https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

قمة تاريخية فى وقت قياسي

84

صباح الإثنين الماضي كانت أنظار العالم تتجه إلى مصر، وبالتحديد إلى أغلى بقعة من أرض الوطن سيناء وفي القلب منها مدينة السلام شرم الشيخ، كما تصفها الأدبيات.

قمة شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب على غزة، لم تكن قمة عادية بل كانت قمة تاريخية، بما تحمله الكلمة من معنى، سواء فى عدد الحضور والتمثيل الدولي، أو توقيت الانعقاد، أو ما اتخذته من مسار لوقف حرب استمرت أكثر من عامين.

 فبمشاركة 31 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، عقدت القمة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكثر من 27 رئيس دولة ورئيس حكومة والأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس المجلس الأوروبي.

 

لقد كان توقيع اتفاق السلام ووقف الحرب فى غزة بمثابة نقطة فارقة لإحلال السلام، بعد أن استمرت الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من عامين.

جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس ترامب لحضور توقيع إنهاء الحرب على غزة بعد أن نجحت مجموعات التفاوض فى الوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بجهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية، كان ذلك يوم الأربعاء قبل الماضي خلال تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، وعقب دعوة الرئيس أعلن البيت الأبيض عن موافقة الرئيس ترامب على حضور توقيع الاتفاق وزيارته لمصر وإسرائيل.

لم تمض سوى ساعات حتى تم الإعلان عن موعد قمة شرم الشيخ للسلام وإعلان التوصل إلى اتفاق بشأن وقف الحرب على غزة.

(1)

فرحة عارمة سادت الشارع الفلسطيني والمصري والعربي، بل العالم، أخيرا ستتوقف أصوات القصف، وتصمت المدافع التي لم تتوقف على مدى عامين، فدمرت العمران وقتلت البشر.

مع إعلان موعد القمة فى الثالث عشر من أكتوبر الحالي الذي لم يكن يفصله عن دعوة الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي للحضور سوى 96 ساعة فقط، بدا العمل على الإعداد للقمة، فى مدينة شرم الشيخ.

72 ساعة فقط يجب أن تصل الدعوات للقادة والزعماء المشاركين فى القمة، استنفار على كافة المستويات، خاصة وأنه قد تم توقيع المتفاوضين من الجانبين على وقف الحرب بعدها بعدة ساعات أعلنت الحكومة الإسرائيلية الموافقة على وقف إطلاق النار ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ ويبدأ الإعداد لمرحلة تسليم الرهائن والإفراج عن المعتقلين، وهو ما تم صباح يوم انعقاد القمة.

لم يكن الأمر باليسير لكن دولة مثل مصر كانت ومازالت تحمل على عاتقها مسؤولية إحلال السلام فى المنطقة، وتعمل على ذلك رغم التحديات، ولأن دبلوماسيتها ترتكز على ثوابت راسخة، كان الأمر مختلفا.

تحركات دبلوماسية واتصالات رئاسية، لدعوة القادة والزعماء لحضور القمة التي كانت بمثابة اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة على أرض مصر.

وبدأ العمل للإعداد للقمة التاريخية، التي ستشهد هذا الكم من الحضور رفيع المستوى، الأمر الذي يستلزم استعدادات كبرى، ليعمل كل فى اختصاصه لإنجاز المهمة على أكمل وجه.

 الهيئة العامة للاستعلامات كونها المسؤولة عن الإعلام الخارجي تلقت طلبات حضور لوسائل إعلام دولية زادت على 88 وسيلة إعلامية مثلها 232 صحفياً ومراسلاً من وسائل الإعلام الأجنبية للمشاركة فى التغطية الإعلامية للقمة، من بينهم (173) صحفياً ومراسلاً لوسائل إعلام أجنبية، من المعتمدين المقيمين فى مصر، و(59) من الذين قدموا من الخارج خصيصاً من أجل نقل وقائع القمة ونتائجها إلى كل شعوب العالم.

18 وكالة أنباء عالمية، و36 شبكة تليفزيونية واسعة الانتشار، إضافة إلى 18 من أهم الصحف من كل قارات العالم.

وكعادة شرم الشيخ دائما تبهر الجميع من الوفود المشاركة فى المؤتمرات والفعاليات التي تجرى على أرضها.

وفى صباح الإثنين الماضي كان العالم يترقب لحظة توقيع اتفاق وقف الحرب على غزة، وفى صباح ذلك اليوم بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي فى استقبال الرؤساء والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورؤساء الوفود المشاركة بمركز المؤتمرات الدولية، الأمر يسير بشكل مبهر رغم عدد المشاركين.

المركز الصحفي الملحق بمركز المؤتمرات الدولية من الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة بدأ فى استقبال المراسلين والإعلاميين والصحفيين من كافة دول العالم.

كافة القنوات العربية والأجنبية استعدت لمتابعة القمة من خلال مراسليها الذين اتخذوا أماكنهم داخل المركز الصحفي وخارجه لنقل فعاليات القمة لحظة بلحظة.

الوفود الإعلامية التي قدمت إلى مدينة شرم الشيخ قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد حرصت فى صباح الأحد على أن تقوم بعمل تقارير عن أجواء الاستعداد للقمة التاريخية لوقف الحرب والتي يحضرها الرئيس الأمريكي.

شوارع المدينة تتميز الحركة المرورية فيها بالانسيابية الشديدة، رغم الموسم السياحي الذي تعيشه فقد كانت معظم الفنادق بلغت نسبة الإشغال بها 100%.

احترافية الأداء الأمني كانت موضع تقدير الجميع، خاصة أن وجود هذا العدد من الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات فى توقيت واحد يلقى بعبء كبير على مسؤولي التأمين.

لقد استطاعت الأجهزة الأمنية باحترافيتها العالية فى تأمين القمة والوفود أن ترسل رسالة إلى العالم أن مصر تنعم بالأمن والأمان رغم المحيط المضطرب؛ وهو ما لفت انتباه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

عملت كافة الأجهزة التنفيذية فى محافظة جنوب سيناء على الإعداد للمؤتمر باحترافية شديدة وحرص اللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء على متابعة كافة الاستعدادات للقمة.

(2)

عقب وصول الوفود واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لرؤساء الوفود، فى قاعة المؤتمرات فى الساعة الثانية عشر ظهرا، حرص الرئيس على عقد جلسة مع عدد من القادة والرؤساء والمشاركين فى القمة، كما عقدت عدة مباحثات ثنائية على هامش القمة بين مصر وإيطاليا وكذا بين مصر وألمانيا؛ لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وحرص الرئيس على التأكيد على أهمية إحلال السلام وضرورة إعلان الدولتين لضمان استمرار تحقيق السلام فى المنطقة.

وعقب وصول الرئيس الأمريكي إلى مطار شرم الشيخ الدولي قادما من إسرائيل بعد كلمة ألقاها داخل الكنيست حول أهمية وقف الحرب.

 وصل الرئيس الأمريكي إلى قاعة المؤتمرات، وفى تمام الساعة الخامسة مساء بدأت فعاليات القمة بصورة تذكارية للقادة والزعماء المشاركين، أعقبها كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلالها أهمية وقف إطلاق النار وإحلال السلام وضرورة الوصول إلى حل الدولتين لتحقيق سلام شامل ورسم مرحلة جديدة للشرق الأوسط.

وهنا لابد أن نتوقف عند كلمة الشرق الأوسط الجديد التي جاءت فى كلمة الرئيس السيسي، فقد حدد الرئيس ملامحه فى أنه يرتكز على أن تُبنى مدنه بالأمل بدلاً من أن تُدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض… شرق أوسط خالٍ من كل ما يهدد استقراره وتقدمه.. شرق أوسط تنعم جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة، وحقوق مصانة…. شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف.. شرق أوسط خالٍ من جميع أسلحة الدمار الشامل.. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليمياً ودولياً.

إنها رؤية مصر الواضحة والثابتة والتي لم ولن تتغير، قرار مرتكز على ثوابت تاريخية، لا اعتداء فيها على حدود الدول ومقدرات الشعوب، لا تهديد فيها لأمن واستقرار الأوطان، لا مشروعات توسعية على حساب الغير، لا مؤامرات لهدم الدول بل تعاون من أجل غد أفضل للشعوب.

كما حرص الرئيس على أن يضع العالم أمام مسؤوليته معلنا عن استعداد مصر لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار لقطاع غزة حيث دعا الرئيس الأمريكي لحضوره كما وجه الدعوة لكافة القادة والزعماء، الأمر الذي يدلل على أن مصر قد بدأت الاستعداد والعمل لتنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق الذي تم التوقيع علية لوقف الحرب وبدأ الإعمار.

جاءت وثيقة قمة شرم الشيخ للسلام الموقعة من الرئيس دونالد ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان والأمير تميم بن حمد استكمالا لمسار قام بالتوقيع عليه من قبل الجانب الفلسطيني والإسرائيلي يوم 9 من أكتوبر الحالي (خطة ترامب للسلام ذات العشرين بندا).

وقد نشر البيت الأبيض الديباجة الخاصة باتفاق شرم الشيخ للسلام التي جاءت لتؤكد أن الحلول الدبلوماسية والسياسية هي مسار سيتم العمل به فى مواجهة أي من الأزمات بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل بعيدا عن استخدام القوة العسكرية وهو مسار طالبت به مصر منذ بداية الأزمة فى أكتوبر 2023.

لقد أشاد الرئيس الأمريكي بالدور الذي قامت به مصر للوصول إلى وقف إطلاق النار، والدور الذي قام به رجال المخابرات العامة المصرية، ورجال الأمن، مؤكدا أن الدولة المصرية ذات الحضارة الممتدة إلى 6000 سنة هي بلد عظيم، كما وصف الرئيس السيسي بأنه شخصية قيادية متميزة وكذلك رجاله.

على هامش القمة

  •   حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اصطحاب الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى المنصة ومصافحة الرئيس الأمريكي، حيث دار حوار بين أبومازن وترامب استمر دقيقة و35 ثانية.

  •   المصافحة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي خلال التقاط الصور التذكارية لترحيب الرئيس الأمريكي بالقادة المشاركين بالقمة لفتت انتباه الجميع فقد كانت أشبه بمباراة ريست بين ماكرون وترامب استمرت ثلاثين ثانية.

  •   زعم أحد الصحفيين المرافقين للرئيس التركي أنه رفض النزول بطائرته اعتراضا على حضور نتنياهو؛ لكن الحقيقة أن مصر أبلغت الجانب الأمريكي أنها موقعة على الاتفاقية الخاصة بالجنائية الدولية وهو ما يجعلها ستقوم بتوقيف نتنياهو حال وصوله المطار، الأمر الذي يحول دون استقباله.

  • كما أن الرئيس التركي وصل مطار شرم الشيخ فى الساعة 12 واستقبله الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة، وجاءت دعوة الرئيس ترامب لنتنياهو الساعة 12 و14 دقيقة، وتم إلغاء الحضور واعتذار نتنياهو فى الساعة 12 و18 دقيقة.

  •   كما أن علم إسرائيل لم يرفع ضمن الأعلام الموجودة بالقمة فى الوقت الذي كان العلم الفلسطيني مرفوعا فى مقدمة الأعلام بالقمة.

  •  استقبل مطار شرم الشيخ 28 طائرة رئاسية وخاصة بالإضافة إلى أكثر من 15 رحلة أخرى خلال القمة، حيث شهد المطار حالة من الاستعداد القصوى، وتم رفع درجة التنسيق بين جميع القطاعات لضمان استقبال آمن ومنظّم لوفود وقادة العالم، مع الحفاظ فى الوقت ذاته على انسيابية حركة الطيران المدني والسياحي دون أي تأثر.

  • وقد عملت إدارات المطار المختلفة بروح الفريق الواحد لإظهار صورة مشرّفة تليق بمكانة مصر على الساحة الدولية، فى مشهد يجسد دقة التنظيم وكفاءة الإدارة التشغيلية للمطار.

  •   حرص المستشار الألماني فريدريش ميرتس على الحديث للصحافة عقب وصوله إلى قاعة المؤتمرات الدولية أكد خلالها التزام ألمانيا بالعمل من أجل السلام الدائم فى المنطقة.

  •   حرص وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان فيل على اللقاء بالصحفيين على هامش القمة وأكد أن بلاده ستقدم أكثر من 25 مليون يورو دعمًا إنسانيًا لقطاع غزة.

  •   الخطة التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية تركية ومشاركة أمريكية تتكون من 20 نقطة وقع عليها الجانبان قبل انعقاد قمة شرم الشيخ بأربعة أيام.

  •   فى الوقت الذي عقدت فيه قمة شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب فى غزة شاركت مصر فى مؤتمر “ويلتون بارك” حول تمويل إعادة الإعمار فى غزة والذي أصدر بيانا عقب انتهاء أعماله أكد فيه دعم مؤتمر القاهرة الدولي القادم بشأن التعافى وإعادة الإعمار والتنمية فى غزة فى نوفمبر المقبل.

  •   طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حضوره القمة من رئيس الوزراء الإيطالية أن تتوقف عن التدخين، وبينما كان أردوغان يصافح ميلوني، قال لها “تبدين جيدة، ربما علي مساعدتك فى التوقف عن التدخين”.  وعندها ردت رئيسة الوزراء الإيطالية: “أنا أعلم، أنا أعلم.. لا أريد أن أبدو مُضحكة”.

  • فى حين دخل أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فى موجة من الضحك.

  •   وصف الرئيس ماكرون اليوم الذي عقدت فيه القمة باليوم “التاريخي”، مؤكدا أن الرئيس ترامب هو الوحيد الذي كان بإمكانه وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند حده.

  •   وطلب الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو من ترامب مقابلة نجله إريك، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة ترامب»، فى الوقت الذى كان  الميكروفون الموجود بالمنصة يلتقط الحوار.

  • ويبدو أن ترامب وبرابوو لم يكونا على علم بأن الحديث يسمعها الجميع.