ينتشر على الفيس بوك منذ أيام ما يقولون عنه «تحدي الـ10 سنوات» وهو تطبيق انتشر كالنار في الهشيم، حاجة غريبة كده تخليك تنشر صورتك من 10 سنوات وصورة حديثة.

أعتقد أن الأمر انتشر بهذه السرعة المريبة لأن معظم من نشروا الصور نشروها من باب «شفتني وأنا صغير»؛ انتظارًا للتعليقات وكلمات المديح والغزل وأحيانًا المعاكسة والذي منه – وهو أمر في منتهى السذاجة والسطحية والعبث – فما كان يجب أن يستوقفنا في هذا التطبيق، إذا كان من الضروري أن نجاريه وننشر الصورتين، هو فعل الزمن وتصاريف الدهر والقدر فينا وفى حياتنا، فإن الاختلاف الذي يظهر في الملامح هو تجسيد لتلك القدرة الإلهية فينا، وتلويح دائم وتنبيه مستمر بأن الحياة تنتهي والموت يقترب وأن المراجعة والمحاسبة والتدقيق والتطهير والإبراء مطلوب، لذلك كنت أعتقد أن ذلك الجوهر، كان حتما ولابد أن يبدو ظاهرا في تعليقاتنا، غير أن الواقع كان مختلفًا وصادمًا، فمعظمها إن لم يكن كلها – وأقصد التى رأيت منها – جاء «هلس الهلس».

كنت أتمنى أن أرى فى الكم الهائل من الصور المزدوجة التي رأيتها صورة لعشوائيات الدويقة ومنشأة ناصر والمقطم وغيط العنب منذ عشر سنوات وصور لها هذه الأيام، وكيف أن الحياة فيهم تحولت من النقيض إلى النقيض بسبب جهد خارق وإرادة من حديد لمواجهة هذا الإهمال الذي استمر لسنوات طويلة، حتى تحول واقع أهالينا من سكان هذه المناطق من الموت إلى الحياة.

كنت أتمنى.. وأتمنى.. وأتمنى.. فالصور كثيرة والتحولات الكبرى والجذرية التي يظهر فيها الفعل والمجهود والإنجاز واضحاً جلياً مثلما يظهر فعل الزمن في ملامحنا بالصورتين.

كان الأحرى بنا أن ننشر مثل هذا التطبيق ولكن تحت عنوان مصر الآن ومصر من 10 سنوات، لو أننا نشرنا هذا التطبيق ووضحنا فيه تلك النماذج الإيجابية سيكون أفضل دعم ودعاية وترويج للوطن في الداخل والخارج، ولعلها مناسبة هذه الأيام لنوضح للعالم كيف أصبحت مصر وكيف تغيرت وكيف تطورت إلى الأفضل.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن