https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر والنمسا.. علاقات تاريخية ممتدة لأكثر من 150 عاما

758

تعتبر العلاقات المصرية النمساوية من العلاقات المتميزة تاريخيًا؛ ولها جذور ممتدة لأكثر من 150 سنة، كما تطورت هذه العلاقات بشكل كبير خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية كارل نيهامر، المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا، وشهد اللقاء عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والنمسا، من بينها مجالات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، فضلاً عن مناقشة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها الأوضاع فى السودان والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية والأزمات العالمية لغلاء المعيشة وفى الغذاء والطاقة، إلى جانب التباحث بشأن سبل تعزيز التعاون فى مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجهود مصر المقدرة فى هذا الصدد.

تامر عبدالفتاح

وسلم مستشار النمسا، الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية لزيارة النمسا، لمواصلة تعزيز ودفع العلاقات المتميزة بين الدولتين على مختلف الأصعدة، حيث رحب الرئيس السيسي بتلبية الدعوة فى موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية، وأعقب انتهاء المباحثات عقد مؤتمر صحفى مشترك بين الجانبين.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي فى المؤتمر الصحفى أن العلاقات مع النمسا قائمة على الاحترام المتبادل والسعي المخلص لمد جسور الصداقة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين قوية ومستقرة وتعود لأكثر من 150 عاما.

وأوضح الرئيس السيسي، أنه عقد مباحثات مثمرة وبناءة مع المستشار النمساوي، والتي عكست حرص البلدين واهتمامهما ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون فى عدد من القطاعات المهمة وعلى رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة والهيدروجين، والتي تستهدف تحقيق زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجاري بين البلدين وجذب المزيد من الاستثمارات النمساوية إلى مصر التي تعد أحد أهم الشركاء تجاريا واستثماريا فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي مكانة تعتز بها مصر.

قضايا إقليمية

وأضاف الرئيس السيسي، أنه تم الاتفاق مع المستشار النمساوي على العمل معا خلال الفترة القادمة لترسيخ العلاقات وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، معربا عن خالص التقدير والاعتزاز بالعلاقات الودية الطيبة التي تجمع مصر بالنمسا.

وأكد الرئيس السيسي، أن لقاءه مع مستشار النمسا كارل نيهامر، مثَّل فرصة جيدة للتشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، موضحا أن رؤى الجانبين تلاقت على أهمية التشاور المثمر والتنسيق المستمر بين البلدين كشركاء وأصدقاء للتعاون مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه المجتمع الدولي.

وقال السيسي إن اللقاء تناول فى هذا السياق استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا وهي التداعيات التي عانت منها ولاتزال الدول الأقل نموا وبما أضاف للأعباء الصعبة التي تتحملها لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وأضاف: «لقد أوضحت للمستشار نيهامر أن مصر من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى تسوية سلمية لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة».

وقال الرئيس السيسي: «حرصت كذلك خلال المباحاثات على استعراض رؤية مصر إزاء عدد من الملفات الاقليمية المهمة والجهود التي تبذلها مصر لمعالجة أسباب عدم الاستقرار فى إقليمنا حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبي والقضية الفلسطينية وقضية سد النهضة فضلا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان مع تأكيد حرص مصر البالغ على استعادة الاستقرار هناك والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق».

وأضاف الرئيس السيسي: «لقد استمعت باهتمام لرؤية المستشار نيهامر للتحدي المشترك الذي تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية واتفقنا معا على تكثيف الحوار بيننا للتوصل إلى إطار مستقبلي للتعاون معا فى ملف الهجرة من منظور شامل يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية».

 معالجة الهجرة غير الشرعية

 وأكد الرئيس السيسي على حجم التفاهم المشترك بين مصر والنمسا فيما يخص قضية الهجرة غير الشرعية، وقال: «إذا كنا نسعى إلى إيجاد حلول مناسبة وجيدة لهذه الظاهرة وقطع الطريق على من يعمل فى هذا المجال، لا بد من وجود آليات مؤسسية للتعامل مع موضوع الهجرة الشرعية تنظم هذا الأمر وتنتقيه وتعد الأفراد أو المواطنين الذين سيتم التعامل معهم فى مجال الهجرة الشرعية بما يساعد على نجاح هذه التجربة ويقطع الطريق على الهجرة غير الشرعية وتداعياتها السلبية».

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه أوضح للمستشار النمساوي فى هذا السياق حجم الجهود المصرية فى استضافة 9 ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية المتاحة للمواطنين المصريين دون تمييز أو تفرقة، مضيفا «فى إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا فقد حرصت على إطلاع المستشار على الخدمة الجادة والمستمرة التي تتخذها الدولة المصرية فيما يتعلق بحقوق الإنسان من منظور شامل ومقاربة متكاملة تستهدف تمكين المواطن المصري وممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كفلها الدستور المصري وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تنفذها الدولة المصرية على عدة محاور»، مؤكدا استعداد مصر الدائم للحوار والتعاون البناء مع شركائها فيما يتعلق بهذا الملف المهم.

وأشار إلى أنه أطلع الجانب النمساوي على النجاح الكبير الذي حققته مصر حكومة وشعبا فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية، بتضحيات كبيرة قدمها المصريون، وبرؤية شاملة تغطي كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.

ووجه الرئيس السيسي – فى ختام كلمته – الشكر للمستشار النمساوي على دعوته الشفوية والمكتوبة لزيارة النمسا، معربا عن ترحيبه بتلبية تلك الدعوة الكريمة فى أسرع فرصة ممكنة، وأنه سيتم تنسيق هذه الزيارة من خلال القنوات الدبلوماسية.

 ترسيخ التعاون

  من جانبه أكد المستشار النمساوي كارل نيهامر أن زيارة الرئيس السيسي إلى النمسا ستكون مهمة للغاية لأن مصر دولة مهمة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، والتعاون فى هذا الصدد يشكل أهمية بالغة لبلاده، لافتا إلى أنه خلال زيارة الرئيس السيسي للنمسا سوف يتم التوسع فى الاتفاقيات فى هذا الصدد لترسيخ التعاون بشكل أكبر بين البلدين.

وأضاف المستشار النمساوي أن هدف زيارته لمصر هو التركيز على الجانب الاقتصادي وتوقيع المزيد من مذكرات التفاهم بين البلدين، مؤكدا أن توقيع الاتفاقيات مع الشركات النمساوية يرسخ هذا التعاون ويضعه نصب الأعين.

وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر، إن بلاده لديها علاقات تعاون وثيقة مع مصر فى كثير من المجالات وخاصة الاقتصادية والأمنية وكذلك الثقافية، مؤكدا أن زيارته لمصر بمثابة الختام المهم والكريم لرحلته إلى إفريقيا.

وأكد مستشار النمسا أن مصر تعد حجرًا راسخًا فى شمال إفريقيا فيما يخص الاستقرار والأمن وهناك مشكلات متعددة تحيط بها من دول الجوار، مؤكدا بالقول: «نرى مصر هنا شريكا مهما للغاية».