فى تظاهرة ثقافية جميلة عشت بالأمس ليلة جميلة من ليالى الثقافة المصرية وهى ليلة افتتاح معرض الكتاب بدار المعارف بالإسكندرية بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين ضمن مبادرة «أسرة تقرأ.. أمة تنهض» فى عامها الثانى بنجاح منقطع النظير من استعداد وإعداد مدروس وجيد من أطراف العمل الثلاثة، الناشرين المصريين، إدارة اتحاد الناشرين، إدارة مؤسسة دار المعارف، لبدء فعاليات المبادرة، بدءًا من الإسكندرية تيمنا بأنها المدينة التى احتضنت المبادرة فى عامها الأول وكانت بها كل أسباب النجاح..
حققت المبادرة فى العام الأول مصداقية العمل الثقافى الجماعى وكيف نستطيع إذًا عملنا معًا أن نقدم شيئا جيد لخدمة المجتمع، فكان عدد الناشرين 40 ناشرًا إلى أن وصل إلى 130 ناشرًا فى نهاية المبادرة التى استمرت لمدة شهرين بالإسكندرية وقدمت المبادرة ندوات ثقافية متنوعة وحفلات توقيع للمؤلف والناشر مجانية، إضافة إلى معرض كتاب ضم أحدث الإصدارات لدى جموع الناشرين ويقدم كل يوم الجديد..
توفر المبادرة للناشر مكانًا للعرض مجانًا وكذلك القائمون على البيع لإصداراته أقل تكاليف نقل إعلان جماعى يتحمله الناشرون المشاركون.. تحققت الأهداف المرجوة وانتقلنا إلى حوالى أربعة أماكن بعد ذلك.
هذا العام وقد توليت مسئولية رئاسة اتحاد الناشرين أخذنا وقتنا أكثر فى الاستعداد واستمعنا لملاحظات الناشرين الذين شاركوا وعملنا على أن نكون الأفضل بدأنا بمائة ناشر وجهزنا المكان بصورة أفضل.
استفدنا من السوشيال ميديا فى الدعاية والجروبات الثقافية على مختلف الوسائط وفّرنا مكانًا أفضل للوسائل التعليمية وخاصة للصناعة المصرية كبديل للمستورد ولتشجيع هذه الصناعة الوليدة كانت هناك مساحات أفضل للناشرين الشباب فكان الافتتاح برعاية السيد محافظ الإسكندرية ورئيس الجامعة واتحاد الناشرين ودارالمعارف.. والأهم هو الجمهور السكندرى الواعى الذى كان حاضرًا بحشد يتناسب مع الحدث من مختلف الأعمار، شارك فى الندوة التى تلت الافتتاح بالأسئلة والاستفسارات عن محتوى المعرض والخصم فى ضوء ارتفاع الأسعار وقررت إدارة المبادرة منح القارئ خصم 20% كحد أدنى ويصل إلى 50% فى بعض الإصدارات، إضافة إلى أن المبادرة مستمرة بالإسكندرية لأطول فترة..
40 معرضًا للكتاب
وتم عرض برنامج المعارض لمبادرة «أسرة تقرأ.. أمة تنهض» والذى لا يقل عن 40 معرضًا للكتاب فى العام فى كل محافظات مصر بين دار المعارف واتحاد الناشرين لنعطى الناشر فرصة لوصول إنتاجه إلى القارئ فى كل مكان.. للمساهمة فى تسويق الكتاب.
مفاجآت اتحاد الناشرين القادمة
تمت إتاحة خدمة للناشرين تتمثل فى نقل احتياجاتهم وتوفير إنتاجهم فى كل مكان بمصر.. وتلبية طلبات القارئ عند احتياجه أى إصدار من أى ناشر فى مصر.. بعد اتفاق اتحاد الناشرين مع شركات التوزيع فى المؤسسات الصحفية على نقل احتياجات الناشرين وتوصيلها للقارئ بأقل تكلفة ممكنة خدمة للثقافة.
قريبا افتتاح فرع لاتحاد الناشرين بالإسكندرية لخدمة أكثر من 45 ناشرًا هناك وتوفير احتياجاتهم.
تنظيم عملية توفير احتياجات الناشرين المصريين من الورق من خلال الشراء الجماعى من خلال الاتحاد لتوفير نظام علاج للناشر وأسرته والعاملين معا فى دار النشر إضافة للعديد من الخدمات الاجتماعية ودورات تدريبية.
ذكريات ناشرين.. ورجال ومبادئ
فى الصباح ذهبت مع صديقى الناشر محمد حامد المكتب المصرى للمطبوعات إلى الإسكندرية ولحقنا زملائى بمجلس إدارة الاتحاد لافتتاح معرض الكتاب وحضور الندوة..
وأمر الحاج صابر دار المعرفة الجامعية والحاج عبد المنعم الجامعة الجديدة وعضو مجلس إدارة الاتحاد لصحبتنا للغداء أولا.. ومع الجلسة الجميلة فى أحد المطاعم السكندرية الجميلة وما أن علم صاحبها الحاج حسن روما كانت الخدمة فوق العادة.
وبدء سرد الذكريات الجميلة فى عالم النشر، بدء الحاج صابر صبيًّا يافعًا وعمل بأحد مكتبات دار المعارف فى السبعينيات إلى أن استقل وأصبح من أكبر الناشرين المتخصصين فى الكتاب الجامعى وكتب العلوم الإنسانية..
وذات يوم جاءه أحد الناشرين المصريين ومعه ناشر سعودى كبير طالبين منه التدخل للتعاقد مع أحد أكبر المؤلفين فى مصر آنذاك وحتى يومنا هذا.. وذهب الجميع بعد أن طلب الحاج صابر موعدًا مع المؤلف إلى منزله وفى حضور ابنه.. وعرفوه بأنفسهم وقدموا له شيكًا غير محدد القيمة مفتوحًا ليكتب ما يشاء مقابل نقل مؤلفاته إلى الناشر السعودى وسألهم المؤلف الكبير من أنتم؟.. ثم كيف عرفتم كتبى؟.. قالوا من خلال الناشر دار المعارف.. قال لهم: وهل لو كنت أنشر عندكم كان علم أحد بى.. إنها دارالمعارف والمسائل لا تقدر بأموال جئتم العنوان الخطأ وعادوا بالشيك وخفي حنين..
وتكررت هذه الواقعة معى وأنا رئيس لمجلس إدارة دار المعارف وعرض أيضا ناشر كبير حصوله على حق إصدار هذه المؤلفات التى تزيد على مائة وعشرين كتابا فى علم اللغة وتاريخ الأدب العربى والنحو والصرف وغيرها من المراجع التى تهم الباحث فى هذه العلوم فى جميع أنحاء الوطن العربى.. وأبلغنى د. عاصم شوقى ضيف بالواقعة وأنه يحافظ على وصية والده وأنهم لا يرغبون غير العمل مع هذا الدار..
هى مبادئ لأصحاب مبادئ رجال يعلمون ما يفعلون يحافظون على العقود والعهود.. فى وقت عز فيه الوفاء..
هذه كانت العلاقة بين الناشر والمؤلف، وفاء وشراكة ورسالة، لنجاح المهمة وصناعة العقل العربى.. لذا كان النجاح حليفهم، أثَّروا فى العالم بفكرهم وما صدر عن هذه الدار من إصدارات لمؤلفين من جميع أنحاء الوطن العربى ومازالت حتى يومنا هذا تحافظ على العهد والوعد والرسالة.. فى خدمة الثقافة والمثقف المصرى والعربى.
ودائمًا وأبدًا.. «خذ المعارف من دار المعارف» كما قال الأستاذ «عارف».
رئيس مجلس الإدارة
أسرة تقرأ.. أمة تنهض
By amrيوليو 08, 2018, 20:03 مالتعليقات على أسرة تقرأ.. أمة تنهض مغلقة
1649