السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.. أرجو أن يتسع وقت سيادتكم لقراءة هذه الرسالة التى أكتبها لكم، ليس فقط بصفتى صحفيًا وكاتبًا وإنما لأننى مواطن مصرى يعشق مصر وترابها ويشعر بما يشعر به المصريون.
أما المناسبة يا سيادة الرئيس فهى أننى أشعر بخوف عميق على مصر وعلى أبنائى وأحفادى وعلى الحاضر والمستقبل.
أدخل بعد ذلك فى الموضوع مباشرة لأنه لا يصح أن تطول مقدمة خطابى أكثر من ذلك!
سبب الخوف يا سيدى الرئيس هو أننى أرصد هذه الأيام نشاطا متزايدًا للإخوان فى الخارج يتزامن مع نشاط فى الداخل لمن يطلقون على أنفسهم المعارضة والنخب السياسية.
للمرة الثانية يا سيدى لا يصح أن تطول المقدمة فأقول إن الإخوان فى الخارج أصابهم السعار فراحوا يهاجمون مصر ونظام مصر بكل ما يستطيعون من بذاءات وسباب وأكاذيب مستمرين فى تحريض المنظمات الدولية على مصر.
لم أكن يا سيادة الرئيس طوال مشوارى الصحفى من المتخصصين فى الكتابة عن الإخوان وتيار الإسلام السياسى عموما لكن اهتمامى بهم بدأ بعد ثورة 30 يونيو خاصة بعد أن بدأ الإخوان تنفيذ تهديداتهم الإجرامية بالتفجيرات والاغتيالات.
باختصار يا سيادة الرئيس كنت أتابع القنوات الإخوانية سواء فى قطر أو تركيا بصفة مستمرة ويوميا حتى وقتنا هذا وكانت تلك المتابعة من باب إعرف عدوك.. وقد عرفت عدونا جيدا يا سيادة الرئيس.
الإخوان كاذبون وهم يكذبون كما يتنفسون ثم إنهم يزيفون الحقائق بمنتهى الوقاحة أو إن شئت بمنتهى «البجاحة» كما نقول بالعامية.. ثم إنهم يستخدمون دائمًا أسلوب المظلومين.. فهم مظلومون فى رابعة ومظلومون فى السجون ومظلومون من القضاء والشرطة والجيش.
الإخوان أيضا يا سيادة الرئيس لم يتخلوا عن حلم العودة لحكم مصر ولن يتخلوا.. لا تصدق يا سيادة الرئيس أنهم متمسكون بعودة مرسى وإنما هم على استعداد لإعدام مرسى بأيديهم إن كان الثمن عودتهم للمشهد السياسى.
الإخوان أيضا يا سيادة الرئيس يفرطون ويبالغون فى الحديث عن الشعب المصرى والوطن والثورة.. مع أنهم يكرهون الشعب ولا يعترفون بفكرة الوطن وليس لهم أى علاقة بثورة 25 يناير.
ثورة 25 يناير انتهت يا سيادة الرئيس فى رأيى المتواضع يوم 25 يناير.. أما ما حدث بعد ذلك فكان من تدبير الإخوان.. الشياطين!
الإخوان يا سيادة الرئيس لا هم إخوان ولا هم مصريين.. فليس مصريا من يقتل جنود بلاده وليس مصريا من يستخدم المتفجرات فى قتل الشعب.. هل تذكر يا سيادة الرئيس ما قاله البلتاجى عن وقف العنف فورًا فى سيناء إذا عاد مرسى لموقعه.. هل تذكر يا سيادة الرئيس ما قاله مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف عن مصر.. قال طظ فى مصر عندما سئل عن وجهة نظر الإخوان فى مسألة الخلافة الإسلامية.
الإخوان أيضا يزيفون الحقائق والتاريخ بكل وقاحة و«بجاحة» كما ذكرت.. فهم يزعمون أن كل الذين خرجوا وملأوا ميدان التحرير يوم 30 يونيو لا يزيد عددهم على أربعين ألفًا منكرين أن المصريين خرجوا فى أكبر مظاهرة عرفها العالم.. وهم يزعمون أن كل طوائف الشعب المصرى شاركت فى اعتصام رابعة والنهضة وأن عملية فض رابعة تمت بمنتهى الوحشية ضد المعتصمين الأبرياء.
لى شقيق يا سيادة الرئيس أقسم لى وإن كنت أصدقه بلا قسم أنه ذات يوم وقبل فض ميدان رابعة كان يسير فى فى أحد الشوارع المؤدية إلى ميدان رابعة عندما عطلته عربة نصف نقل كانت محملة بألواح الثلج وفى طريقها إلى الميدان.
ويؤكد لى شقيقى أن العربة عندما تعطلت فجأة نزل سائقها يدفعها سقطت ألواح الثلج على الأرض فظهرت عشرات البنادق التى كانت مخبأة تحت ألواح الثلج!
تاريخ الإخوان يا سيادة الرئيس وأنت أعلم منى بذلك ملىء بالعنف والاغتيالات ولا يزال.
تابعت برنامجا فى قناة وطن الإخوانية استضاف فيه المذيع اثنين من الشباب الذين كانوا من ضمن المعتصمين فى رابعة وفى نهاية البرنامج سأل المذيع واحدًا من هؤلاء الشباب عن تصوره للحل فقال الشاب بالحرف الواحد: لا تقل لى اتحاد دعم الشرعية واصطفاف المعارضة واللجوء للمحاكم الدولية.. ليس هناك إلا حل واحد.. الاغتيالات!
هؤلاء هم الإخوان يا سيادة الرئيس، أما المعارضة والنخبة السياسية فى مصر فحدِّث ولا حرج.
هؤلاء يا سيادة الرئيس إما مراهقون سياسيون أو مشتاقون حالمون بدخول مصر الاتحادية أو كارهون حاقدون على مصر والمصريين وعلى أنفسهم.
هل تذكر يا سيادة الرئيس المظاهرة التى قام بها ثلاثة من المرشحين الخاسرين مطالبين مرسى بالتنحى وتكوين مجلس رئاسى منه ومنهم؟!
وهل تذكر اجتماع فرمونت الذى باعت فيه النخبة السياسية مصر للإخوان؟!
وهل تذكر يا سيادة الرئيس الاجتماع الفضيحة الذى تم بثه على الهواء بالخطأ.. هل تذكر ما قاله هؤلاء التافهون للرئيس المعزول مرسى؟
سيادة الرئيس كما ذكرت فى بداية خطابى فإننى أرصد نشاطا متزايدا لهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم النخبة السياسية.. فبدأنا نسمع عن مبادرات ودعوات لاستفتاء شعبى وغير ذلك من الأمور التى تضمنتها مبادرات هؤلاء النخبة.. والسؤال من فوض هؤلاء الفشلة الخاسرين للتحدث باسم الشعب؟.. ومن فوض هؤلاء الفشلة الخاسرين فى طرح مبادرات؟.. ثم من قال إن مصر تعيش أزمة كما يزعمون؟.. من قال إن الشعب يريد عمل استفتاء على الوضع الراهن وانتخابات رئاسية مبكرة؟
سيادة الرئيس هؤلاء الفشلة ليس فى استطاعتهم تحريك المقاعد التى يجلسون عليها فكيف يتصورون أنهم قادرون على تحريك الشارع؟!
سيادة الرئيس الخوف الذى تحدثت عنه فى بداية خطابى ليس مصدره الإخوان الذين انتهت قصتهم مع الشعب إلى الأبد.. وليس أيضا هؤلاء المراهقون الفشلة الذين يسمون أنفسهم النخبة.. ولكننى أخاف من مؤامرة خارجية تستهدف مصر وتحاول الاستعانة بهؤلاء الإخوان وهؤلاء الفشلة.
سيادة الرئيس مصر تحتاجك بشدة.. تحتاجك اليوم وتحتاجك غدا.. وتحتاجك بعد غد.