رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أزمة غذاء عالمية.. وإفريقيا «الضحية»

506

صفاء مصطفى

إفريقيا والشرق الأوسط المنطقة الأكثر تضررا من انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، فى ظل وجود أكثر من 50 مليون شخص فى جميع أنحاء المنطقة يواجهون بالفعل الجوع عند «مستويات الأزمة»، وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية، التى أكدت تقاريرها أن تداعيات انسحاب روسيا من الاتفاقية يعرقل المساعدات التى تقدمها المنظمات الأممية لهذه الشريحة الأكثر احتياجا على المستوى العالمي، وهو ما يزيد من تأزم الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فى ظل الارتفاع المتزايد فى أسعار الحبوب منذ الانسحاب الروسى من الاتفاقية.

ردًا على إلقاء مسئولية هذه الأزمات على روسيا، أكد الرئيس «بوتين» والسلطات الروسية، أن 70% من صفقات الحبوب التى تمت بموجب الاتفاقية ذهبت إلى بلدان ذات دخل مرتفع ومتوسط، بما فى ذلك دول داخل الاتحاد الأوروبي، بينما بلغ ما وصل إلى دول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وعدد من الدول الأخرى أقل من 3%.

ولضمان حماية الدول الإفريقية من التعرض لمثل هذه الأزمات تعهد الرئيس الروسى بوتين خلال القمة الروسية الإفريقية التى عقدت مؤخرا فى سان بطرسبرج أمام ممثلين عن 49 دولة من أصل 54 إفريقية، من بينهم 17 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات، بمساعدة روسيا لإفريقيا كى تتحول لمصدر للغذاء فى العالم، لافتا إلى أن روسيا على استعداد لتوفير ما بين 25-50 ألف طنا من الحبوب مجانا إلى بوركينا فاسو وزيمبابوى ومالى والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا خلال الأشهر المقبلة.

وفى ذات السياق، أكد الرئيس «بوتين» أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية.

الأوضاع فى إفريقيا والشرق الأوسط هى الأخطر

ذكر موقع « Axios أكسيوس» الأمريكى أن إفريقيا والشرق الأوسط هى المنطقة الأكثر تضررًا من انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب، لافتا إلى أن تعطيل إمدادات الغذاء العالمية فى وقت تشتد الحاجة إلى الغذاء يمكن أن يكون له عواقب وخيمة بحسب تقارير منظمات دولية، وأن أزمة نقص الحبوب المتوقعة قد جبر مجموعات الإغاثة على اتخاذ قرارات أكثر صعوبة بشأن من يحصل على المساعدة، خاصة أن أكثر من 50 مليون شخص فى جميع أنحاء المنطقة يواجهون بالفعل الجوع عند «مستويات الأزمة»، وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية.

وأضاف أنه فى منطقة الشرق الأوسط، عانت دول مثل اليمن ولبنان ومصر من نقص فى القمح وشهدت ارتفاع أسعار الخبز الأساسى قبل توقيع الصفقة العام الماضي.
وفى سياق متصل، أوضح أنه من المحتمل ألا يكون للقرار تأثير فورى على أسعار الغذاء العالمية بقدر تأثير بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، مرجعا السبب جزئيًا إلى أن موردى الحبوب الآخرين، بما فى ذلك البرازيل وروسيا، زادوا من إنتاجهم من الحبوب وهو ما يحد من تأثير الأزمة المتوقعة.

وصول المساعدات الروسية إلى إفريقيا

بحسب «رويترز» العقوبات الغربية التى فُرضت ردا على الحرب الروسية فى أوكرانيا، والتى تسميها موسكو «عملية عسكرية خاصة»، منعت روسيا حتى من توفير الأسمدة المجانية للدول الفقيرة، وذلك وفقا لتصريحات الرئيس الروسى بوتين، والتى أكد فيها أنه على الرغم من أن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات الغربية، إلا أن فرض القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين يشكل عائقًا أمام الشحنات.
ووفقا لــ «رويترز» قال بوتين: «من ناحية، تعيق الدول الغربية إمداداتنا من الحبوب والأسمدة، بينما من ناحية أخرى تلومنا نفاقًا على الوضع الحالى للأزمة فى سوق الغذاء العالمي».

تأمين إمدادات الغذاء العالمية

وفقا لما أوردته «رويترز» وموقع «روسيا اليوم RT» ووسائل إعلام عالمية أخرى، تعهد الرئيس الروسي «بوتين» خلال القمة الروسية الإفريقية التى عقدت مؤخرًا فى مدينة «سان بطرسبرج» الروسية وتضمنت ممثلين عن 49 دولة من أصل 54 إفريقية، من بينهم 17 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات، بمساعدة روسيا لإفريقيا كى تتحول لمصدر للغذاء فى العالم، بأن الدول الإفريقية بإمكانها أن تصبح منتجة للمواد الغذائية لنفسها، كما يمكن أن تصبح مصدرة لهذه المنتجات إذا امتلكت التكنولوجيا اللازمة.

وأشار الرئيس الروسي، فى كلمة خلال قمة «روسيا – إفريقيا»، إلى أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية، لافتا إلى أن روسيا على استعداد لتوفير ما بين 25-50 ألف طنا من الحبوب مجانا إلى بوركينا فاسو وزيمبابوى ومالى والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا خلال الأشهر المقبلة.
وكشف الرئيس «بوتين» أنه خلال عام تقريبا من صفقة الحبوب المزعومة، تم تصدير ما مجموعه 32.8 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، ذهب أكثر من 70% منها إلى بلدان ذات دخل مرتفع ومتوسط، بما فى ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، بينما بلغ ما وصل إلى دول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وعدد من الدول الأخرى أقل من 3%، مشددًا على أنه لم يتم الوفاء بأى من شروط الصفقة المتعلقة باستثناء الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة من العقوبات ووصولها إلى الأسواق العالمية، وتم وضع العراقيل أمام تبرعات روسيا بالأسمدة المعدنية للبلدان الأكثر فقرا، إذ تم إرسال دفعتين فقط من أصل 262 ألف طن من الأسمدة المحجوبة فى الموانئ الأوروبية: 20 ألف طن إلى ملاوى و34 ألف طن إلى كينيا والباقى فى أيدى الأوروبيين.
فى وقت سابق، شدد بوتين، فى لقاء مع رئيس الاتحاد الإفريقى رئيس جزر القمر غزالى العثماني، على أن روسيا تواصل جهودها كى تكون موردا موثوقا للغذاء لإفريقيا، علما بأنه خلال العام 2022 بلغت صادرات هذه المنتجات من روسيا إلى الدول الإفريقية 4.7 مليار دولار.