الحرب الروسية الأوكرانية لن تنتهى قريبا قبل أن يتم استنزاف الاتحاد الأوروبي وروسيا.. بعدها تتجه أمريكا إلى إشعال حرب جديدة فى منطقة بحر الصين بين تيوان والصين، ليدخل العالم فى مرحلة صعبة من الأزمات والمجاعات التى ستجتاحه لمدة زمنية لا يعلم مداها إلا الله، لقد بات أمر الصراعات فى العالم حقيقة تجاوزت التوقعات، حتى إن كثيرًا من الدول التى ليست طرفًا فى أى صراع تتجهز وتتحسب لحرب عالمية بين الشرق والغرب قد لا تبقي ولا تذر، أو على الأقل قد تتمخض عن كساد عالمى يضرب الأحياء على الكرة الأرضية بنقص حاد فى الغذاء والدواء وكافة مستلزمات الحياة الضرورية، فبعد أن أصبحت الحروب تطال كل شيء من تدمير للمصانع والأراضي الزراعية وتفجير السدود ومنع سفن التجارة من الإبحار وحظر النقل الجوي.. فماذا تبقى لاستمرار الحياة؟..

فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تكشفت أمور كثيرة منها أن هذه الحرب أشعلت لتبقى وتدوم لسنوات عدة، بهدف إنهاك واستنزاف روسيا والاتحاد الأوروبي مما جعل الصين والهند توجه الكثير من الإمكانات والأموال فى اتجاه ما يمكن أن يطلق عليه (الاستعداد لمواجهة أسوأ  الاحتمالات)، ويبقى سؤال: لماذا تدفع أمريكا مليارات الدولارات فى اتجاه استمرار الحرب وتجبر دول حلف الناتو إلى السير وراءها؟..

الحقيقة أن هذه الحرب كانت ضرورية للأمن القومى الأمريكى حتى لا تدخل فى حرب مباشرة مع الصين وهو الأمر الذى كان يرفضه معظم دول حلف الناتو، ولذلك قامت أمريكا بخلق بؤرة صراع كبيرة بين روسيا وأوكرانيا على حدود دول الحلف الشرقية مما يضمن تورط أوروبا فى الصراع حال اندلاع حرب شاملة مع روسيا، ثم تتجه أمريكا بعد ذلك إلى منطقة بحر الصين الجنوبى وإجبار دول حلف الناتو على دعم تيوان عسكريًا بصورة مباشرة فى حال تعرضها لغزو من الجيش الصيني..

فهل تنجح أمريكا فى تنفيذ خطة توريط الجميع حتى لا تكون بمفردها فى مواجهة الصين؟!