خاص أكتوبر

تثير منظومة العلاقات الخارجية الخاصة بحركة حماس جدالا واسعا ، وهو الجدال النابع عن سعي حركة حماس الان إلى التقارب مع إيران ، الأمر الذي أصاب بعض من الدوائر التركية بالقلق الشديد ، خاصة مع شعورها بأن التقارب التركي مع حماس سيؤثر سلبيا على العلاقات بينها وبين حركة حماس.

اللافت أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى قلق عدد من القوى السياسية أو الدينية الفلسطينية ايضا من جراء هذا التقارب بين طران وحماس ، خاصة عقب اللقاء الأخير الذي عقدته عدد من كبار القوى السياسية في الحركة مع المرشد الإيراني ، وهو اللقاء الذي أثار جدالا واسعا أيضا بين عدد من الأوساط العربية .

ويأتي هذا الجدال مع حرص كبار قادة الحركة على اللقاء مع كبار القادة الروحانيين من الشيعة الإيرانيين، خاصة المرشد الإيراني محمد خاتمي.

واشارت بعض من التقارير أن الأزمة تتصاعد مع مشاركة كبار من قادة الحركة في هذا اللقاء مثل القيادي موسى أبومرزوق وماهر صلاح وعزت الرشق وزاهر جبارين وحسام بدران وأسامة حمدان وإسماعيل رضوان وخالد القدومي.
وأشارت بعض من القيادات العربية إلى توجسها من هذا التقارب لحماس مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية ، خاصة وأنه يمثل القيادة الشيعية الابرز في إيران ، فضلا عن تصريحات هذا المرشد الكثيرة والتي تنتقد الدول العربية السنية المعتدلة ، والأهم تحول أيضا نشر التشيع في بعض من الدول.

تضيحة
غير أن السؤال البارز الان هل تضحي حركة حماس وبهذه الخطوة بحلفائها من الدول الإسلامية السنية ، خاصة وان وضعنا في الاعتبار إن الكثير من الدول تتوجس من سياسات التشيع الإيرانية ؟ سؤال بات في منتهى الدقة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار نقطة مركزية أخرى وهي إن هناك دول أنتقدت هذا التقارب وتوجست منه ، مثل تركيا وإعراب بعض من قياداتها السياسية عن تخوفها من هذا التقارب.

اللافت هنا أن هناك تقاربا استراتيجيا بين حماس وإيران ربما يدفعهما إلى التقارب سياسيا واستراتيجيا ، وهو التقارب الذي يتزايد بصورة واضحة خلال الآونة الأخيرة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار ان كلا من الحركة من جهة ودولة إيران من جهة أخرى ينظر إليهما كأحد ابرز أسباب عدم الاستقرار بالشرق الأوسط.

عموما فإن تطورات المشهد السياسي الخاص بحركة حماس تزداد تعقيدا ، وهو التعقي الذي لا ينتهي خاصة في ظل شغف قطاعات من الحركة ببناء علاقات وثيقة مع بعض من الجهات التي تتوجس منها الكثير من دول المنطقة ، بمن فيها دول اصدقاء لحركة حماس.