رئيس التحريرهام
تحية إلى الأبطال
By amrأبريل 30, 2018, 17:44 م
2766
الكلمة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأمة خلال الاحتفال بمرور 36 عاما على تحرير سيناء كانت بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة وتوصيف دقيق للوضع الذي تعيشه مصر والمنطقة، 600كلمة حملت في طياتها توصيف كامل للوضع في سيناء ودور الشعب المصري الذي كان ومازال وسيظل خلف قواته المسلحة مساندا وداعما ومرابطا، والأطماع التي لا تنتهي والتهديدات لم تتوقف والشعب المصري سيظل صامدا خلف قواته المسلحة وشرطته المدنية ، سيظل محبا للسلام مؤمنا به مدافعا عنه بقوته التي تملك القدرة والاحترافية التي يشهد بها العالم.
وما بين الاحتفال بتحرير سيناء والاحتفال بعيد العمال يقف الشعب المصرى، فالمصريون الذين هم خير أجناد الأرض هم أيضا صناع الحضارة ومالكو ناصيتها، ومهندسو عمارتها، ومبدعو فنها، وراسمو طريقها، المصريون هم أول من عرفوا الصناعة وطوروها فصهروا الحديد والنحاس والذهب وصنعوا الحلى والملابس والسفن وأدوات الحرب.
علامة فارقة فى تاريخ البشرية صنعها المصريون، ببطولاتهم وحضارتهم التى صنعوها.
جاءت كلمة الرئيس إلى الأمة تؤكد أن الخطب جلل والهدف ليس سهلا لأنهم يستهدفون قدس أقداس الوطن،عندما قال ” علمتنا تجربة استعادة سيناء، بالحرب والسلام، أن المصرى لا ينسى ثأرًا، ولا يرضخ لهزيمة، ولا يقبل استسلامًا. علمتنا تجربة استعادة سيناء، أن الأمة المصرية، قادرة دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها، وفرض احترامها على الآخرين تعلمنا من الحروب المتلاحقة، ومفاوضات السلام الصعبة، أن الحق المسنود بالقوة، تعلو كلمته وينتصر فى النهاية، وأن الشعب المصرى لا يفرط فى أرضه، وقادر على حمايتها، حربًا وسلامًا».
المصريون لا يعرفون المستحيل ولا يقبلون الهزيمة ولكنهم ما أن يشعروا بالخطر حتى يهبوا لاستعادة حقوقهم المسلوبة، والثأر لكرامتهم وشهدائهم، ويلتفون حول وطنهم، شعب لا يعرف إلا الحق والشرف.
إن القوات المسلحة التى صانت العهد والأمانة وأعادت الأرض لهى تأكيد واقعى على أنها نبت هذا الشعب العظيم.
إن الأطماع فى سيناء لم تنته، وإن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل، فها نحن نواجه منذ سنوات، هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية، مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة.. شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت فى السنوات الأخيرة، استغلال حالة الفوضى السياسية التى ضربت المنطقة، لتحتل أراضى واسعة فى دول شقيقة، وزين لها الوهم أنها قادرة على فعل مثل ذلك فى أرضنا الغالية.
وأقول لكم بالصراحة والصدق والحديث للرئيس أنه من حق الشعب المصري، أنْ يفخر بأبنائه الأوفياء فى القوات المسلحة والشرطة، الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية، ومستواهم العسكرى الراقي، استناداً إلى عقيدة وطنية مصرية خالصة، فَمَضوا فى هذه الحرب غير النظامية، يحققون النجاحات واحداً تلو الآخر، ويقومون بشكل يومى بمحاصرة الإرهاب وتضييق الخناق عليه، فاستحقوا فخر الشعب المصرى وتحيته، التى نتوجه بها اليوم من القلب لأبطال القوات المسلحة والشرطة».
إن ما حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، على طريق بسط الأمن وترسيخ الاستقرار، لهو إنجاز يشهد به العالم لنا، إن الحفاظ على أمن وطن كبير بحجم مصر، فى منطقة صعبة وعالم مضطرب، وسط أمثلة عديدة من حولنا لغياب الأمن والانقسام الطائفى والسياسي، وإراقة الدماء وانهيار الدولة، لهو بلا شك أمر يستوجب منا التوقف أمامه، باعتباره شاهدًا على تفرد وصلابة هذا الشعب وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته، وإننا نجدد العهد فى ذكرى تحرير سيناء، على مواصلة العمل من أجل صون كرامة هذا الوطن، فى سيناء وفى جميع أنحاء مصر، حافظين لكل ذرة رمل من ترابه المقدس.
ستبقى ذكرى تحرير سيناء، عيداً لكل المصريين.. تخليداً لقوة إرادتهم وصلابتهم، لكفاءة قواتهم المسلحة وقدرتها القتالية المتميزة، لبراعة الدبلوماسية المصرية ووطنية قيادات مصر وزعاماتها التاريخية، فقد سطروا جميعاً ملحمة وطنية خالدة، فى تحقيق السلام القائم على الحق والعدل، وحِفظ تراب هذا الوطن وحماية حدوده، وستبقى ذكرى شهدائنا الأبرار، وبطولاتهم وتضحياتهم الغالية، خالدة فى وجدان مصر، ودافعًا لنا لمزيد من العمل والتقدم، لصنع المستقبل الذى يتطلع إليه شعبنا العظيم.
ومع احتفالنا بأعياد تحرير سيناء لابد ألا ننسى الدور الذى قام به عمال مصر خلال فترة الحرب عندما تحولت هناجر المصانع إلى خلية نحل لا تعرف النوم ولا السكينة، عندما كانت كافة قطاعات الصناعة تعمل لمساندة المجهود الحربى فضاعفت الإنتاج، بل إن عمال مصر كانوا كما المقاتلين على الجبهة، وقاموا بزيادة ساعات الإنتاج 4 ساعات يوميا لصالح المجهود الحربى واستطاعت شركات الغزل والنسيج أن توفر كافة احتياجات القوات المسلحة والمواطنين من الأقمشة والمنسوجات، لقد شارك عمال البناء فى شركة المقاولون العرب فى بناء حائط الصواريخ واستشهد منهم المئات خلال القصف الإسرائيلى لأعمال البناء، ولأن معركة التنمية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، لذا ونحن نحتفل بذكرى 36 عاما على تحرير سيناء علينا أن نجدد التحية لعمال مصر فى عيدهم، فهم عصب التنمية والبناء لمصر المستقبل بأيديهم تنهض مصر، وبإنتاجهم يصبح شعار صنع فى مصر ملء السمع والبصر. فتحية لعمال مصر .. المقاتلين على الجبهة الداخلية أمام أفران صهر الحديد وماكينات الغزل وداخل ورش الصناعات المختلفة.
أوراق من ذهب
محمد إمام
ولد فى قرية الأبيض بأبوزعبل مركز الخانكة حاله حال كثير من الشباب المصرى العاشق لوطنه تمنى أن ينضم إلى صفوف القوات المسلحة أكمل دراسته الثانوية القسم العلمى وبعد انتهاء الامتحانات أسرع لسحب ملف الالتحاق بالكلية الحربية، حصل فى الثانوية على مجموع يؤهله لدخول إحدى كليات القمة إلا أنه أصر على الاستمرار فى الكشف واستكمال مراحل الاختبار بالكليات العسكرية.. الدنيا لم تسعه من الفرحة عندما تم إبلاغه بقبوله فى الكلية الحربية، تمنى أن يكون له جناحان للطيران بهم من شدة الفرحة، وفى يوم الاستقبال جاء من قريته وهو يحمل فى نفسه عزيمة وقوة وإيمان بأن يكون قدوة ونموذجا للمقاتل البطل، تخرج من الكلية الحربية وانضم إلى سلاح المظلات هؤلاء الذين حلقوا فى السماء ليصنعوا المجد ويحموا الأرض والعرض.
كان وجهه الباسم الضحوك لا يعرف سوء الابتسامة التى يوزعها على من حوله، ورغم ذلك فهو مثال للانضباط والحزم، جنوده يعتبرونه أخا لهم، ومع بدء العمليات فى سيناء لتطهيرها من دنس الإرهاب، كان يحرص على أن يكون فى المأموريات المشاركة فى العمليات من وحدات المظلات، تمنى الشهادة أكثر من مرة وفى كل مرة كان يصاب فيها أحد زملائه أو يستشهد، كان يتمنى أن يكون مكانه، قال لأحد زملائه: «لن أترك هذه الأرض قط حتى ترتوى بدمى وألقى ربى شهيدًا.. لن نترك لهؤلاء الإرهابيين موطئ قدم إلا طهرناه من دنسهم، ولن نترك دماء شهدائنا حتى نثأر لهم، إنه النقيب الشهيد البطل المقاتل محمد إمام شحاتة من قوة وحدات المظلات ابن عزبة الأبيض بأبو زعبل مركز الخانكة بالقليوبية .
خلال أحد عمليات المداهمة والتمشيط ضمن العملية الشاملة سيناء 2018 استشهد البطل وتحققت أمنيته بعد أن قضى هو ورفاقه على 12 فردًا تكفيريًا ليلقى ربه وينال الشهادة فى سبيل الوطن وتروى أرض سيناء بدمائه الطاهرة.. جيل من الأبطال يستكمل ما قام به جيل أكتوبر.