رئيس مجلس الإدارة
ماذا بعد؟
By amrيوليو 09, 2023, 16:43 م
514
تراجعت الأيام الأخيرة حدة التوتر فى فرنسا، وذلك بعد احتجاجات شرسة وغير مسبوقة ووصلت حالات الاعتقال إلى حوالى 160 شخصا فى يوم واحد، بعد أن كانت تصل إلى أكثر من سبعمائة فى اليوم.. ومحاولة الحكومة الفرنسية إعادة النظام إلى كافة المدن الفرنسية.
وعنف الضواحى ليس بجديد، فقد بدأ عام 2005 لنفس الأسباب تقريبا ومازالت المطالب كما هى والفرنسيون من أصول أجنبية وخاصة العربية مهمشون، وعلى الرغم من المطالب العديدة فإنهم مازالوا مهمشين، والأحياء الخاصة بهم عبارة عن كنتونات، لا يوجد بها خدمات حتى الشرطة لا تستطيع التواجد فيها وتقديم أى خدمات أمنية ودائمًا يعملون فى الوظائف الدنيا، على الرغم من كونهم مواطنين فرنسيين.
الشاب نائل
مقتل هذا الشاب هى الشرارة التى أشعلت فتيل الأزمة والتوتر الكبير والانفلات الأمنى والحرائق والتدوير للسيارات والمحلات العامة والخاصة وبدأت عمليات النهب والسرقة وسط هذه الأحداث، على الرغم من إنزال أكثر من 45 ألف شرطى ونزلت المدرعات وطائرات مسيرة ومروحيات لرصد الانفلات وحركات التمرد، وامتدت عمليات الإيقاف والتحقيق، ووقفت الدولة بجانب الشرطة لدعمها ضد انهيار الدولة، وعلى الرغم من صدور مرسوم عام 2006، إلا أن أسباب التوتر مازالت موجودة ولم يتم تغيير شىء أو تلبية طلبات هؤلاء المواطنين الفرنسيين.
وامتدت حركة الانفلات الأمنى إلى ضواحى باريس مثل
«سان دونى»، و«مونفرماى»، و«فيليه لوبيل»، و«ليون» و«دنانتير»، و«كولمب».. احتجاجا على مقتل المراهق والمشكلة الكبيرة أن أغلب من تم القبض عليهم هم فى سن الأحداث وأن تهميش وإقصاء هذه المناطق ووصف ما يتحدث بالغوغائية دليل لانعدام المساواة ومطلوب معالجة الأمر من الجذور ومازال بعض السياسيين ونقابات الشرطة تنكر استخدام العنف وتورط الشرطة وهذه الأحداث منذ أن كان نيكولا ساركوزى وزيرًا للداخلية.
وحالة نائل موثقة تمامًا على الرغم من بيان للشرطة أنهم فى حالة حرب.. واستنجاد عمدة مارسيليا بالشرطة لنهب أحد محلات الأسلحة ونهب المراكز التجارية.. لا شك أن مثل هذه الأحداث يندس وسطها مستغلو الفوضى للسرقة والتدمير والنهب والذى كان نتيجته تدمير آلاف الحافلات والسيارات وسرقة المتاجر وحرق العديد منها، ليس فى باريس بل امتدت إلى مدن أخرى ومدى تأثير ذلك على السياحة وخاصة الأجانب، ومن العرب الذين تعج بهم فرنسا واحتجاج الصين على مقتل أحد رعاياها فى الأحداث الأخيرة..
مع قيام بعض الدول الأوروبية بتحذير مواطنيها من السفر إلى فرنسا وقيام إنجلترا بتشديد العقوبات حال قيام مظاهرات أو احتجاجات وقطع الطرق وإعطاء مزيد من الصلاحيات للشرطة.. أليس ما يحدث هو حقوق الإنسان بل أبسطها لمواطن على أرضه؟.. وظهرت أيضا مشكلة شبكات التواصل الاجتماعى ومدى تأثير دورها فى مثل هذه الأحداث وتدخل الحكومة لدى بعضها الذى استجاب بمنع الأخبار المحرضة بل الإرشاد عن مستخدميها.. واستجابت بعض الشبكات ومازال الآخر لم يرد مثل سناب شات وتيك توك.
صورة صعبة جعلت الرئيس الفرنسى يؤجل زيارته لألمانيا ودراسة فرض حالة الطوارئ فى بعض المدن.. ستنجح الجهود فى تهدئة الموقف ولكن لن تنهيه مادامت الأسباب موجودة!!
فاجنر.. والدعم السريع
إن ما تم بشأن قوات فاجنر واستخدامها بشكل كبير فى مهام خارج روسيا من جنود مرتزقة وخريجى سجون لمهام قتالية فى إفريقيا وآسيا وأخيرًا فى الحرب مع أوكرانيا وما صرح به مسئولون روس عن الأموال التى حصلت عليها فاجنر وتعاقدات مطاعم تابعة له مع الجيش الروسى أدى إلى تضخم ومواجهة من رئيس فاجنر مع الرئيس الروسى والجيش، على الرغم من علاقته مع بوتين ثم محاولة الانقلاب والخروج إلى بيلاروسيا بعد توسط رئيسها وانخراط جزء من رجاله بالجيش الروسى ورحيل البعض..
ولكن هل انتهى دوره؟..
هناك إعادة ترتيب لرجاله فى معسكرات بيلاروسيا ومازالت عملياته فى إفريقيا وبعض البلدان الأخرى مستمرة.. الأيام القادمة ستكشف عن الكثير والكثير لرجل فاجنر ودوره..
ومن هذه التجربة لدينا الدعم السريع فى السودان وكيف تكون أيام البشير وتغيرات قيادته ومعسكراته منذ تولى حميدتى جنبا إلى جنب مع الجيش، بل هناك قواعد منتشرة للدعم السريع جنوده قريبة من تشكيل جنود فاجنر، ولكن هناك خلاف أنه نما فى حضن الدولة ويجيد حرب العصابات وله انتماء عرقى..
وما يحدث فى السودان دليل واضح على أن تكوين عصابات منظمة وتحت رعاية وبصر المسئولين إلى أن يتم الاعتراف بها سيكون حتما هناك اختلاف قادم على الرؤية والسيطرة، وأصبح للدولة جيش نظامى رسمى ونظام قوات مؤهلة لحروب أخرى داخل المدن (حرب العصابات) حصد أبناء السودان ثمنا غاليا لهذا الخلاف وتزايد الأطماع ستدخل السودان فى حروب طائفية مع تزايد النزاعات الانفصالية، وبالطبع أكرر النتيجة تشريد الملايين وقتل الآلاف ومازال المسلسل يتم فى أسوأ مراحله ولا نستبعد وجود أياد تريد بالسودان هذا المصير المجهول.
مقتل هذا الشاب الشرارة التى أشعلت فتيل الأزمة والتوتر الكبير والانفلات الأمنى والحرائق والتزوير للسيارات والمحلات العامة والخاصة