ليس من الصعب البحث عن معلومات حول جماعة الإخوان الإرهابية، في ظل وجود شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” ووجود محركات بحث قوية تستطيع أن تحصر لك معظم ما نشر حول الجماعة الإرهابية، ولن يكلفك ذلك سوى ضغطة زر على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر الخاص بك أو هاتفك المحمول لتجد نفسك أمام أكثر من 6 ملايين و160 ألف عنوان معظمهم يتحدث عن تلك الجماعة.
فى خضم هذا الكم الهائل من الموضوعات والعناوين تجد نفسك في بحر من المعلومات تجعلك تعتقد أن كل ما لديك من معلومات عن الإخوان دقيق .. وهنا تكون قد وقعت في الفخ!! أو كما قال الفنان عادل إمام فى فيلمه “مرجان أحمد مرجان”: ” لقد وقعنا في الفخ”.
إنها حقيقة صنعتها كتائب إلكترونية تعمل ليل نهار وتبحث وراء كل كلمة، وخبر، وتقرير، وتحقيق، وحوار يتناول من قريب أو من بعيد ما تقوم به الجماعة الإرهابية، أو تصريحًا صحفيًّا لأحد قادتها، وهنا .. إما أن يتم عمل أكثر من مشاركة وتعميم على كل الأصعدة والقطاعات، للمادة المنشورة أو المرئية أو المسموعة.. أو يتم عمل “هاكر” على الموقع وتوجيه ضربات قوية له لإسقاطه ومنعه من الظهور على محركات البحث حال قيامه بكشف سوأة الجماعة.
وهنا تكون قد وقعت في الفخ عندما تعتمد كليا خلال بحثك باللغة العربية، وأحيانا باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت حول الجماعة الإرهابية، لأن جزءًا كبيرًا منه قد تم تنقيحه بواسطة كتائب الجماعة وصفحاتها الضخمة مما يجعلها أكثر ظهورًا، بل وتتصدر محركات البحث.. مستهدفة إظهار الصورة المثالية للجماعة، بالإضافة إلى الصفحات المشتراة من قبل التنظيم الدولي في عدد من الصحف والمواقع الأجنبية.
لكن، لكى تدقق المعلومات حول الجماعة الإرهابية، فعليك البحث عنها من مصادر متعددة، كالوثائق، وشهادات التحقيق في القضايا التي أتهم فيها أعضاء الجماعة، واعترافات البعض منهم عقب حادثة مقتل النقراشي، وإصدار المرشد العام للجماعة تصريحه الشهير حول القتلة قائلا: “ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ” وهنا اعترف القاتل الطالب “عبدالمجيد حسن” بأن الجماعة كانت على علم كامل بالعملية، بل إن البنا نفسه كان على علم بالعملية ومنفذها.. فبحسب اعترافات محمود عساف مستشار النظام الخاص، أن المرشد العام كان يوم مقتل النقراشي فى حلوان، فهمس عساف فى أذن المرشد “قتل النقراشي” فرد عليه المرشد بلهجة عامية وبصوت خافت ” مسكو الوله ” يقصد عبدالمجيد.
يعد الإعلام الإلكتروني أحد أسلحة الجماعة الإرهابية المهمة، وذات التأثير السريع، وتتوازى مع عمليات التدريب على الأسلحة خلال الأيام الرياضية التي تنظمها الجماعة أسبوعيًّا لأعضائها في بعض المناطق الصحراوية (الظهير الصحراوي لبعض المحافظات) مع العلم أن التدريب على السلاح لا يتم إلا لعناصر معينه، يتم تحديد يومٍ لها للتدريب وغالبا ما يكون في إحدى مزارع الاستصلاح لعنصر من العناصر القيادية.
ولأن الجماعة تحاول دائما أن تظهر مالا تبطن فقد احترفت أمرين مهمين ليكونا ساترًا قويًّا وحماية لها ويجعلها أكثر قدرة على كسب تعاطف الجماهير.
الأمر الأول : هو ما يعرف بحلقات العلم في المساجد والمكتبات التي تمتلكها الجماعة، وبعض أبنية المحبين المستخدمة فيما يسمى بالعمل الخيرى.
الأمر الثاني: العلاقات الاجتماعية والتي تعتمد على تقديم المساعدات المالية والعينية لأسر المعتقلين أولا ثم لأسر المحبين، والمستهدفين من الشباب، وفى النهاية الفقراء.
كانت الجماعة الإرهابية لها السبق في استخدام الشبكة العنكبوتية لترسيخ المفاهيم المغلوطة وتبييض صورة الجماعة والحديث على أنها ليست سوى جماعة دعوية لا تستهدف الوصول إلى السلطة، ودائما ما تؤكد على قادة مجموعاتها ليرددوا ذلك على مسامع المريدين.. وهى فى الحقيقة لا تبتغى غير السلطة مهما كلفها الوصول إليها من دماء تراق بغير حق.
استطاع الأمريكان مبكرًا صقل مواهب كوادر الجماعة في هذا المجال جيدا وكيفية استخدامه في ابتزاز الأنظمة وتحقيق أكبر قدر من المكاسب وإحداث القلاقل وهدم الدول وتهديد استقرارها .. ظلت كوادر الجماعة الإرهابية تواصل استقطاب المريدين وتغيير الصورة وتغييب العقول ومن خلف الستار تصنع مجموعات من القتلة .. ولأن هذا ليس بجديد عليها إنما هو منهجهم منذ أكثر من 90 عامًا بل إن صح التعبير منذ أكثر من 94 عامًا عندما أرادت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة استبدال الرجل المريض(تركيا) بجماعة دينية تقوم بالدور الذى قامت به تركيا على مدى أكثر من 200 عام وهو الإبقاء على المنطقة ـ منطقة صراعات وتوتر وعدم استقرار ـ وهدم أي مشروع وطني لدى أى من دول المنطقة، وذلك لسلب مواردها.
كان عشاق السلطة (جماعة الإخوان) على استعداد كامل، للتضحية بأي شيء.. ففي الوقت الذى كان ينادى فيه حسن البنا وأتباعه بجلاء الإنجليز في الظاهر.. كانت تربطهم بالمخابرات البريطانية علاقة قوية ويحصلون من المخابرات البريطانية على دعم لتأسيس الجماعة.. في الوقت ذاته كانت كوادرهم تتحدث وسط الشارع المصري عن بطولات وهمية لأفراد الجماعة مختلقة على خط القناة، مثل تفجير أحد المعسكرات الإنجليزية الذى لم يسفر عن مقتل أو إصابة أي من أفراده وهو ما يذكرنا “بصواريخ القسام”.
وانتهجت الجماعة منهجًا محددًا يبدأ “بقسم الولاء” الذى يبايع فيه عضو الجماعة القائد على “السمع والطاعة ” واعتبار الجماعة ورسائل الإمام هي المرجعية الأولى والأخيرة .. ليرفعوا منزلة إمامهم إلى منزلة أعلى من الصحابة والخلفاء الراشدين.
وأما نص البيعة فهو: «أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جندياً في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في المنشط والمكره، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي، وعلى ألا أنازع الأمر أهله. والله على ما أقول وكيل»، وتكون هذه البيعة من خلال وضع اليد باليد، وبعدها يصبح الشخص أخًا في الإخوان المسلمين. وفور البيعة يصبح الشخص مؤهلًا لخوض عدة مراحل أخرى من التأهل والرقي داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، وتترتب عليها مجموعة من الالتزامات منها الالتزام المالي، حيث يصبح على كل عضو دفع 2.5% من دخله للحركة.
وفى بيعة التنظيم الخاص يوضع المصحف والمسدس عند القسم .
وهذا هو نفس القسم الذى أقسمت عليه حركة حماس خلال احتفالها السنوي، شهر ديسمبر 2006 وتناقلته كافة وسائل الإعلام في ذلك الوقت معلنة انتماءها للجماعة الإرهابية.
يكشف قسم الجماعة أنها تؤصل لإقامة دولة داخل الدولة فولاء اعضائها ليس للدولة ولكن للجماعة وهو ما يوضح عدم إيمان أعضائها بالأوطان، وكذلك يكشف سر مقولة سيد قطب “الوطن حفنة من تراب عفن”، وكذا تصريح مهدى عاكف في حوار له مع روز اليوسف في 6 إبريل 2006 عندما قال ” طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر”
لم تكن الجماعة يوما تدعو إلى السلم، ولكنها تدعو دائما إلى العنف وإراقة الدماء، وما الجماعات الأخرى والتنظيمات سوى أفرع خرجت من ذات الجذع المسموم (جماعة الإخوان المسلمين).
فالكشافة كانت بداية التنظيم الخاص “التنظيم السرى” بقيادة عبدالرحمن السندي والذى كان مسئولاً عن عمليات الاغتيالات لكل من يخالف الجماعة في الرأي حتى وإن كان أحد اعضائها مثل “سيد فايز” الذى أرسل له السندي علبة حلوى مفخخة بمناسبة المولد النبوي الشريف.
تعد جماعة الإخوان أو “جماعة الدم” هى المعين الذى شربت منه وتأثرت به كافة التنظيمات الإرهابية، وهو ما وثقته دراسة أعدها “مكتب ناين بدفورد للتحقيق الدولى” فى لندن وصدرت فى 150 صفحة فى 2 إبريل 2015 كشفت خلالها بالوثائق علاقة الإخوان بـ “تنظيم القاعدة” فقد سهل شقيق سيد قطب في إلحاق عبدالله عزام (معلم أسامة بن لادن والأب الروحي له) بإحدى الجامعات بالسعودية ثم انتقل إلى أفغانستان، كما كشفت الدراسة علاقته بتنظيمات التكفير والهجرة، وكذا علاقة أيمن الظواهري بالإخوان من خلال تأثره بخاله محفوظ عزام محامى الإخوان وإحدى قيادات الجماعة.
فقد تم رصد تحويل خيرت الشاطر نائب المرشد لمبلغ 25 مليون دولار لـ أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي وذلك خلال العام التي ترأس فيها محمد مرسى مصر.
وليس تنظيم القاعدة فقط الذى ارتبط بالإخوان، لكن كافة التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل الجماعة الإسلامية، والجهاد، والتكفير والهجرة، والسلفية الجهادية، وأنصار بيت المقدس جميعها ارتبط بها وشرب من معينها وتحالف معها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وكشفت الدراسة أيضا العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي، وتنظيم الشباب في الصومال وكتائب عز الدين القسام وتنظيم ولاية سيناء وجماعة بوكو حرام بالإضافة لتنظيم داعش. حيث تشير الدراسة إلى أن جميع هذه التنظيمات تتشارك في نفس المنظومة القيمية والافكار الايديولوجية التي جاءت جذورها من عقيدة وقيم الإخوان.