رئيس مجلس الإدارة
بغداد.. كما رأيتها
By amrأبريل 19, 2018, 18:46 م
2008
تحتل العراق مكانة كبيرة فى قلب كل عربى.. تاريخ كبير مع إسهام فى مجالات كثيرة وأهمها الثقافة العربية فى الماضى والحاضر وقدمت العديد من القامات الكبيرة فى الأدب والفن والفكر على مر العصور.
والآن العراق يبدأ الصحوة بعد معارك داخلية وخارجية انهكت الجسد العراقى وكان الثمن غاليًا فلم يعد الجيش العراقى حتى الآن كالسابق فى قوته ولحمته ودفاعه عن وطنه بمعنى الكلمة أى أنه جيش لا يفرقه شىء.. كان يحسب له ألف حساب لما يملكه من قدرات كبيرة وخبرات مكنته من الصمود سنوات طويلة فى حربه الكبيرة مع إيران.
ولكن تم تسريح هذا الجيش بعد سقوط حكم صدام حسين الرئيس الذى دفع حياته ثمنًا لحكم الفرد وغياب الديمقراطية فى بلاده وأيضًا العديد من الأخطاء التى أنهت حكمه.. ودفعت بلاده ثمنًا كبيرًا لذلك.. من انقسام وفتنة بين أطياف الشعب العراقى من سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين فى وضع يؤجج فكرة التقسيم والنزاع العرقى والمشكلة الكردية ومسألة الحكم الذاتى والانفصال فى العراق.
أيضًا ظهرت فيما بعد صدام وانسحاب قوات التحالف.. وبداية إعداد جيش وطنى من جديد وشرطة تحقق منظومة الأمن المفقود بعد الحروب والتدخل الدولى بقيادة أمريكا فى العراق.
وضرورة تواجد قوات تساهم فى حفظ الأمن من الجيش العراقى والشرطة فى القيام بهذه المهمة الصعبة.. بعد حرب طاحنة جديدة قادها الجيش والحشد الشعبى ضد داعش لتحرير الأرض العراقية من هذه الفئة الضالة وحكم دولة داعش أو الدولة الإسلامية.
لقد استغلت هذه الشرذمة التى تتكون من العديد من الجنسيات والمدربين أحدث تدريب على حرب العصابات وأعمال التفجير والقنص.
حالة الضعف والانقسام السياسى بين الفرق المختلفة والتى رغب الغرب فى أن تكون العراق بهذه الصورة.. وأن يحتل داعش جزءًا كبيرًا من العراق وسوريا لإقامة حلم الدولة الإسلامية.. وأى دولة إسلامية تلك التى تقوم على السبى للنساء وانتهاك الحرمات وسفك الدماء للأبرياء ونهب الثروات وبيع بترول العراق عن طريق عصابات دولية يشارك فيها كل من هؤلاء الأوغاد الملقبون بداعش والذين يقودهم أبو بكر البغدادى واليهودى الأصل إلى كل من تركيا وإسرائيل.. استغلت داعش كل الظروف مدعومة من أمريكا وقوى كثيرة وتمويل من قطر وتركيا والعديد من المصادر حول العالم أن تحقق انتصارا على الأرض وأن ترهب نفوس أبناء الشعب السورى والعراقى وتسفك دماءهم وتحتل المساحات الشاسعة فى وقت قصير.
ولكن أخيرًا عندما توحد الهدف والتحم الشعب ممثلا فى الحشد الشعبى مع الجيش والشرطة استطاعا فى وقت قصير أيضًا أن يحررا الأراضى العراقية والانتصار.
وماذا بعد
مازالت هناك بعض الجيوب من الإرهابيين مطلوب تطهير البلاد منهم لفرض الأمن وبدء عملية البناء والتنمية.
الانتخابات والمستقبل
بدء الحوار السياسى والمجتمعى من أجل إعادة بناء العراق والحقيقة هناك نوع ومناخ من الحريات غير مسبوق وبدون سقف أتمنى أن يكون من أجل عراق موحد.. وألا تنخرط النخبة فى صراع مصالح وطوائف.. وفى الثانى عشر من شهر مايو القادم تجرى الانتخابات البرلمانية التى يتسابق فيها العديد من الائتلافات والشخصيات العامة والقبائل والنخبة السياسية وأفراد للتسابق على مقعد فى البرلمان العراقى فى تشكيله الجديد.
ولكن الظاهر فى الحملات الانتخابية عدم وجود حزب سياسى كبير فى الساحة ولكن يختلف الانتماء السياسى والتوجه وتظهر بوضوح جماعات تدافع عن أسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءًً للعراق خلال الفترة الماضية.
ماذا ستفرز هذه الانتخابات؟ هذا ما سنراه قريبًا ونأمل أن تكون خطوة لإعادة البناء ونهضة عراقية جديدة.
مصر والعراق
العلاقة تاريخية ومتشعبة فى جميع المجالات وكانت العراق من أكثر الدول العربية استقبالا واحتياجًا للعمالة المصرية.. والآن فى هذه المرحلة لابد من وجود دور مصرى فى عملية إعادة التعمير من خلال الشركات المصرية فى جميع المجالات وقد سافرت لجنة إلى هناك برئاسة المهندس إبراهيم محلب للتنسيق ولنا شركات تعمل فى مجال البترول ولكن السوق العراقى يحتاج كل شىء بدءًا من المنتجات الغذائية وصولًا إلى الصناعات الهندسية ومواد البناء وغيرها مما يتوافر لدينا كمنتج مصرى بجودة وسعر منافس وأيضًا فى مجالات التعليم والبحث العلمى والصحة والسكان وغيرها.
أيضًا المناخ مهيأ للعمالة المصرية وهم يفضلونها بحكم الروابط والعلاقات ويحملون لنا كل مشاعر الحب والترحاب.. إن إعادة إعمار العراق تحتاج إلى جهد كبير يستحق أن نكون معهم فى هذه المرحلة.
القوى الناعمة
ليس بالصناعات والخدمات فقط ولكن الانفتاح الثقافى ووجود القوى الناعمة ودورها فى هذه المرحلة وأعتقد أن تواجد مائتى ناشر مصرى فى معرض بغداد بداية طيبة.
تنظيم التواجد
ولكن لابد من تعميق التعاون الثقافى بشتى مناحى الإبداع من مسرح وسينما وموسيقى وكتاب وغيرها.. لأهميتها فى دعم العلاقات بين شعوب العالم وعلى الأخص العالم العربى.
وهناك نموذج طيب لمستثمر مصرى فى إنشاء فندق فى بغداد..هى بداية طيبة فبغداد مقصد سياحى لما تشتمل عليه من مزارات دينية للشيعة والسنة وكذلك العديد من الآثار التى تجذب الكثير من أنحاء العالم.. ومازالت كمدينة كبرى تحتاج لمزيد من الفنادق والمنتجعات السياحية وأيضًا ثورة فى الإعمار والبناء لتلبية احتياجات السوق هناك.
إذا زرت بغداد لا تنسى شارع السعدونى ومطاعمه والمقاهى المنتشرة على جوانبه.. وأيضًا منطقة الكرادة وشارع أبى نواس على نهر دجلة.
والأكلات الشهيرة مثل المسكوف وهى سمكة جميلة مثل البلطى المصرى ولكن عشرة أضعافها وتشوى وتكفى لخمسة أفراد على الأقل ومنظر المشاوى أمام المحلات.. أيضًا الباقلاء وهى الأكلة الشعبية فى الصباح عبارة عن خبز وفول وبصل وبيض كل طبقة فوق بعضها ولها طعم خاص..
وما أحلى خبز بغداد بأنواعه الجميلة الشهيرة والمشرب باللحم.. وكرم أهل بغداد الذى يندر أن تجده فى بعض البلاد.. وهناك الأعظمية والكاظمية.. ومسجد أحمد بن حنبل وموسى الكاظم وكوبرى الأئمة.
والسيطرة وهى الكمائن الأمنية المنتشرة فى جميع أحياء بغداد.. والتى آمل من الله أن تنتهى باستتباب الأمن واستقراره فى بلاد الرافدين.