تتعرض الأطقم الطبية “الجيش الأبيض” وهم داخل مواقع عملهم لهجوم مدبر من قبل بعض المواطنين المنتمين لجماعة الإخوان في محاولات دخيلة تهدف إلى إحداث وقيعة وإثارة الفتنة في صفوفهم بغرض تدمير الروح المعنوية وإضعاف قوة خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس القاتل.
يحدث ذلك في الوقت الذي سطرت فيه الجيوش البيضاء بطولات حقيقية داخل مستشفيات العزل في مواجهة كورونا وعلاج المرض.. «أكتوبر» رصدت عددًا من هذه البطولات التي تنسف كل ادعاءات المشككين في الروح القتالية للجيش الأبيض..
أطباء مستشفى العجمى يرفضون الإجازة
كتبت : سلوى محمود
في مستشفى العجمي للحجر والتي من المفترض وفقا لنظام العمل أن يظل الطبيب أو الصيدلي بالمستشفى لمدة 15 يوما ثم يذهب إلى منزله ويظل في حجر منزلي مدة مماثلة ثم يعود إلى المستشفى، إلا أن معظم هؤلاء الجنود قرروا عدم ترك عملهم وظلوا في مواقعهم لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر، وهم يتصدون وينتزعون هذا الفيروس الخطير من جسد المرضى.
ومن بين تضحيات وبطولات الأطقم الطبية داخل مستشفى العجمي بالإسكندرية، رفض مجموعة من شباب الصيادلة أن تتبادل معهم العمل طبيبات قد يكون لإحداهن ظروف خاصة.
من بين هؤلاء د. وليد محمد عبد الغني، طبيب مقيم الجراحة العامة بمستشفى العامرية العام، والذي طلب أن ينتقل إلى مستشفى العجمي للحجر ليساهم كجندي مقاتل في الدفاع عن المرضى.
يقول د.وليد: “كنت طبيب جراحة عامة بمستشفى العامرية وحينما بدأت مشكلة الإصابة بفيروس كورونا وتوقفت الجراحة بالمستشفى، طلبت أن أنتقل إلى مستشفى العجمي للحجر الصحي؛ لأساهم في رعاية المرضى خاصة بعدما علمت بالنقص الشديد في عدد الأطباء بمستشفيات الحجر، وبالفعل انتقلت إلى العجمى برغبتي الكاملة، وحصلت على تدريب لمدة يومين، وبدأت العمل منذ حوالى شهر ونصف ومنذ ذلك اليوم وأنا موجود بالمستشفى لم أغادره ولم أر أسرتى ولا ابنتى الصغيرة طوال تلك الفترة، وكل علاقتى بهم التليفون أو الفيديو كلما وجدت وقتا للراحة. وأوضح د. وليد عبد الغني: قبل بداية عملي كان يتم إجراء تحليل لكل طبيب قبل دخوله المستشفى، وإن كانت النتيجة سلبية نبدأ العمل فورا والحقيقة أنى عندما بدأت العمل كان النظام أن نقضى أسبوعين بالمستشفى ثم أسبوعين بالمنزل ولكنى فضلت البقاء بالمستشفى طوال تلك الفترة لعلمي أن مريض كورونا يحتاج إلى الدعم النفسى قبل العلاج بالأدوية وبالتالى المريض يرتبط بالطبيب المعالج له بشكل كبير ويحتاج إلى التحدث مع الطبيب ويتحتم علينا أن نعطى المريض حقه وأن نراه متعافيا. ووصلت شدة الارتباط وخوفنا على المريض رفضنا أنا وعدد كبير من الزملاء مغادرة المستشفى والذهاب لمنازلنا. ويضيف: نحن لا ننتظر شكر ولا هدايا من الناس وهديتنا هي الالتزام الكامل بالتعليمات وضرورة ارتداء الكمامة وعدم النزول من منازلهم إلا للضرورة القصوى، كما أناشدهم ارتداء الكمامة والحرص على المسافات فيما بينهم .
د.صيدلي أحمد خلف، أحد جنود مستشفى العجمى للحجر الصحي، أكد أن ما يقوم به الطاقم الطبي لله وليس للشهرة ولا التباهي به. وأضاف: أنا لم أذهب إلى منزلى إلا مرة واحدة، وقمت بعزل نفسى في المنزل، ولم أختلط تماما بأسرتي خوفا من نقل العدوى لهم، ووجدت أن البقاء بالمستشفى أكثر أمنا لي ولأسرتى وللمريض. وأشار إلى أن مهمتهم توفير الأدوية للمرضى طوال الـ 24 ساعة وفي حال عدم وجودها نقوم بتوفيرها من خارج المستشفى سواء من صيدليات أو من شركات دواء متبرعة وبسبب ضغط العمل لا أستطيع النوم كثيرا؛ لأن الضغط شديد على المستشفى مع زيادة الحالات، وأيضا من مهام عملنا أن نقوم بلفت نظر الأطباء لو رأينا أن هناك نوع دواء يتعارض مع نوع آخر يتناوله المريض والحقيقة أن الأطباء فى تعاون كامل معنا.
يكشفها أطباء المنوفية
اللحظات الأولى لمرضى كورونا داخل الحجر الصحي
كتب : محمد عبد النبى
شهدت مستشفى العزل بمدينة الباجور بمحافظة المنوفية قصص بطولات لفريق الجيش الأبيض سطروا خلالها صفحات من الإنجازات والتحدي والتفاني فى العمل لأداء دورهم البطولى فى خدمة مرضى فيروس كورونا المستجد، وقبل تخصيص المستشفى للعزل عرضت وزارة الصحة على الأطباء المشاركة وتركت لهم حرية الرفض أو الموافقة ولم يجبر أحد على الحضور .
إحدى الطبيبات المشاركات في الحجر الصحى تحدثت عن كيفية اختيارهم حيث تضم مستشفى العزل الصحى بمدينة الباجور أطباء من مختلف التخصصات عناية مركزة، وباطنة، وحميات، وصدر، وآخرين اختيروا لحصولهم على شهادات مكافحة العدوى.
وشرحت الطبيبة طريقة التعامل مع المريض منذ وصوله إلى المستشفى: «قبل وصول المريض للحجر الصحى يجهز مكان العزل الخاص به، ويحدد طبيب معين وتمريض معين مسئول عن الحالة، يبدأ الطبيب فى معرفة تاريخه المرضى، ويجرى تحاليل شامل وأشعة على الصدر، وتحليل للفيروس يسحب مرة كل 3 أيام لمتابعة تطوره.
وأضافت: تبدأ أعراض الفيروس بارتفاع فى درجة الحرارة، والسعال، والتهاب فى الحلق، وقد يتطور الأمر لمشاكل رئوية وصعوبة فى التنفس.
كما يتخذ الأطباء فى العزل إجراءات وقائية شديدة تفاديا لانتقال العدوى إليهم، حيث يرتدون بدلة واقية وجوانتى، ونظارة واقية، وماسك، وحذاء واقيا، مضيفة: ممنوع أى حاجة دخلت غرفة المريض تخرج مرة أخرى حتى لو ورقة أو قلم، يتم إعدام تلك الأدوات مع زى الأطباء الذى يبدل فى غرفة خاصة بمجرد خروجهم.
وذكرت أن هناك درجات بين المرضى أنفسهم من حيث قوة الإصابة حيث تختلف بين شخص يعانى من أمراض وآخر، لكن فى النهاية جميعهم يخضع لنفس الرعاية والإجراءات، مشيرة إلى أنه بعد الفحوصات أى حالة تكون سلبية يتم فصلها عن باقى الحالات ثم تخضع للتحليل مرة أخرى بعد يومين، وإذا ثبتت سلبيته مرة أخرى تتجه الحالة إلى مكان مخصص للعزل أيضا لاستكمال فترة النقاهة.
ويقول د. حسن أحمد إن الأطباء يستقبلون المريض بالزى الوقائى كاملا، ويتم استقبال الحالات فى مسار خاص داخل المستشفى، معزول تماما عن السكن، والمطبخ، وباقى غرف المستشفى، مشيرا إلى أن كل مريض له أدوات شخصية تغير يوميا ولا تستخدم مرة أخرى.
وأضاف د. حسن أن طبيبا واحدا فقط هو من يتواجد مع المريض داخل الغرفة، ويخلع الزى الوقائى عقب الخروج ويوضع فى مكان مخصص له، ويقوم بإجراءات تعقيم لنفسه مرة أخرى، مشيرا إلى أن مصر «تتعامل مع المرض على أعلى مستوى طبى، وجميعنا متفائل وسعداء بمشاركتنا فى الحجر، رغم القلق من العدوى”.
ولفت إلى أن المريض لا يخرج من الحجر الصحى إلا إذا كانت كافة التحاليل الخاصة به سلبية، ولابد من قضاء 14 يوما داخل العزل، ثم إجراء تحاليل أخرى للتأكد من سلبية الحالة، مؤكدا أن الأمر لا يحتاج للتهوين ولا التهويل، وعلى الجميع متابعة أخبار الفيروس من المصادر الرسمية منعا لانتشار الشائعات.
وقال دكتور أسامة منصور إن القلق من هذا الأمر شىء طبيعى ولكن نحن نتعامل مع الأمر كأفراد الجيش فى حالة الحرب، يؤدون واجبهم، ونطمئن عائلاتنا أيضا بأن مكافحتنا للمرض تحميهم، وتحمى كل المصريين”.
ويعمل الأطباء داخل مستشفى العزل وفق بروتوكول وإرشادات منظمة الصحة العالمية وتوصيات وزارة الصحة بشكل احترافى وفى استغلال أمثل للإمكانيات المتاحة.
واعتبر د. حسين ندا، نقيب الأطباء بالمنوفية، أن تلك المحنة فرصة كبيرة لإعادة الثقة بين الأطباء ووزارة الصحة بعد فترة من الخلافات والتشكيك، مشيرا إلى أن الوعى من أهم سبل مكافحة المرض، والالتزام بالنظافة الشخصية.
من جهة أخرى، أعلنت جامعة المنوفية خروج الفوج الأول من أطباء جامعة المنوفية من مستشفى العزل بالباجور جاء ذلك بعد التأكد من نتائج تحاليل الفوج الأول من أطباء المنوفية وجاءت جميعها سلبية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. قدمت جامعة المنوفية وكلية الطب ومستشفيات جامعة المنوفية الشكر إلى الفوج الأول من أبطال طب المنوفية بمستشفيات العزل لمواجهة فيروس كورونا المستجد. ويذكر أن مستشفى الباجور كانت استعانت بأطباء من جامعة المنوفية ومن كلية الطب للتعامل مع مرضى كورونا بالمستشفى .
حكاية الدكتور محمود مع أطفال بني سويف
كتب : خالد عباس
أطلق عليه المرضى والعاملون معه من الأطقم الطبية بعزل المدينة الجامعية لقب صانع السعادة لما يقدمه للحالات المصابة وخاصة الأطفال من بهجة وسعادة وهدايا ولعب، فضلا عن الدعم النفسي، إنه الدكتور محمود حسين، مدير الطوارئ بمديرية الصحة ببني سويف، تم تكليفه ليكون أول مدير لمستشفى عزل للمدينة الجامعية شرق النيل ببني سويف والتي تم تشغيلها في 4 مايو 2020 لاستقبال الحالات الإيجابية لفيروس كورونا المستجد.
عقب افتتاح المستشفى كعزل صحي للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، تحولت المستشفى إلى خلية نحل من أجل تقديم الخدمات الطبية للمرضى.
يقول الدكتور محمود حسين: بعد تكليفي من الدكتور محمد يوسف وكيل وزارة الصحة ببني سويف لإدارة مستشفي العزل اعتبرت نفسي في مهمة وطنية وتطوعت للعمل داخل المدينة الجامعية تاركا زوجتي وطفلين ولد وبنت لا يتعدى عمر أكبرهما وهو أحمد 4 سنوات وذلك من أجل خدمة المرضى ومن أجل المهمة الوطنية التي كلفت بها كنت مستمتعا جدا، وأشعر بسعادة بالغة وأنا وسط المرضى أقدم الخدمة من داخل العزل للمرضى من أجل شفائهم، أعاملهم كأنني أخ لهم، أجلس معهم ويتحدثون معي عن حياتهم، وكنت أستقبل جميع المرضى على باب المستشفي بابتسامة، وأقدم لهم زجاجة المياه المعدنية، أما الاطفال كنت أقدم لهم الهدايا والألعاب لرسم نوع من البسمة والبهجة على الأطفال المصابين وتشجيعهم على العلاج دون خوف، وتعتبر الطفلة ليلى من محافظة الفيوم والتي تبلغ من العمر 8 شهور أصغر طفلة مريضة بفيروس كورونا ورغم وجود والدتها معها في العزل إلا إنني كنت أحرص على حملها ومداعبتها وتقديم الألعاب لها، أما أكثر حالة تأثرت بها فهي لطفلتين صغيرتين من محافظة الفيوم تم حجزهما في بني سويف وتم حجز والديهما في محافظة أسيوط، كنت ألعب مع الأطفال وأحضر لهم كراسات رسم وأقلام وألوان وكنا نجلس نرسم ونلعب ونملأ الفراغات ونلونها داخل كراسة الرسم لتشجيعهم على العلاج.
ويشير إلى أنه على تواصل مع أسر الأطفال بالفيوم بعد تعافيهم حتى الآن، وأطمأن عليهم تليفونيا، وأتحدث إلى الأطفال الذين ينادوني عمو محمود.
وأضاف الدكتور محمود: إنني كنت لا أرى أولادي إلا كل 20 يوما تقريبا وأنا في العزل، وكنت أتعامل مع الأطفال المرضى في العزل على أنهم أبنائي بالضبط ولا أشعر بالفرق.
واختتم الدكتور محمود حسين: بعد أن أنهيت مهمتي على أكمل وجه والحمد لله تم تكليفي من قبل الدكتور محمد يوسف وكيل وزارة الصحة بالمحافظة للعمل مديرا لإدارة المستشفيات بمديرية الصحة ببني سويف، ووجه الدكتور محمود حسين الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على ما يقدمه من دعم للاطباء والمنظومة الصحية وتوفير المستلزمات الطبية التي تحتاجها مستشفيات العزل لمواجهة فيروس كورونا.
جنود عزل كفرالشيخ في مهمة وطنية
كتب : إبراهيم الصعيدي
قرر عدد من أطباء العزل الصحي في مستشفى بلطيم بمحافظة كفر الشيخ المتخصصة الاستمرار في عملهم البطولي بشكل طبيعي دون الالتفات إلى أي محاولات تقلل من عزيمتهم وواجبهم تجاه مرضاهم .
الدكتور أحمد محي الدين، إخصائى طب العيون بدسوق، وهو واحد من أوائل الأطباء الذين تطوعوا لمحاربة فيروس كورونا حيث انتقل من دسوق إلى بلطيم لتولي مسئولية العزل في المستشفى، يقول محى الدين: بدأ دوري في مواجهة الأزمة بالعمل بمستشفى العزل وهناك ساعدت فى علاج العديد من المصابين، وكنت أشعر بالفخر عندما أرى المرضى يتعافون. وأضاف: لقد قضينا شهر رمضان ونحن في صراع من أجل إنقاذ المرضى من هذا الفيروس اللعين، ونسينا مع هذا العمل أسرنا ومنازلنا، ونحن بكامل عقيدتنا أن ما نقوم به مهمة مقدسة تحتم علينا الوقوف في الصفوف الأولى لمعركة كورونا .
ويقول الدكتور أحمد محي: من المواقف التى مرت عليّ ولا أستطيع نسيانها عند محاولتي أخذ “مسحة” من سيدة مسنة وهي تجلس على سريرها ورفضت التجاوب معى وبعد إلحاح منى قالت لي: “يا ابني أنا خايفى أفتح فمي تتعدي مني”، ولكننى أقنعتها بأن العدوى لا تنتقل لى لاتباعي للوقاية، وتمكنت من سحب العينة، وتذكر محي أحد المواقف المحزنة عندما توفى والد 3 فتيات شقيقات كن يتلقين العلاج ولم يعلمن بوفاة والدهن فتعاطف الطاقم الطبى معهن ورفضوا إخبارهن حفاظا على معنوياتهن المرتفعة لقربهم من الشفاء من كورونا، مشيرا إلى أن الفريق الطبى تعامل مع حالة الفتيات لمدة 12 ساعة متصلة دون طعام أو شراب أو حتى دخول دورة المياه نظرا؛ لأنهم يتعاملون مع المريض بشكل مباشر وهذه تعد بطولة وصبر منهم.
الدكتور محمود سامي قنبير، طبيب الباطنة، الذي فقد بصره أثناء عمله بمستشفي عزل بلطيم، من تضحيات هذا الطبيب تركه مولوده الذي انتظره 11 عاما ليستمر بمهمته في علاج المرضى.
الدكتور محمود أمامه رحلة علاج طويلة وهو متمسك بالأمل متابعًا لأخبار كورونا ونصيحته للمواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية والتزام المنازل.
تحقيق أعلى مُعدل شفاء من «كورونا»
في عزل إسنا «مين اللي ميحبش فاطمة»
كتب : محمد فتحي
يسطر أبطال الجيش الأبيض داخل مستشفى عزل إسنا بصورة يومية البطولات والنجاحات فى خدمة المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» بقيادة الدكتورة إلهام محمد محمود، مدير عام مستشفى إسنا للحجر الصحي واستشاري مكافحة العدوي بالأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، حيث نجحوا منذ بدء شهر رمضان المبارك وحتى الآن فى علاج وخروج المئات من المتعافين.
ومن ضمن البطولات والتضحيات داخل مستشفى إسنا للحجر الصحى إصرار فاطمة عبد الظاهر إخصائى التحاليل الطبية والمسئولة عن سحب عينات تحليل الـPCR فى مستشفى العزل فى إسنا على عدم ترك عملها وظلت في موقعها 33 يوما وقام بالتبديل عليها 3 فرق طبية مختلفة إلا أنها ظلت تواصل الليل بالنهار وهى تعمل على سحب العينات للعشرات من المصابين داخل المستشفى.
فاطمة نجحت خلال هذه الفترة فى سحب حوالى 808 عينات تحليل PCR لكافة المصابين داخل المستشفى.
لم تتوقف البطولات عند السيدة فاطمة بل امتدت لكافة فريق العزل الطبى حيث نظموا مبادرة «إحنا معاك فى العزل» قام خلالها فريق الحجر الصحى الطبى الذهبى فى النصف الأول من شهر رمضان المبارك الماضي بتوزيع الورود والهدايا على المتعافين عند خروجهم.
وتعد الدكتورة إلهام محمد محمود كبير إخصائيين واستشارى مكافحة العدوى بالمراكز الطبية المتخصصة ومدير مستشفى إسنا التخصصي أحد أهم الركائز الأساسية فى سلسلة البطولات حيث تعد أحد النماذج المشرفة بجيش مصر الأبيض جاءت إلى الأقصر لتولى تدريب فريق مكافحة العدوى وتفاجأت بتحويل المستشفى إلى عزل صحى وأصرت على البقاء والعمل بالمستشفى.
ومن أبرز المواقف البطولية للدكتورة إلهام محمد تلك الخطوة التى جعلت الجميع بالمستشفى وخارجها يطلقون عليها «المرأة الحديدية» والتى اختارت أن تكون فى مقدمة الصفوف وتنقل خبراتها وعلمها وتطبقه عملياً مع الكادر الطبي والتمريضي بالمستشفى، وارتضت بإرادتها أن تظل مع الوفد الأول للحجر الصحى لمدة 14 يوما ونجحت نجاحا باهرا حيث إنها تعتبر نموذجا رائدا يضرب به المثل والقدوة.
ومن البطولات التي شهدتها مستشفى عزل إسنا نجاح الفريق الطبي من إجراء ثماني عمليات ولادة قيصرية حتى الأول من يونيو الجاري تحت إشراف نخبة من أطباء وتمريض المستشفى والدكتور محمد حمزة كشك أخصائي النساء والتوليد ورئيس فريق العزل الصحي بالمستشفي كان آخرهما الطفلان « آدم « و» عبد الله « واللذين احتفل المستشفي بقدومهما وهما بحالة صحية جيدة.
“عاشقة الصعاب” تظهر وسط الأطفال في مستشفي قها
كتب : أحمد حسن
تشهد مستشفى شبين القناطر المركزي للعزل الصحي بطولات حقيقية للأطقم الطبية، فمن داخل حجرة كشف الحميات يوجد طبيب يعمل لمدة 8 ساعات متواصلة للكشف على أكثر من 500 مريض وتحويلهم لأخذ المسحة، وعمل الأشعة والتحاليل اللازمة، يساعد الطبيب فريق من التمريض، ووسط زكام المرض ومن كثرة تعب الأطقم الطبية بالحجرة شعرت إحدى الممرضات بالإغماء وسقطت على الأرض وبسؤال الطبيب قال إنها تعمل من أكثر من 12 ساعة متواصلة ولم تخرج من المستشفي والحجرة حيث تقوم بمتابعة ملفات المرضى وصرف العلاج لهم ومتابعة حالاتهم، ومن داخل حجرة التحاليل حيث توجد ممرضة لأخذ العينات، تقوم يوميا بتحليل 500 حالة، وأحيانا تضطرها الظروف للاستمرار في المستشفي والمعمل لمدة ثلاثة أيام دون الذهاب لمنزلها. ومن داخل مستشفى الحجر الصحي في قها بالقليوبية هناك بطولات خاصة للأطقم الطبية، فعلى سبيل المثال إحدى الممرضات يلقبها زملاؤها بعاشقة الصعاب تعشق مساعدة الأطفال المصابين في الحجر الصحي، وهى داعم نفسي للمرضى تحاول أن تخرجهم من حالتهم النفسية السيئة بأفكارها الجميلة وبث روح الابتسامة والمرح.. فى بداية انتشار الفيروس ظلت تعمل شهرا كاملا داخل المستشفى تاركة أطفالها الصغار لتصنع حالة من السعادة بين الجميع تلعب مع الأطفال أثناء إدخال العلاج والطعام لهم في غرفهم وتتقمص دور الطبيب النفسي مع الكبار لتهدئتهم.
تروى “مي” أنها في أحد أيام العمل وجدت طفلة صغيرة من المصابين ترفض تناول الدواء فقامت بالغناء لها لتفاجأ وقتها بفرحة كبيرة وتجاوب من الطفلة التي قامت للرقص معها وسادت روح البهجة في الغرفة وتناولت الدواء، واستمرت فى عمل ذلك مع الطفلة حتى تماثلت للشفاء، وتابعت: أرى أسرتي وأطفالي كل ١٤ يوماً بعد انتهاء مدة عملي فى المستشفي وأتواصل معهم تليفونيا.
وفي قصة أخرى يرويها الطبيب محمد عبد الرازق يقول: كنت أعمل 20 يوما متواصلة اُصبت بتعب شديد قمت بعمل مسحة ظهرت النتيجة إيجابية صُدمت جدا وشعرت بالخوف على أبنائي وأسرتي ولكن اطمأنت عندما علمت أنهم لم يصبهم الفيروس ومررت بضغط نفسي وعصبي خلال فترة العزل، وبعد تجربة الإصابة بكورونا ظللت في مساعدة من حولى سواء من الزملاء أو الأسرة والجيران من خلال تقديم الاستشارات الطبية.
حكاية أول طبيب سلم نفسه للعزل داخل باخرة سياحية بأسوان
كتب : صلاح حسن
من بين بطولات وتضحيات أطقم الجيش الأبيض في أسوان الموقف البطولي للدكتور رضا مصطفى أحد أطباء العزل الذي سطر مع زملائه صفحات من الشجاعة والتفاني أثناء علاجهم للمرضى والمصابين بفيروس كورونا في بدايات انتشاره بمصر.
تجربة الدكتور رضا بدأت بتكليف من الدكتور إيهاب حنفى وكيل وزارة الصحة بأسوان بمهمة الترصد والكشف على السياح وطاقم أحد المراكب السياحية وذلك بحكم أنه كان مدير مستشفى حميات إدفو سابقاً ومتخصص فى مكافحة العدوى.
الأوامر صدرت إليه بتحضير حقيبته للإقامة بالباخرة لمدة أسبوعين وقام بعمل مسحات لكل طاقم الباخرة التى ظهرت بها أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا فى مارس الماضى.
وأظهرت المسحات وقتها إيجابية 40 حالة تم نقلهم بطائرة عسكرية لمستشفى العزل الرئيسي بالنجيلة بمطروح وقتها.
الدكتور رضا يقول: ما قمت به هو دوري وواجبي ومن يرفض أو يتخلي عن علاج أي مريض فهو خائن، مؤكدا أن نداء الواجب الوطنى هو الذى دفعه للعمل ضمن منظومة الفريق الطبى للجيش الأبيض دون النظر لأى مخاطر، خاصة أن الهدف الذى نقاتله غير مرئي وخفى وذلك من أجل أداء رسالتى فى هذه المهمة الوطنية.