صالون الرأي
«مصر» فى معرض الكتاب
By amrفبراير 03, 2020, 14:02 م
1797
من يرغب فى رؤية مصر الحقيقية بعد أن نفضت من «على كتفها» التراب فليذهب إلى مركز المعارض بالتجمع الخامس، حيث معرض القاهرة الدولى للكتاب.
سوف يرى تجمعًا حضاريًا من المنشآت المختلفة والتى تضاهى مثيلتها فى أكثر الدول الأوروبية تقدمًا، مركز المنارة للمؤتمرات، مركز مصر للمعارض، مسجد المشير، مراكز خدمات متنوعة، مواقف تستوعب آلاف السيارات، نظام ونظافة.. وانضباط فى السير والوقوف.. إلخ.
وهكذا كان «المنظر والسلوك» العام الماضى أيضًا، وهو ما يعنى أنها ليست «هَبَّة» مؤقتة وإنما هى نقلة حضارية تستحقها مصر فى تنظيم وإقامة المعارض المتخصصة وعلى رأسها المعرض الدولى للكتاب، والذى كان يقام من قبل فى «سوق» أرض المعارض القديمة بمدينة نصر!
وبعد ان يمتع الناظر عينيه برؤية المكان وحسن تنظيمه وتنسيقه، فسوف تدهشه هذه الأفواج المتتالية من البشر ومن جميع المحافظات المصرية بل ومن بعض البلاد العربية والأجنبية.
سوف يندهش من يرغب من رؤية مصر الحقيقية التى قاومت الكثير من المحن وتقلبات الزمن – من هذا الحجم الضخم من الأسر المصرية التى زحفت سعيدة بكامل عددها لقضاء يوم ثقافى، مفيد وممتع داخل جنبات معرض القاهرة الدولى للكتاب.
فالمعرض لا يكتفى بعرض الكتب فى الأجنحة المخصصة لها فقط، بل هناك الكثير من الفاعليات المصاحبة، كالندوات الفكرية واللقاءات السياسية، وقاعات العرض السينمائية، والعروض المسرحية، وبعض الأفلام وخاصة الوثائقية، ناهيك عن حفلات الغناء والفنون الشعبية.. ومعارض الفنون التشكيلية وغيرها من المتع البصرية والفكرية التى عبرت وما زالت عن تاريخ مصر الحضارة.. مصر التى عادت لدورها الريادى ثقافيًا وفنيًا، مصر التى صحت من كبوتها السياسية وأمسكت بدفة الحركة فى المنطقة مرة أخرى ولو كره الكارهون!
وإذا دخلت لصالات العرض الضخمة الأربعة فسوف تجد أكثر من 900 ناشر منهم 600 مصريين و300 عرب وأجانب يمثلون 40 دولة من مختلف أنحاء العالم، هؤلاء الناشرون يعرضون كتبهم من خلال حوالى 810 أجنحة «مساحة العرض».
هذا بخلاف منطقة عارضى سور الأزبكية والذى يبلغ عددهم هذا العام أكثر من 40 عارضًا.
وسوف يحتار من يتجول فى المعرض.. هل يبدأ بالمؤسسات الثقافية العامة ومنها الهيئة العامة للكتاب أو دار الكتب، أو هيئة قصور الثقافة، أو المركز القومى للترجمة «صالة1»، وهؤلاء جميعًا يعرضون كتبهم المدعومة والتى تتناسب مع القدرات الشرائية لأغلب القراء.
وعلى سبيل المثال مجموعة كتب «شخصية مصر» والمكونة من أربعة أجزاء، تبيعها الهيئة العامة للكتاب بحوالى 140 جنيهًا فقط، وكذلك تفعل هيئة قصور الثقافة بالنسبة لكتب «هوية مصر»، أو المسرحيات العالمية المترجمة، أو الروايات الروسية لكبار المؤلفين، وأيضًا المركز القومى للترجمة.
ثم هناك أجنحة المؤسسات الصحفية فى صالة 4، حيث دار المعارف والسلسلة الشهيرة من ذخائر العرب، والمكتبة الخضراء، واقرأ.. وغيرهما، أو دار الهلال ورواياتها الممتعة أو الأهرام والكتب العلمية والترجمات، وكذلك أخبار اليوم والجمهورية وروزاليوسف والقومية للتوزيع «وريث دار الشعب».
كما تضم نفس الصالة أيضًا جناحًا ضخمًا للأزهر الشريف ويصعب وصف محتوياته لتعددها وتنوعها وليس من رأى كمن قرأ! ولابد من الزيارة.
والطريف.. أن الشباب «من الجنسين» هم الغالبية فى تفقد أجنحة المعرض المختلفة، وشراء الروايات المتنوعة للمؤلفين الجدد من الشباب.
فيما «تكتظ» منطقة الأطفال بصالة 2 بمئات الأطفال الذين يتمتعون بالرسم والتلوين وممارسة بعض الأنشطة الفنية والتعبيرية الممتعة.
والحق يقال.. إن المعرض هذا العام أكثر تنظيمًا فى دخول الجمهور أو خروجه منه، حيث تعددت أبواب الدخول.. وحسن التعامل، واقتصر «التفتيش» الأمنى والتأكد من وجود تذكرة الدخول على الأبواب الخارجية فقط، حيث أصبح من حق الزائر التجول فى جميع صالات المعرض دون عوائق.
نعم.. هذه هى «الصورة» الحقيقية لمصر، والتى نطمح أن نراها فى جميع المجالات والأنشطة الأخرى وأن نردد معا:
يا مصر قد عادت شمسك الذهبى.