محمد هلال

منذ رحيل البرتغالي نيلو فينجادا، قبل 11 شهراً تقريباً، عن منصب المدير الفني لاتحاد كرة القدم، لم يشغل المنصب أي شخص، مما يدل على عدم أهميته العملية بالنسبة لأعضاء الجبلاية الذين أنجزوا مهام المدير الفني بأنفسهم، بداية من اختيارات مدربي المنتخبات؛ مروراً بمنح الرخــــص التدريبيـــة للمدربين وصولاً إلى تحديد شكل المسابقات، مما يعني أن المدير الفني الجديد سيكون بلا مهام على الأقل فى المستقبل القريب.
وترك فينجادا لاتحاد كرة القدم خططا شاملة لتطوير المنتخبات الوطنية وعلى رأسها إعداد جيلين مختلفين للمنتخب الأولمبي من أجل المشاركة فى الألعاب الأولمبية 2024 و2028، بالإضافة إلى أكثر من خطة لتطوير المنتخب الأول وزيادة عدد اللاعبين المصريين فى أوروبا، ولكنه تفاجأ من تجميدها تماماً.
حازم إمام، عضو اتحاد كرة القدم، تواصل مع البرتغالي روي فيتوريا، مدرب منتخب مصر الأول، من أجل ترشيح عدد من المدربين الأجانب لشغل منصب المدير الفني للجبلاية، وبالفعل استجاب «الخواجة» وقدم قائمة مختصرة تضم 3 مدربين (برتغاليان وإسباني) مؤكداً أنهم يمتلكون سيرة ذاتية مميزة ومتخصصون فى وضع خطط طويلة الأمد للتطوير.
المفاجأة كانت فى تراجع اتحاد كرة القدم برئاسة جمال علام، عن فكرة التعاقد مع مدير فني أجنبي فى ظل الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها المجلس الحالي وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، خاصة وأن الاتحاد يعاني لتوفير المستحقات المالية الخاصة بالثلاثي الأجنبي، البرتغالي فيتوريا مدرب المنتخب الأول، ومواطنه بيريرا رئيس لجنة الحكام والبرازيلي ميكالي مدرب المنتخب الأوليمبي، خاصة وأنه مضطر لذلك نظراً للارتباطات المهمة التي تنتظر المنتخبين، كما أن ملف التحكيم هو الأكثر إزعاجاً ولا يتوفر بديل محلي مناسب.
وقد عاد حازم إمام لمخاطبة فيتوريا حيث اعتذر له عن قبول الأسماء التي رشحها مؤكداً أن الأزمة المالية دفعت اتحاد الكرة لتفضيل الخيار المحلي، الأمر الذي فتح الباب أمام كل عضو بمجلس الإدارة إلى ترشيح المقربين منه.
وتعددت الأسماء المطروحة لشغل منصب المدير الفني للجبلاية، فالبعض داخل اتحاد الكرة حاول الدفع بلاعب الأهلي السابق، فتحي نصير، ولكنه واجه معارضة شديدة من الكثيرين بسبب تقدمه فى السن وحاجة المنصب لجهد كبير وقدرة على مواكبة التكنولوجيا، وهو نفس المصير الذي واجهه مقترح التعاقد مع حسن شحاتة، نجم الزمالك ومدرب منتخب مصر السابق.
وبينما حاول الإعلامي أحمد شوبير التدخل ودعم ترشيح محمد عظيمة، مدرب الأهلي السابق، إلا أن نجم المارد الأحمر والمحترف السابق بالدوري الألماني، هاني رمزي، يتصدر سباق شغل المنصب خاصة وأنه يحظى بدعم عضوي المجلس، حازم إمام ومحمد بركات.
يشار إلى أن منصب المدير الفني لاتحاد كرة القدم تم استحداثه فى عهد رئيس الجبلاية الراحل سمير زاهر، وكان المدرب الراحل محمود الجوهري أول من تولى المهمة عام 2007، ولكنه قدم استقالته بعدما وجد أن خططه وأفكاره لا تنفذ وعلى رأسها تنظيم بطولة الدوري الأوليمبي، ليأتي بعده نجم الزمالك السابق فاروق جعفر الذي لم يقدم أي إضافة ملموسة.
ثم جاء مدرب الزمالك السابق، دكتور محمد سعد، الذي أراد إدارة مهام المنصب بشكل علمي وأكاديمي مدروس، لكن سرعان ما تمت إقالته بدون أسباب واضحة، ليخلفه البرتغالي فينجادا الذي قدم خططا لم تخرج للنور وظلت فى أدراج مكاتب الجبلاية.