كتب : إبراهيم راضوان
«أوجه رسالتى إلى المواطن المصري، أهيب بك وأرجوك أن نلتزم كل الالتزام باستمرار تطبيق الإجراءات التى اتخذناها كدولة لأنها ستؤثر على أرقام الإصابات بوباء كورونا، وأتمنى ألا نرى أى سيناريو كالذى نشاهده فى دول العالم، حيث تقدر الإصابات بعشرات الآلاف فى اليوم الواحد، بخلاف بضع آلاف من الوفيات»، كانت تلك رسالة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، إلى الشعب المصرى لشرح مدى خطورة الأسبوع المقبل حيث يصل الوباء إلى ذروته ثم يبدأ المنحنى فى الانخفاض».
أما الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، فقد قال أكثر من مرة: «عندما نتحدث عن تزايد معدلات الإصابة وتصاعدها فهو يعكس عدة أمور، حيث إن جزءا من هذه الزيادات متوقعاً».
وأشار مستشار الرئيس، إلى أن مصر مازالت فى المنحنى الأفقي: «يصعب تحديد مقدار الوصول للذروة الآن حيث يجب أن نشهد زيادة متساوية وثابتة على مدار عدة أيام ثم يبدأ الانحدار وقلة الإصابات أيضاً لعدة أيام».
وتابع، أن التوعية والوقاية مهمتان للغاية، مشددًا على أهمية الوقاية لأن كورونا نادر وسريع العدوى بشكل كبير للغاية: «الحالة الواحدة قد تصيب من 3-5 حالات، مشيراً إلى أن الوعى مهم بالنسبة للمواطن، حيث يجب علينا التكاتف والتعاون».
وواصل: «القاهرة الكبرى والإسكندرية فى صدارة مناطق التفشي، وإلى الآن لا يوجد علاج لكورونا ولا يوجد مصل أو لقاح ضد كورونا وجميع ما يتم هى تجارب إكلينيكية سريرية لأدوية قديمة استخدمت فى علاج فيروسات أخرى، وبالتالى فإننا يجب أن نلتزم بالإجراءات الاحترازية التى أقرتها الدولة وخاصة ارتداء الكمامات والعزل المنزلى فى حالة الشك».
«أكتوبر» رصدت آراء عدد من المختصين على خط التعامل مع الفيروس، وما قد يحدث فى الأسبوعين المقبلين، والمراهنة على وعى المواطن وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى تمر البلاد من هذه الجائحة بسلام.
العزل المنزلي
بداية يقول د. أحمد عثمان عميد كلية الطب السابق رئيس لجنة مكافحة فيروس كورونا بالاسكندرية: «رهاننا خلال الأسبوعين المقبلين على وعى المواطن ومدى التزامه بإجراءات مكافحة المرض وخاصة ارتداء الكمامات فى الأماكن المزدحمة، والحمد لله وجدنا وعيا جيدا خلال اليومين الماضيين، وكان من المفترض أن يكون هذه الوعى منتشرا مع بدء الجائحة وهو ما لم يحدث، وقال عثمان»: نعول حاليا على العزل المنزلى للحالات المشتبه بها مع التوصية بتناول العلاجات الموجودة ببروتوكول وزارة الصحة، وإذا لزم الأمر فيمكن التوجه للمستشفيات المتخصصة لاستكمال العلاج داخل الحجر.
شائعات تمرد الأطباء
أما د. علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالأسكندرية فيقول نحن نعيش حالة استنفار قصوى، وقد تم إغلاق مستشفيين بالمدينة بعد ظهور حالات بها، كما توفى عدد من الكوادر الطبية متأثرين بالإصابة بهذا الفيروس اللعين ومع ذلك فالجميع يعمل بلا كلل ولا ملل، ولم تظهر أى حالة من حالات التمرد وسط الكوادر الطبية.
وأضاف:»الأسبوعين المقبلين أهم أسبوعين فى عمر فيروس كورونا، والحمد لله نجد التزاما من المواطنين، خاصة وأن الموت أصبح يدق جميع الأبواب، وبيت المهمل يحرق قبل بيت المؤمن، ويجب علينا جميعا أن نتمسك بوعى المواطن مع تطبيق الجزاءات على المخالفين.
وأشار «عثمان» إلى زيادة عدد المتعافين من الفيروس فى مستشفيات العزل وجرى نقل الحالات الذين اقترب تعافيهم إلى مقر العزل بالمدينة الشبابية بأبى قير، لقضاء فترة النقاهة والتأهيل النفسى للنزلاء المستقرة حالاتهم لحين خروجهم وعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية بعد ظهور نتائج الفحوصات الخاصة بهم.
وأضاف أن نقل الحالات المستقرة يهدف إلى توفير أماكن بمستشفيات العزل الرئيسية لاستقبال الحالات الطارئة والأكثر حاجة إلى الرعاية والتى تتطلب وضعها على أجهزة تنفس صناعى وعناية فائقة، وعن رفض المستشفيات للحالات المريضة قال: «هذا لم يحدث، ولا يجب الاستماع لمن يشككون فى قدرة القطاع الصحي، لأن جميع الحالات يتم التعامل معها، وكل ما يقال مجرد شائعات من كتائب الإخوان الإلكترونية.
مستشفى ميداني
من جهته، قال الدكتور أحمد إبراهيم، المدير الطبى لمستشفى الحجر الصحى الجديد، والذى تم إنشاؤه بمقر المدن الجامعية التابعة لجامعة الإسكندرية جاهزية 600 غرفة لاستقبال مرضى الفيروس.
ويعد هذا المستشفى رسمياً ثالث مستشفى عزل فى الإسكندرية، إلى جانب مستشفى العجمى المركزي، والمدينة الشبابية فى أبوقير شرق الإسكندرية.
وأشار إلى جاهزية المستشفى الميدانى المؤقت بكافة متطلباته لاستقبال مرضى كورونا، ولفت إلى أن المستشفى يستقبل القادمين من مستشفيات العزل من أصحاب الحالات البسيطة التى تتطلب قضاء فترة نقاهة وانتظار نتيجة تحليل العينة الثانية تمهيداً لخروجهم بعد تعافيهم تماماً من الفيروس.
وأضاف مدير مستشفى الحجر الصحى الجديد: «نعمل جميعاً على حماية المواطنين من الإصابة بفيروس وكورونا المستجد، وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم»، مؤكدا أن الجميع يسعى إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التى تتخذها الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الصحة والسكان لمجابهة فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره.
استمرار الحظر
أما الدكتور ياسر زكى رئيس أقسام الجراحة فى جامعة الإسكندرية وصاحب مبادرة «امكث فى بيتك واستشرنا»، فيقول إن الأيام المقبلة صعبة، ولابد من تطبيق القانون بحزم على الجميع حتى تنخفض الأعداد، ويؤكد «زكي» أنه ضد قرار فتح المنشآت حاليا، فالأعداد تتزايد ولابد وأن يكون هذا رأيا طبيا، وليس اقتصاديا، فكيف سيتم فتح النوادى والمقاهى والمطاعم فى ظل هذه الظروف، فالتباعد الاجتماعى فيه نجاتنا جميعا من هذا الفيروس، داعيا المسئولين إلى تبنى وجهة نظر الانتظار قليلا فالناس لن تموت جوعا، ولكنها قد تموت من المرض، كما دعا إلى تفعيل الإدارة المحلية فى مواجهة المرض، فالمرض منتشر فى جميع المحافظات ولابد وأن يكون مكافحة المرض محليا وليس مركزيا حتى نستطيع مواجهته.
وشدد «زكي» على ضرورة استمرار الحظر حتى لا يتم الضغط على المنشآت الصحية بأعداد المصابين.
التباعد الاجتماعي
أما الدكتور إسماعيل عنانى مدير التأمين الصحى لفرع شمال الدلتا فيقول: «لدينا 3 مستشفيات عزل، والحمد لله لأن أعداد الشفاء تتزايد فلدينا حوالى 600 سرير خال، وجاهزة لاستقبال المرضى الجدد فى أى وقت ولا يشترط وجود تأمين صحى معهم، مؤكدا على ضرورة التباعد الاجتماعى والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة .
ويرى «عناني» أن الأيام المقبلة حاسمة من عمر المرض ويجب أن نلتزم جميعا، فجميع الدول التى واجهت الجائحة تغلبت عليه بالالتزام مشددا على ضرورة تطبيق القانون على المخالفين .
100 ألف حالة
أما خبير الوبائيات فى الأمم المتحدة د. محمد أبو سليمان فيقول: «هناك معايير عدة لتقييم أى وباء أو فيروس، مشيرا إلى أن أرقام التشخيص لفيروس كورونا هى الأرقام التى تعلنها وزارة الصحة والتى تختلف عن عدد الإصابات لأن هناك عددا من الإصابات لم يتم حصره، موضحا أنه عندما تزداد عدد المسحات تزداد الإصابات.
وشدد على أن نسبة وفيات كورونا هى 3 وفيات لكل مليون مواطن فى مصر، و25 وفاة لكل مليون فى المعدل العالمي، مضيفًا أن معدل الوفيات فى مصر 20 وفيات لكل يوم، مؤكدًا أنه معدل جيد.
وأشار «أبو سليمان»، إلى أن الشخص المصاب يقوم بعدوى من 2 إلى 3 أشخاص وفقًا للمعدل العالمي. وتابع محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة: «السيناريو لإصابات فيروس كورونا هو أن عدد الإصابات سيصل إلى 40 ألف حالة، وقد يصل إلى 100 آلاف إذا تم التوسع فى المسح».
إجراءات العزل المنزلى للمصاب
كشف الدكتور خالد مجاهد، المستشار الإعلامى لوزارة الصحة، عن إجراءات العزل المنزلى للمصابين بفيروس «كورونا» من الحالات البسيطة، بعد توقيع الكشف على الحالة وتشخيصها بالمستشفى.
وقال «مجاهد» ، إنه يتم تسليم المريض حقيبة مستلزمات وقائية وأدوية تشمل البروتوكول العلاجى سواء للكبار أو للأطفال، طبقًا لحالة المصاب وبروتوكول العلاج الذى يخضع له، إضافة إلى ترمومتر زئبقى لقياس درجة الحرارة، و»هاند جيل»، وكمامات طبية، وكارت متابعة الحالة الصحية.
وأوضح أن المريض يُسجل بياناته الشخصية وتاريخه المرضى فى كارت متابعة الحالة الصحية، حيث تتم المتابعة الطبية الدورية لحالته الصحية وإجراء المسحات المعملية لفيروس «كورونا» على فترات محددة، لحين سلبية نتائج تحاليله وتمام شفائه.
وأشار مجاهد إلى مجموعة من الإرشادات يجب على الشخص الخاضع للعزل المنزلى اتباعها تتمثل في:
• بقاء المريض طيلة فترة العزل بحجرته الخاصة والتى تمتد إلى 14 يومًا بعد انتهاء الأعراض، وتمتد فترة العزل للأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض إلى 14 يومًا أيضًا من يوم تأكيد الإصابة.
• وجود أدوات شخصية لتناول الطعام مخصصة للمريض وتناول الطعام بحجرة العزل.
• وجود تهوية طبيعية وعدم استخدام مروحة السقف.
• تحديد فرد واحد من الأصحاء (من غير المسنين ولا الذين يعانون من أمراض مزمنة) يقدم الطعام للشخص المصاب، والمستلزمات الأخرى كالمطهرات والكمامات ويضعها على باب المريض ويطرق الباب ويتحرك من أمام الباب.
وأضاف مجاهد أنه يجب على الشخص المصاب قبل فتح باب حجرته عمل الاحتياطات التالية:
• فى حالة وجود حمام خاص بالمريض، يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن نصف دقيقة، وفى حالة عدم وجود حمام خاص يتم فرك اليدين جيدًا بالكحول.
• يرتدى المريض الكمامة ويأخذ الطعام ويعود لحجرته.
• عدم الخروج من حجرته وفى حالة ضرورة الخروج للحمام المشترك يرتدى الكمامة.
• عند جلوس المريض بحجرته وحده لا يشترط ارتداء الكمامة، وعند وجود بلل بالكمامة يتخلص المريض منها بكيس مخصص لذلك وكذلك الحال مع المناديل المستخدمة فى الكحة والعطس ويتم تغيير الكمامة يومياً.
• عند امتلاء الكيس إلى منتصفه يربطه المريض بإحكام.
•يجب غسل الأيدى جيدًا بالماء والصابون لفترة لا تقل عن نصف دقيقة بعد دخول الحمام ويراعى استمرار ذلك السلوك حتى بعد انتهاء فترة العزل المنزلي.
• ضرورة الحضور للمستشفى الذى تم تشخيصه به أول مرة عند انتهاء فترة العزل المنزلى وفى الموعد المقرر من قبل القائم بالمتابعة لعمل المتابعة والتحاليل حتى التأكد من تمام الشفاء.
ولفت إلى أنه فى حالة العزل المنزلى للأطفال، يتولى أحد الوالدين أو الأهل الأصحاء والذين ليس لديهم أمراض مزمنة مرافقة الطفل فى حجرة العزل مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية من ارتداء الكمامة وتكرار غسل الأيدي.
وأشار إلى ضرورة بقاء الشخص المصاب بغرفته طيلة فترة العزل والحفاظ دائمًا على مسافة لا تقل عن مترين وارتداء الكمامة عند التعامل مع أى شخص، كما تمنع الزيارات أثناء فترة العزل، مع مراعاة تجنب المصافحة والتلامس مع الشخص المصاب أو إفرازاته.
وتابع مجاهد أنه فى حالة تطور الأعراض المرضية للشخص الخاضع للعزل المنزلى يجب أن يتوجه على الفور إلى المستشفى الذى تم تشخيصه وتوقيع الكشف عليه به، موضحًا أن تطور تلك الأعراض يتمثل في:
• استمرار ارتفاع الحرارة لمدة تزيد على 3 أيام.
• ضيق بالتنفس.
• ألم بالصدر يعيق التنفس.
• نهجان أثناء الراحة.
• علامات الجفاف/تشنجات (خاصة الأطفال).
• اضطراب الوعي.
• كحة شديدة.