https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

لماذا يستهدفون مصر في ذكرى النصر؟!

102

قبل عدة أيام جاءت رسالة عبر البريد الإلكتروني الخاص بي تطلب ضرورة إخلاء مساحة من الإيميل الشخصي بعد أن تجاوز حجم المواد المخزنة عليه الحد المسموح به، حاولت مراجعة الإيميل والتخلص من بعض رسائل البريد غير المهمة وحفظ الملفات المهمة على الهارديسك الخاص بي لكي تكون هناك مساحة كافية كي أتمكن من تلقي الرسائل من جديد عبر الإيميل.

استوقفتني بعض الرسائل، وعند مراجعتها اكتشفت رابطا مهما لم أكن قد التفت إليه بالتدقيق من قبل، وهو ما جعلني أعيد البحث فى الأمر، لأجد أنه على مدار العقد ونصف العقد الماضي كان هناك رابط أساسي بين أحداث كثيرة خاصة عمليات استهداف الدولة المصرية من قبل قوى الشر.

فمن المعلوم أن الأحداث لا تأتي صدفة والتحركات باتجاه الدول لا تحركها الرياح؛ بل يكون وفق مخطط محكم، وترتيبات دقيقة، خاصة إذا كانت دولة بحجم الدولة المصرية.

ولست مبالغا إذا قلت إن ما حدث فى أكتوبر 1973 كان بمثابة زلزال مدمر حطم أحلام وأطماع قوى الشر مما جعلها تعيد ترتيب أوراقها من جديد، وفى كل مرة تجد أكبر حجر عثرة أمام مخططها الدولة المصرية بجيشها الذي لم يحد يوما عن مهمته الوطنية، ولن يحيد عنها، فعقيدته راسخة وإيمانه لا يتزعزع وقوته لا تلين.

ومع تدافع الأحداث، وتعدد السيناريوهات المطروحة من قبل قوى الشر للمنطقة، تأتي فى كل مرة ذكرى النصر التي تعيد إلى أذهانهم آثار الهزيمة، فيحاولون بشتى السبل، خلق أزمة للتغطية على الاحتفال بذكرى النصر.

إن العدو ومعاونيه من قوى الشر لا تزال آثار هزيمة السادس من أكتوبر 1973 وكوابيسها تلاحقه، كما وصفته جولد مائير قائلة “كان كابوسا لا ينسى وزلزالا مدمرا عشناه”، تقض مضاجعهم وتؤثر عليهم، ويحاولون فى كل عام أن يزيفوا الحقائق، أو يحاولون تشويه النصر.

لكن تلك المحاولات لن تجدى نفعا مع المصريين، فهم يمتلكون ما لم يمتلكه شعب آخر “جينات جيل أكتوبر”.

راجعت بعض الأحداث فوجدتهم كما خططوا لأن تكون أحداث الخامس والعشرين من يناير لطمس جزء من تاريخ البطولة المصرية، عندما تصدى أبطال الشرطة البواسل للاحتلال الإنجليزي فى معركة الإسماعيلية فكان يوما لعيد الشرطة المصرية؛ وأرادت قوى الشر أن تطمس ذلك اليوم، لكن الشعب المصري فطن؛ لذلك أدرك حجم المؤامرة، فسرعان ما استرد وطنه المختطف، وساند مؤسساته لكي تستعيد قوتها ومكانتها.

لم تكن الأحداث التى مرت بها مصر خلال العقد الأخير صدفة، لكنها جزء من مؤامرة تستهدف مصر الدولة التي قضت على حلم إسرائيل الكبرى المزعوم وتصدت لكل المشاريع التوسعية فى المنطقة على حساب الدول الوطنية.

ودعونا نتوقف عند نقاط محددة، نطرح بعض التساؤلات ونحاول الإجابة عنها معا من خلال الأحداث والمعلومات المتوفرة عنها.

لماذا اختارت العناصر التكفيرية يوم 1 يوليو 2015 للهجوم على عدد من الأكمنة والارتكازات الأمنية فى سيناء فى توقيت متزامن؟

هل كان الهدف فقط محاولة الحصول على جزء من سيناء وإعلان الولاية؟

أم كان هناك هدف آخر سيتم العمل عليه؟ وترويجه عبر أدوات الإعلام الخاصة بهم؟

لماذا تم اختيار يوم السابع من أكتوبر 2023 تحديدا للقيام بعملية طوفان الأقصى؟

هل هو تحريك القضية أم هناك هدف آخر؟

لماذا ترتفع وتيرة الأحداث وتتصاعد مع الاحتفال بذكرى نصر السادس من أكتوبر، أو بذكرى تحرير سيناء فى 25 أبريل، أو فى العاشر من رمضان؟

فى ذكرى العاشر من رمضان لعام 1432 هجرية الموافق 26 يونيو 2015 كانت هناك معلومات تشير إلى استهداف قوى الشر والتنظيمات التكفيرية التابعة لها بعض الأماكن للقيام بعمليات إرهابية تجاه بعض الأهداف.

فى الثامن والعشرين من يونيو شارك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة رجال القوات المسلحة والقضاء والإعلام وكبار رجال الدولة وقدامى قادة القوات المسلحة حفل الإفطار الذي تنظمه القوات المسلحة.

حضر الإفطار المستشار عدلي منصور والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وشيخ الأزهر وعدد من الوزراء والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وكبار قادة القوات المسلحة وقيادات وزارة الداخلية ورجال القضاء والإعلام والكتاب والمثقفين والشخصيات العامة.

فى اليوم التالي لاحتفال الدولة بذكرى العاشر من رمضان الموافق 29 يونيو 2015 تم اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام فى ذلك الوقت عن طريق سيارة مفخخة استهدفت موكبه خلال تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالي، أصيب النائب العام على إثر التفجير بنزيف داخلي وشظايا وأجريت له عملية جراحية دقيقة فارق فى أعقابها الحياة فى مستشفى النزهة الدولي.

فى يوم 30 يونيو 2015 شيعت جنازة الشهيد المستشار هشام بركات فى جنازة عسكرية تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فجر يوم 1 يوليو 2015 ومع أول ضوء فى الساعة السادسة و55 دقيقة صباحا تم استهداف أكثر من 15 كمينا فى رفح والشيخ زويد، فى توقيت متزامن بواسطة أكثر من 300 عنصر تكفيري تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، ومدعومين من قبل قوى الشر بهدف إعلان ما يسمى بولاية سيناء.

كان الهدف ضرب عصفورين بحجر واحد أن يحقق التنظيم الإرهابي نصرا تحتفل به قوى الشر وتعترف بولايته اللقيطة؛ الهدف الثاني أن يتحول أي احتفال بنصر أكتوبر إلى احتفال بهزيمة فى نفس التوقيت مع اختلاف الأعوام.

وانتصر الجيش المصري، وسطر أحفاد جيل أكتوبر ملحمة بطولية أضيفت إلى سجل الشرف والفداء، وقتل 100 تكفيري، فى ذلك اليوم واستشهد 17 بطلا من أبطال القوات المسلحة، وتحطم حلم الولاية التي حاولت قوى الشر تحقيقه.

إذًا فاختيار تسلسل الأحداث المستهدفة للدولة المصرية لم يكن صدفة بل سيناريو محكم تضعه أجهزة استخبارات لقوى الشر وتحدد التوقيتات بدقة، بل قد تستخدم بعض العناصر من أجل تحقيق هدفها الخبيث.. إما إحداث حالة إرباك للدولة المصرية وتقديمها على أنها غير قادرة على حفظ الأمن والاستقرار أو صناعة نصر تمحو به عار الهزيمة التي منيت بها فى 6 أكتوبر 1973 حتى وإن استخدمت عناصر فى ظاهر الأمر تبدو فى عداء شديد معها، لكن وقائع وحقائق الأمور تسير على غير ذلك.

وليراجع كل منا زيارة نتنياهو للمستشفى الميداني الذي أقامته إسرائيل فى الجولان فى 18 فبراير عام 2014 لعلاج عناصر تنظيم داعش الإرهابي والذين اعتبرتهم إسرائيل عناصر معارضة للنظام السوري، وهم فى الواقع عناصر من تنظيم داعش الذين يتلقون الدعم من إسرائيل ويتم استخدامهم بالمنطقة العربية.

لقد كانت مصر تستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر عام 2023 وقد أعدت الدولة المصرية برنامج احتفال على مدى الشهر كاملا لتعم روح النصر فى كل قطاعات الدولة المصرية.

لكن قوى الشر لم تكن تريد ذلك ففي الوقت الذى كانت مصر تستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر؛ جاءت عملية “طوفان الأقصى”  فى 7 أكتوبر 2023 كما أطلقت عليها حماس لترد عليها إسرائيل فى اليوم التالي بأكبر عملية عسكرية فى قطاع غزة لتدمر وتقتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمر البنية التحتية مستهدفة تصفية القضية،  وتوقف مصر احتفالات النصر،  وتعمل على تخفيف المعانة عن الأشقاء فى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لكن الأمر لدى قوى الشر لم يكن يستهدف استغلال ما حدث لتصفية القضية إنما كان يستهدف أيضا الدفع بالفلسطينيين خارج أراضيهم ليتخذوا من سيناء وطنا لهم، وهو ما روجت له إسرائيل فى البداية من خلال أبواقها الإعلامية فى الغرب.

وكانت مصر قد قرأت المشهد مبكرا، فأعلن الرئيس السيسي أن التهجير للفلسطينيين خط أحمر وأن مصر لم ولن تقبل المساس بحبة رمل واحدة من ترابها الوطني، كما أنها ترفض تصفية القضية، وأنه لا استقرار فى المنطقة بدون سلام حقيقي مبني على حل الدولتين.

فلم يكن الأول من يوليو 2015 يوما عاديا كباقي الأيام اختارته قوى الشر لاستهداف الأكمنة والارتكازات فى سيناء فى توقيت متزامن، ولم يكن السابع من أكتوبر 2023 يوما تم اختياره اعتباطيا.

إن استمرار محاولات قوى الشر النيل من كل انتصار حققته الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، لهو جزء من سيناريو يستهدف النيل منها؛ لكن وعى شعبها وإدراكه لحجم ما يحاك لدولته من مؤامرة يجعله أكثر قوة وقدرة على التصدي لمثل تلك المؤامرات.

إن الجيش الذي استطاع أن يفعلها مرة، يستطيع أن يفعلها كل مرة، فمصر لديها جيش يمتلك القوة والقدرة، لكنها القوة الرشيدة، وإذا أرادت كانت قوة غاشمة ضد كل من تسول له نفسه أن يمس حبة رمل واحدة من تراب هذا الوطن.

فالشعب المصري هو بطل معركة السادس من أكتوبر.. وهو بطل معركة استرداد الوطن بعد اختطافه من جماعة الإخوان الإرهابية.. وهو بطل معركة البناء والتنمية. وهو بطل الحفاظ على الوطن فى مواجهة أي محاولة للنيل من الدولة المصرية.

إن ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات غير مسبوقة ونحن نحتفل بذكرى مرور 52 عاما على نصر أكتوبر تستوجب منا جميعا أن نستلهم روح أكتوبر فى كل ميادين العمل والبناء، وندرك أن ما قدمته مصر للدولة الفلسطينية لم تقدمه دولة أخرى بل ولن تقدم مثله دولة أخرى عربية كانت أو إسلامية وليس ذلك سوى جزء من واجبنا تجاه إخواننا فى الأراضي المحتلة وقضيتنا المركزية التي لن نتنازل يوما عن الدفاع عنها.

وفى ذكرى النصر تحية لكل الأبطال الذين ضحوا من أجل الحفاظ على هذا الوطن وأمنه القومي فسالت دماؤهم الطاهرة تروى ثراه على كل محاوره الاستراتيجية.

تحية لجيش الشعب الذي يحمي ويبني وينمي ويحفظ لهذا الوطن مقدراته.

تحية لقائد تحمل المسئولية فى وقت عصيب، فقاد سفينة الوطن رغم كل التحديات، ليصل بها إلى بر الأمان.

تحية إلى الشعب العظيم فى عيد النصر.