رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

حماية الشعب الفلسطيني.. التزام تاريخي للدولة المصرية

114

الدور المصرى لدعم الفلسطينيين هو قضية مركزية والتزام تاريخى، لذلك تعمل الدولة المصرية على نزع فتيل التوتر، الذى حدث مؤخراً بين إسرائيل والفلسطينيين، ولا سيما فى جنين والقدس.. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنتونى بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ودانيل روبنستاين، القائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأمريكي، ناقلاً تحياته إلى الرئيس «جو بايدن»، مؤكداً علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة والتطلع؛ لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.

تامر عبدالفتاح

من جانبه، نقل «بلينكن» إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس الأمريكي، مؤكداً أنه فى إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، فإن واشنطن تعول على التنسيق الحثيث مع مصر بقيادة الرئيس السيسي لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع ما بين الجانبين الفلسطينى الإسرائيلي. وأوضح المتحدث الرسمى أنه فى هذا السياق تم استعراض التطورات والأحداث الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية، والجهود المشتركة والمساعى المصرية الجارية لاحتواء التوتر المتصاعد خلال الأيام الماضية، حيث أكد الرئيس السيسي أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فورى فى إطار المسارين السياسى والأمني؛ لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أى إجراءات أحادية من الطرفين، مؤكداً موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية، وعلى نحو يحل تلك القضية المحورية فى المنطقة ويفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وقد تم فى هذا السياق التطرق إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت فى هذا الصدد من خلال ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف، مشدداً على أهمية الدور الأمريكى للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة.

الدور المصري

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، استبق زيارته لمصر بوصفها بأنها أم الدنيا وأشاد بخطوات مصر فى نطاق حقوق الإنسان، كما أكد أهمية مصر ومدى تمركزها القوي، وركز على الدور المصرى فى القضية الفلسطينية.

ووصف وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الشعب المصرى أنه «رائع» فى نواح كثيرة ومنها تقاليدهم فى كرم الضيافة.. ونقلت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة عن بلينكن قوله إنه «ممتن للترحيب الحار فى أم الدنيا».

وفى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، ثمن وزير الخارجية سامح شكرى علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة، معربا عن حرص مصر على تعزيز العلاقة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

مصالح استراتيجية

وقال شكرى إن المباحثات التى عقدت عكست بجلاء التقارب الواسع فى المصالح الاستراتيجية بين البلدين، والاتساق الكبير فى الرؤى تجاه العديد من القضايا، كما أظهرت أيضا الإمكانيات الهائلة لتطوير شراكة الاستراتيجية فى العديد من المجالات».

وأشار إلى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي، حيث تناول اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والطبيعة الاستراتيجية لهذه العلاقات بقدر التوافق القائم بين رؤى البلدين، سواء فى مجال تطوير العلاقات الاستراتيجية أو فيما يتعلق بتناول القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف شكرى أن مصر تعول كثيرا على التعاون المشترك بين البلدين فى إطار تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لدفع الجهود التنموية والعمل على تحقيق الاستقرار وفقا لمبادئ الشرعية الدولية ووفق المصالح المشتركة.

مجالات التعاون

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، الشراكة والصداقة بين مصر والولايات المتحدة خلال العقود الماضية، معربا عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي والحوار الجيد الذى جرى بينهما، مشيرا إلى اللقاءات المستمرة بين القاهرة وواشنطن فى عدد من المحافل الإقليمية والدولية وهى تعكس مدى تقدير البلدين لهذه الشراكة، موضحا أن الولايات المتحدة ومصر ملتزمتان بهذه العلاقة وتعميقها وإحدى الأولويات بناء تعاون اقتصادى على مدى طويل والاستثمار فى البنية الاقتصادية، مشيرا لتقديم واشنطن دعم 600 مليون دولار لبناء كابل تحت الماء؛ لتوفير اتصالات سريعة ومعتمدة من خلال مصر والقرن الإفريقي.

وشدد الوزير بلينكن على دعم واشنطن لجهود مصر فى التوسع بمجالات الطاقة المتجددة وكذلك فى مجال الاتصالات، موضحا أن الهدف من هذه الجهود والمشاورات هو تحقيق نتائج ملموسة للناس وخلق الوظائف للمواطنين، مضيفا « نحاول المضى قدما فى اللجنة الاقتصادية المشتركة والهدف من الجهود حياة معيشية أفضل للناس».

وأشاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بجلسات الحوار الوطنى التى تجريها مصر منذ فترة، معرباً عن تقديره لجهود الدولة المصرية فى هذا الشأن، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تقدر جهود الدولة المصرية فى حماية الحريات الدينية وتمكين المرأة والعمل على إطلاق الحوار الوطني، مشيدا فى هذا الصدد بعمل لجنة العفو الرئاسي.

وأعرب بلينكن عن تقدير الولايات المتحدة الأمريكية للدور المصرى فى مجال تغير المناخ واستضافة مصر لمؤتمر cop27، مؤكدا تقدير واشنطن للجهود من خلال شراكة خاصة بين الطرفين.

وأكد بلينكن ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسى سريع لسد النهضة الذى يعد ملف وجودى للمصريين ونحن ندعم أى حل يراعى مصالح كل الأطراف والحياة المعيشية للمصريين والسودانيين والإثيوبيين، مشددا على ضرورة أن تجرى المفاوضات بروح من المرونة والتعامل مع المصالح الوجودية لهذه الدول.

إرساء السلام

 وقال الوزير الأمريكى إن مصر مستمرة فى لعب دور إرساء السلام والاستقرار وهو مهم جدا وحيوى للمنطقة، بالإضافة لمشاركة مصر جيرانها فى قمة النقب بهدف للوصول لمنطقة أكثر أمانًا واستقرارًا.

وأشاد بلينكن بدور مصر الكبير فى لعب وساطة لوقف التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل لهدنة فى 2021 و 2022، موضحا أن مباحثاته بالقاهرة تطرقت لسبل تخفيف التوتر واستعادة الهدوء.

وعن ليبيا، أشار وزير الخارجية الأمريكى إلى الدور المصرى لحل الأزمة الليبية، موضحا أن الطريق الوحيد لحل الأزمة يتمثل فى اختيار الشعب الليبى قيادته والتوافق على أساس دستورى لإجراء الانتخابات، مؤكدا دعم الولايات المتحدة للمبعوث الأممى وتحركاته لإجراء الانتخابات فى ليبيا.

وعن الوضع فى السودان، أكد وزير الخارجية الأمريكى أن المباحثات تطرقت للعملية السياسية فى السودان والتحول نحو الديمقراطية، مشيرا إلى أن مستقبل السودان يعتمد على وجود حكومة تراعى كل مصالح الشعب وسندعم ذلك.

وقف التصعيد

من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة وزير الخارجية أنتونى بلينكن للشرق الأوسط تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، حيث فرضت الأحداث والتصعيد غير المسبوق بين الفلسطينين والإسرائيليين على الجولة، وجعلت أن هناك أهدافًا عاجلة من هذه الزيارة على الأقل وقف التصعيد ومنع تفاقم الأمور وانزلاقها إلى خارج السيطرة.

وأضاف أن القاهرة كمحطة أولى تعكس التقدير والدلالة فيما يتعلق بتحقيق التسوية والتهدئة بين الفلسطينين والإسرائيليين وتجربة مصر فى هذا الأمر طويلة وعريقة ونتذكر فى مايو 2021 عندما اندلعت المواجهات وقف المجتمع الدولى عاجزًا وصامتًا أمام الاعتداءات الإسرائيلية ونجحت القاهرة فى التهدئة وتثبيتها.

وتابع أن الرسالة المهمة التى ربما يتلقاها الرئيس بايدن من القاهرة أنه يجب أن يكون هناك تحرك فعّال وترشيد سلوكيات الحكومة الإسرائيلية الحالية والأهم هو إحياء عملية السلام؛ لأن ما يحدث هو عرض لمرض وكل معدلات العنف ما هى إلا نتيجة لغياب الحل الشامل لحل الدولتين وهو ما تنادى به مصر.

وأكد أنه ليس المطلوب التهدئة فقط لأنها قد تندلع الأحداث فى ظل الأفعال الاستفزازية من الحكومة الإسرائيلية والهدف الثانى هو تحقيق الاستقرار؛ لأنه فى مصلحة الجميع وأمريكا وهذه الزيارة لبلينكن تعكس أهمية المنطقة.

دور محوري

وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الحالية لمصر تكتسب أهمية كبرى، فتأتى ضمن جولة خارجية فى الشرق الأوسط تشمل فلسطين وإسرائيل وكانت القاهرة هى المحطة الأولى، مضيفا أن الزيارة تؤكد ثوابت الموقف الأمريكى المعروفة وتعزز العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة بعد التقرير الذى أعلنته خارجية واشنطن عن العلاقات الثنائية بين البلدين خلال المائة عام الماضية.

وأوضح أن الزيارة مهمة وبداية الجولة من القاهرة له دلالة وتأكيد لدور مصر المحورى فى القضايا الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية، مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكى أكد تقدير واشنطن لدور الرئيس السيسي ومصر، وتعويلها على هذا الدور فى استعادة التهدئة فى فلسطين، كما جدد التأكيد على أهمية الحل الدبلوماسى لأزمة سد النهضة.

وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية لها دورها المقدر من كل أنحاء العالم فى التهدئة والاستقرار فى فلسطين وهو خط ثابت تسير فيه، موضحا أنه فيما يخص ملف سد النهضة فإن المجتمع الدولى منوط به أن يمارس دوره للضغط على الجانب الإثيوبى للامتثال للقانون الدولى وحماية حقوق دولة المصب وعدم الإضرار بالمصالح المصرية والسودانية وأمنهما المائي.

وأكد العرابى أنه فيما يخص التوتر فى الأراضى الفلسطينية فالمجتمع الدولى أيضا عليه أن يتحرك ويضع حدا لهذه التوترات والتصعيد وإيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية يكفل حقوق الشعب الفلسطيني.