أغراضا خاصة- لتزيل مخالفة هو ما يعنى الفشل بعينه!!

الوقت قد حان لننقى بلادنا من كل مفردات الخيبة والندامة، لقد أصبحنا فى وقت إيقاظ الهمم ضرورة لكل ضمير غافل، أن يصدر القانون ومعه منظومة على أن يتوالى تنفيذه رجال لا يخشون فى الحق لومة لائم.