https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تلاقى الحضارات

1250

مصر التى تمسك بوصلة السياسة الخارجية بثبات فتحقق التوازن وتخلق الاستقرار فى العلاقات الذى يكسبها المزيد من الثقل الدولي، ترسخ أيضا لنظريتها السياسية التى تكاد تؤكد عدم صحة نظرية صدام الحضارات التى أسس لها «صامويل هنتنجتون» بنظرية صراع الحضارات التى تقول إن صراعات ما بعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسى للنزاعات بين البشر فى السنين القادمة وهو ما استغله الغرب لتشكيل نظام عالمى جديد وبالتحديد فى الشرق الأوسط يكون مبنيًا على صراعات أيديولوجية توسع حجم الصراعات بين أصحاب الحضارات حتى تتلاشى فتصبح أحدث دول العالم أقدمها حاضرة، ورغم أن هذه النظرية تفاعلت نتائجها على الأرض وخاصة بعد ثورات الربيع العربى فهدمت حضارات فوجدنا الصراعات العرقية قد تمددت حتى قضت على آثار ومعالم تركها التاريخ ووثائق لدعم الهوية الحضارية لهذه الشعوب، وكالعادة مصر لم تستسلم لهذا الصراع البغيض وأدركت أن الأشجار التى ارتوت من عظم التاريخ عليها أن تنبت مستقبلا مزهرا يجنى ثماره شعوب هذه الدول وبالفعل أسست مصر لنظرية تتناقض مع الأولى وتعتمد على تلاقى الحضارات لا صدامها، فالتلاقى يعزز السلم والأمن الدوليين ويحقق الرخاء للشعوب، فالمتابع لزيارات الرئيس الخارجية سيجد هذا المعنى والذى يتضح بشكل ملحوظ فى العلاقات المصرية الصينية فقد اتفقت الحضارتان على استغلال إرثهما الثقافى والحضارى ليكون دفعة قوية للعلاقات بين البلدين ومن هذا المنطلق الذى هدم نظرية صراع الحضارات استطاعت الدولتان تحقيق نمو ملحوظ على الصعيد الاقتصادى ولعل آخر هذه الأرقام هو 18 مليار دولار الاستثمارات الصينية القادمة إلى مصر خلال الفترة القادمة أيضا مصر داعم أساسى لمبادرة الحزام والطريق التى ستصب خيراتها فى محور قناة السويس، لا يمكن أن نغفل أن الصين فتحت لمصر أبواب البريكس وقمة العشرين فى محاولة منها لدعم حليفتها المصرية للتواجد مع الكبار فى الاقتصاد، أما على المستوى السياسى فهناك تفاهمات سياسية كبيرة بين كلا البلدين سواء على مستوى القضايا الإقليمية أو الدولية وتضح الرؤية كثيرًا فى القضايا الإفريقية وأيضا فى بعض القضايا العربية، أما على الصعيد الثقافى فقد استغل كلا الزعيمين الحب المتبادل والعلاقات الطيبة بين الشعوب وقاموا بإطلاق العام الثقافى المصرى فى الصين والعام الثقافى الصينى فى مصر وهذا خلال زيارة الرئيس الصينى إلى القاهرة، هذا بخلاف الجسور الثقافية الممتدة بين البلدين.
مصر تتجه شرقا ولكنها أيضا تتجه غربا وشمالا وجنوبا لأنها مصر محور العالم ومركز الكرة الأرضية وأم الدنيا ومهد الحضارة فهكذا الدول العظمى.