https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر تعيد للعالم اتزانه

81

كان لي الحظ والشرف أن أتابع فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام، التي شهدت توقيع وثيقة إنهاء الحرب فى غزة، تلك الحرب التي تابعها العالم على مدار عامين كاملين، ونزفت لها قلوب الملايين لما ارتكبته قوات الاحتلال من مجازر بشعة ضد أبناء غزة العُزّل، فلم تفرق بين طفل وامرأة، ولا بين شجرٍ وبشرٍ وحجر، قتلوا الإنسان، واقتلعوا الشجر، ودمروا العمران.

 

انعقدت القمة برئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، زعيم السلام وحاميه، وبمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قام بجولة مكوكية بين إسرائيل ومصر؛ بدأها بزيارة تل أبيب للاطمئنان على عودة الرهائن والاحتفال بتحرير الأسرى، ثم وصل إلى شرم الشيخ لإتمام اتفاق وقف الحرب والتوقيع على الوثيقة التاريخية، بحضور الرئيس السيسي، والشيخ تميم أمير دولة قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكثر من عشرين زعيمًا وقائدًا من مختلف أنحاء العالم.

لقد كان من المستحيل أن يُستكمل هذا الاتفاق فى أي دولة سوى مصر، حاضنة السلام، التي تنمو على أرضها أغصان الزيتون، رمز السلام العالمي.

وبرعاية الرئيس السيسي، الذي تمسّك بمواقفه الثابتة المستندة إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، تم التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي بعد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس جرت على أرضنا الطاهرة.

مصر، التي لم تتوقف يومًا عن السعي للسلام منذ اندلاع الحرب البربرية الإسرائيلية، استخدمت كل أدواتها الدبلوماسية والسياسية وعلاقاتها المتوازنة مع العالم لإنهاء الحرب وفرض العودة إلى طاولة المفاوضات، رغم ما واجهته من حملات افتراء وشائعات مغرضة حول معبر رفح ودورها فى دعم أهل غزة.

تحملت مصر بصبرٍ ووعيٍ محاولات التشويه والهجوم، بل اعتداءات صبيانية من فلول الإخوان فى الخارج، لكنها بقيت ثابتة، تحمي الحق الفلسطيني وترفض التهجير القسري، متمسكة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

واليوم، وبعد عامين، يشهد العالم أن مصر كانت على حق، وأن سياستها كانت نزيهة وعادلة، وأنها كالنخيل، جذورها ضاربة فى الأرض، وفروعها شامخة فى السماء، ما دامت تدافع عن العدل والحق.

وبقدر ما تمتلكه مصر من قوة دبلوماسية رصينة وموقف أخلاقي نزيه، فإنها تمتلك أيضًا قوة عسكرية صلبة وجيشًا من أقوى جيوش العالم، إلى جانب قوة ناعمة تتجلى فى شعبها الأصيل، العروبي الهوى، الذي يقف صفًا واحدًا خلف قيادته.

كل هذه القوى جعلت الصوت المصري يعلو فوق أصوات الزيف والغطرسة الصهيونية، وفوق دوي المدافع والاتهامات، ليصل إلى العالم واضحًا صادقًا:
أن مصر لا تساوم على الحق، ولا تصمت على الظلم.

صوت مصر كان ولا يزال لسان الضعفاء فى غزة، الذين يموتون جوعًا ومرضًا وتحت القصف، ومصر لم تشارك يومًا فى هذا الظلم، لا بالفعل ولا بالصمت.

ورغم التحديات الاقتصادية والتهديدات الأمنية التي تحيط بها من كل اتجاه، ظلت منحازة إلى الحق والعدل والسلام، فى العلن كما فى الكواليس.
ما حدث فى شرم الشيخ يليق بمصر… وبشعبها… وبرئيسها.

وانتظروا، فالقادم أفضل… ويليق ببلدٍ هي مهد الحضارات، وضمير الإنسانية.